رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

من حبل المشنقة إلى البراءة..

تعرف على كلمة السر فى الإفراج عن المهندس الأسواني علي أبو القاسم

الإفراج عن المهندس
الإفراج عن المهندس الأسواني علي أبو القاسم

زلزلت الفرحة والسعادة قلوب أهالى محافظة أسوان، عقب سماعهم نبأ خروج ابنهم المهندس على أبو القاسم، من محبسه على أرض المملكة العربية السعودية، بعد صدور عفو ملكي من الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين.

عودة المهندس علي أبو القاسم

فور تداول نبأ الإفراج عن المهندس «على أبو القاسم»، على صفحات السوشيال ميديا «فيس بوك» تجد شلالًا من التعليقات والتبريكات وأجمل العبارات انفجر بحروف من المحبة والفرحة المضيئة جدًا التى «قلبت» الدنيا، بعد إطلاق سراح «المهندس» وعودته إلى مسقط رأسه بين أحضان أسرته وأصدقائه فى محافظة أسوان.

رغم إيجابية الخبر سالف الذكر، لكن كان فى مقدمته أصيب الجميع بحالة من الذهول والدهشة، وكان بداخلهم مخاوف غير متوقفة أن تكون الفرحة عازفة على أنغام الأوهام، نتيجة ما تم تداوله فى مرات عدة سابقة حول خروج المهندس «على أبو القاسم»، ثم يتبين بعد ذلك أنه «إشاعة»، لكن حال التأكد بتواجد «المهندس» بمطار القاهرة ويستعد للتوجه إلى «أسوان»، بدأت طبول الفرحة والزغاريد تدق القلوب والملابس البيضاء تزين الطرقات.

ابتسام سلامة نجحت فى إطلاق سراح المهندس

«كلمة السر» فى الوصول للمشهد السابق، يعود إلى «المرأة الحديدية» إبتسام سلامة، زوجة المهندس على أبو القاسم، التى جسدت صورة مشرفة للمرأة المصرية الشجاعة للدفاع عن زوجها، كانت دائمًا على يقين وإيمان بأن «المهندس» برئ برائه الذئب من دم إبن يعقوب، رغم محاولات ضخ الشائعات المستمرة على «السوشيال ميديا» التى تشير إلى قرب ربط حبل «المشنقة» على رقاب زوجها، لكنها لم تيأس فى التمسك بحبال الآمال والمزيد من دق جميع الأبواب بقصد إنجاح القضية دون كلل أو ملل.

واستطاعت «ابتسام سلامة» أن تتخذ من منصات «السوشيال ميديا» سلاحًا ومسرحًا للقدرة للتعبير عن قضية زوجها حتى ألتف حولها جموع أبناء المحافظة وتضامن معها قطاع واسع من المصريين الذين تابعوا القضية، وليس ذلك فقط بل أمتد إلى نزولها سيرًا فى الشوارع والميادين ممسكة بيدها لافتات وعبارات لجذب انتباه المواطنين، ونفس الأمر المشاركة فى أهم المحافل التى تنظمها كافة الأحزاب والجمعيات لتظهر حقيقة موقف زوجها الراهن على طاولة الحوار.

ابتسام سلامة تطل بملابس «ملونة» فرحة بعودة زوجها.. ووداعًا لـ«الأحزان»

واللافت هُنا بقوة، عندما خطفت «ابتسام سلامة» الأنظار عقب ظهورها على صفحات السوشيال ميديا مرتدية الملابس الملونة لتتماشى مع آجواء الفرحة عقب سماعها خبر عودة زوجها، مما يتبين أنها خلال الفترة القادمة سوف تسعى لـ«دفن» الملابس السوداء التى إعتادت على ارتدائها طيلة السنوات الماضية تضامنًا مع الحالة المأساوية التى يعيشها زوجها.

ركعتين وسعادة لا توصف فى قلب «ابتسام سلامة»

وكشفت «ابتسام سلامة» زوجة المهندس على أبو القاسم، عن فرحتها وسعادتها وفى الحال سجدت لله «ركعتين» فور علمها خروج زوجها من محبسة فى المملكة العربية السعودية، قائلة: «الحمدلله يارب الفرحة بقيت إتنين بجد، فرحة شهر رمضان وفرحة خروج زوجى». 

مشيرة إلى أنها حال تلقيها مكالمة من زوجها يخبرها أنه موجود فى مطار المملكلة العربية السعودية قادمًا إلى مصر، ويرافقه السفير المصري هشام فتحي والقنصل عبد الرحمن صفوت، لسرعة إنهاء الإجراءات، تلك المكالمة القصيرة التى لا تتعد عن «7» دقائق جعلتها فى حالة من الذهول والاغماء اللحظى من شدة الفرحة.

وأكدت «سلامة» خلال حديثها لـ«النبأ»، أن قرار العفو عن زوجها من مقر السجن بشكل رسمى بعد ثبوت براءته من تهمة جلب شحنة مواد مُخدرة، موضحة أن خضم القضية استمرت نحو «6» سنوات من «المرمطة» والصبر وصولًا إلى شهادة ميلاد ثبوت برائته.

وتوجهت «ابتسام سلامة»، بالشكر إلى السفارة المصرية بالمملكة العربية السعودية، ووزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، على ما بذلوه من جهد كبير فى إنهاء إجراءات الإفراج عن زوجها، كذا يعود الفضل على رأس ما سبق إلى إنسانية القيادة السياسية التى كانت تتابع القضية عن كثب فى رسم الإبتسامة على وجوه المصريين.

وترجع تفاصيل القضية إلى عام 2016 بعد القاء القبض على المهندس علي أبو القاسم، بتهمة الاتجار في المخدرات، بعد تسلمه معدة زراعية احتوت على 800 ألف 676 قرص مخدر في أكتوبر 2016  قادمة من مصر، وحكم عليه من قبل بالإعدام عام 2017، لكن تدخلت السلطات المصرية بالتعاون مع الجانب السعودي لحين الانتهاء من تحقيقات القضية في مصر. 

وتبيّن من سير التحقيقات المصرية، قيام مجموعة من تجار المخدرات بدس كمية من المواد المخدرة داخل معدات الحفر التى استوردها المهندس المصرى على أبو القاسم من مصر إلى السعودية والتى كان يشرف على تسلمها.

وألقت السلطات السعودية القبض على المهندس المصرى بتهمة جلب المخدرات وقضت بإعدامه ثم تداولت القضية وحصل على حكم بالمؤبد، حتى تم تخفيف الحكم إلى 8 سنوات وغرامة 50 ألف ريال وإلغاء صفة تهمة جلب مخدرات، وبعد تداول دام نحو 6 سنوات تم اسدال الستار للقضية بعد صدور قرار العفو سالف الذكر، خلال الساعات القليلة الماضية.