رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

باكستان تشتعل.. تفاصيل المؤامرة الأمريكية للاطاحة برئيس الوزراء.. ليلة سقوط عمران خان بسبب الأزمة الأوكرانية

ليلة سقوط عمران خان
ليلة سقوط عمران خان في باكستان

تعيش باكستان أزمة سياسية ساخنة، بعد أن قدمت المعارضة الباكستانية عريضة لسحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء عمران خان، بسبب موقفها من الأزمة الأوكرانية.

ويواجه رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أكبر أزمة سياسية في فترة ولايته ويمكن أن يحل محله زعيم المعارضة، شهباز شريف.

خان يتهم بالولايات المتحدة بالتآمر للاطاحة به

قدم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان احتجاجا رسميا للسفارة الأمريكية بشأن مؤامرة مزعومة للإطاحة بحكومته.

وقال خان في مقابلة اجرتها معه قناة "أيه أر واي نيوز" وأضح الآن أن المؤامرة لها صلات خارجية وقدمنا احتجاجا للسفارة الأمريكية ".

وقال خان، أن الولايات المتحدة تتآمر ضده منذ أن زار موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما كانت موسكو تمضي قدما في غزوها لأوكرانيا.

وفي خطاب للأمة أمس الجمعة، قال خان أن حكومته لديها برقية دبلوماسية تظهر "دليلا" على أن دولة أجنبية تتآمر بمساعدة مجموعات المعارضة لإسقاط حكومته بسبب سعيها لانتهاج سياسية خارجية مستقلة.

وقال خان أن المؤسسة العسكرية تتدخل في العملية السياسية وتريد إزاحته عن السلطة،سواء من خلال الاستقالة أو تصويت بسحب الثقة أو بإجراء انتخابات مبكرة.

ودعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أنصاره للنزول إلى الشوارع غدًا الأحد قبيل تصويت في البرلمان على حجب الثقة عنه للاحتجاج السلمي على ما وصفها بـ "مؤامرة" دُبرت خارج باكستان للإطاحة به، ملمحًا إلى إمكانية رفض نتيجة التصويت.

وأضاف خلال برنامج بثه التلفزيون العام أجاب خلاله عن أسئلة مشاهدين تلقاها بالهاتف، "أريدكم جميعا أن تتظاهروا من أجل باكستان مستقلة وحرة".

وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني أيضًا تلقيه رسالة تهديد من واشنطن، قائلًا: "هددت أميركا بإسقاط حكومتي لأنني رفضت إقامة قواعد عسكرية لها في أرضنا".

وأكد رفضه الاستقالة من منصبه، متهمًا واشنطن بدعم المعارضة. وشدد على أنّ "سياسة باكستان الخارجية يجب أن تكون مستقلة ولا تصطفّ ضد أحد. وإذا نجحت محاولات المعارضة، فإن الأجيال المقبلة لن تُسامح".

من جهتها، حذرت مخابرات باكستان من عمليات تخريب واستهداف للمعارضة بعد دعوة عمران خان أنصاره للتظاهر.

كما نفى البيت الأبيض المزاعم عن تورط الولايات المتحدة في محاولات عزل رئيس الوزراء الباكستاني وذلك على لسان مديرة الاتصالات في البيت الأبيض، كيت بيدينجفيلد.

من هو عمران خان؟

وعمران خان (69 عاما) مولود في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في مدينة لاهور الباكستانية وقد تزوج ثلاث مرات وله من الأبناء اثنان.

نشأ الرجل في أسرة متوسطة وله أربع شقيقات، واستقر والده في إقليم البنجاب، وهو ينحدر من قبيلة نيازي شيرمان خيل الباشتونية في مدينة ميانوالي.

تلقى خان تعليمه في كلية أيتشسون بمدينة لاهور، ومدرسة القواعد الملكية في ورسيستر إنجلترا، وفي عام 1972 ألحق بكلية كيبل في أكسفورد لدراسة الفلسفة، والسياسة، والاقتصاد؛ حيث تخرج في الكلية في المرتبة الثانية في السياسة، والمرتبة الثالثة في الاقتصاد.

بدأ خان لعبة الكريكيت في سن مبكرة، وكان أول ظهور له في الدرجة الأولى عندما بلغ الـ16 من عمره في مدينة لاهور.

ومع بداية 1970 كان يلعب لصالح الفريق الوطني في لاهور، وعندما انتقل للدراسة في جامعة أكسفورد البريطانية انضم إلى فريق بلو كريكيت التابع للجامعة، في مواسم 1973 وإلى 1975.

عاد خان إلى باكستان عام 1976، وحصل على مكان دائم له في فريقه الوطني، بدءا من موسم 1976 وحتى 1977، وشغل منصب قائد بشكل متقطع طيلة الفترة ما بين عامي 1982 و1992.

بعد تقاعده من لعبة الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 استدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988.

وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992؛ وهو واحد من 6 لاعبي كريكيت في العالم حقق التفوق في الثلاثي متعدد المهارات في مباريات الـتيست.

واعتزل خان الكريكيت في نهاية بطولة كأس العالم عام 1987 ثم استُدعي مرة أخرى للانضمام إلى الفريق عام 1988، وبينما كان في التاسعة والثلاثين قاد زملاءه في الفريق لتحقيق الفوز الأول والوحيد لباكستان ببطولة كأس العالم عام 1992.

وفي عام 1996 أسس خان حركة الإنصاف الباكستانية كحزب سياسي، وقد مثل مدينة ميانوالي كعضو في الجمعية العامة من نوفمبر/تشرين الثاني 2002 وحتى أكتوبر/تشرين الأول 2007.

وبعد أن أسس حزبه، هزِم خان بشكل شامل في الاقتراع في انتخابات 1997 العامة هو وأعضاء حزبه؛ حيث عورض من 7 مقاطعات. ودعم خان الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال برويز مشرف عام 1999.

اشتهر خان بمعارضة الحكام السياسيين، مثل برويز مشرف، وآصف علي زرداري، ومعارضته للسياسة الخارجية للمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

هل ينقلب الجيش الباكستاني على عمران خان؟

قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا يصف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بأنّها "مأساة كبرى"، ويؤكّد دعم بلاده "الحوار الفوري بين جميع الأطراف لإيجاد حل دائم للصراع".

وقال باجوا، خلال كلمة في اليوم الثاني لمؤتمر الحوار الأمني في إسلام آباد، إنّ "من الصعوبة التغاضي عن عدوان روسيا على دولة أصغر، على الرغم من مخاوفها الأمنية المشروعة". 

وأضاف: "تدعو باكستان باستمرار إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية"، مؤكدًا دعم بلاده "الحوار الفوري بين جميع الأطراف لإيجاد حل دائم للصراع".

وقال خبراء أن بعد هذا الخطاب من قائد الجيش سوف يتم الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان سواء بالإقالة أو بإنقلاب عسكري كالمعتاد بباكستان.

وقال الخبراء، أن قائد الجيش في باكستان كان له تصريحات خاصة عن أزمة روسيا وأوكرانيا مخالفة لتوجهات عمران خان، الذي لم يتبن هذا الموقف ولم يدن الحرب الروسية الأوكرانية، وعندما طلب الاتحاد الأوروبي من عمران خان أن يدين الحرب الروسية، رفض على الفور.

من هو شهباز شريف المرشح لخلافة عمران خان؟ 

شريف هو شقيق رئيس الوزراء السابق نواز شريف، وكان زعيم المعارضة في الجمعية الوطنية منذ أغسطس 2018. وهو أيضا الزعيم الحالي لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية. وتولى مسؤولية الحزب بعد شقيقه، الذي شكل الحزب والموجود حاليا في العاصمة البريطانية لندن.

وقد شغل شهباز شريف ثلاث مرات منصب رئيس وزراء البنجاب، أغنى ولاية في باكستان، مما جعله رئيس الإقليم الأطول خدمة. شملت حياته المهنية سنوات من النفي الذاتي في المملكة العربية السعودية بعد انقلاب عسكري أطاح بحكومة شقيقه في عام 1999 وواجه تهما بغسل الأموال.

في سبتمبر 2020، ألقي القبض على شهباز شريف من قبل مكتب المحاسبة الوطني الباكستاني بتهمة غسل أكثر من 7328 مليون روبية (حوالي 40 مليون دولار) في مخطط شارك فيه مقربون وأفراد من العائلة. وقد تم إطلاق سراحه لاحقا بكفالة.