رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة المنصات الإليكترونية لتقديم أعمال إباحية للجمهور العربي

أبطال فيلم «بشتقلك
أبطال فيلم «بشتقلك ساعات»

أثار فيلم «بشتقلك ساعات»، حالة من الجدل الشديد داخل الأوساط الفنية، إذ يناقش الفيلم قضية شائكة للغاية وهي المثلية الجنسية، وذلك من خلال قصة حب تنشأ بين بطلين من أبطاله، متضمنًا عدد من المشاهد الحميمية والجريئة بينهما.

وتعرض الفيلم إلى هجوم عنيف، بعد مشاركته في مهرجان «برلين» السينمائي الدولي في دورته الـ75، ووصفه البعض بأنه «فن إباحي»، لا يتناسب مع المجتمع المصري، ويسعى لتقويض الأسس والثوابت السليمة، عن طريق الترويج للأفكار المنحرفة والمناقضة للفطرة السليمة.


ووصل الأمر إلى مطالبة البعض بإسقاط الجنسية المصرية عن مخرج الفيلم محمد شوقي حسن.

«بشتقلك ساعات» يعيد قضية «المثلية الجنسية» للساحة بعد «أصحاب ولا أعز»

وما زاد الأمر سوءًا ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا، هو أن العمل جاء بعد فترة قصيرة من عرض فيلم «أصحاب ولا أعز» على منصة «نتفيلكس»، الذي عرض نهاية شهر يناير الماضي، وناقش مجموعة من القضايا الشائكة، أبرزها «الخيانة الزوجية» و«الشذوذ الجنسي».

وعلى الرغم من أن فيلم «بشتقلك ساعات» لم يتم تصويره في مصر، ولم يعرض على أي جهة رقابية بها، نظرًا لعدم وجود أي نية لعرضه تجاريًا في السينمات المصرية، إلا أن كل ذلك لم يمنع من الربط والمقارنة بين الفيلمين، الذين اشتركا في مناقشة مشكلة «الرجل الشاذ جنسيًا»، وإن اختلفت زاوية المعالجة.

«بشتقلك ساعات» الذي كان بطولة كل من «دنيا مسعود، وأحمد الجندي، وسليم مراد، وحسن الديب، وأحمد عوض الله»، كان سببًا في تقديم فئة كبيرة من مهاجمي الفيلم الثاني، اعتذارًا لأبطاله، خاصة الفنانة منى زكي، بعدما وجدوا أن هناك ما هو أجرأ منه.

وفتح الفيلمان الباب حول فكرة جرأة موضوعات أفلام ومسلسلات المنصات الإليكترونية، مثل (شاهد، ونتفيلكس، وVIU، وWatch It»، بالنسبة للأعمال التلفزيونية، وطرحا تساؤلات عدة حول مدى إمكانية وجود رقابة على الأعمال الفنية على الإنترنت.

طارق الشناوي: لا رقابة لـ«الدولة» على المنصات.. والمنع ليس حلًا

من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ«النبأ»، إنه ليس من الصحيح أن يكون هناك رقابة على الإنترنت، وإن الأفضل هو وجود حلول بديلة؛ مثلًا، من الممكن وضع تصنيفات عمرية للأعمال المعروضة على الإنترنت، على أن يتم التنويه قبل عرض عمل معين، بأنه مناسب للمشاهدة لجميع الفئات العمرية، أو غير مناسب لفئة ما.

وأضاف أن الدولة لا تملك أي رقابة على المنصات الرقمية، وأن هناك أشخاصا ينتقدون الأفلام، دون أن يروها، لمجرد السير مع التيار الموجود.

وأشار «الشناوي» إلى أن هناك، أيضًا، إمكانية المقاطعة لمن لا تعجبه مثل هذه الأعمال ويراها أكثر تحررًا.

وأضاف أن سياسة المنع ليست هي الحل الأمثل، مبررًا ذلك بأنه مع التقدم التكنولوجي والهواتف الذكية، سيتم تداول الفيلم أو المسلسل على أكثر من وسيلة، وفي هذه الحالة، ستكون متاحة للجميع، مؤكدًا أن تربية الأسرة للأبناء على ثقافة الاختيار هو الحل الأصح، وأن الأطفال سيكونوا وقتها مقتنعين بما يفلعونه، وليسوا مجبرين عليه.

رامي العقاد: أداة لـ«غسل» دماغ الشباب عن طريق «دس السم في العسل»

واختلف الناقد رامي العقاد مع «الشناوي»، في رأيه، مشيرًا إلى أن هذه المنصات أصبحت تعتمد على سياسة «دس السم في العسل»، وأنها باتت تستهدف التأثير في عقول الشباب صغار السن والأطفال، وعمل «غسيل مخ» لهم، وبرمجة عقولهم على أن كل ما هو ممنوع ومحرم، أمر عادي ومقبول، حتى المسلمات والثوابت الدينية، واصفًا ما تفعله بـ«الحرب غير المعلنة».

وألمح «العقاد» إلى أن مثل هذه الأفلام ستؤدي، لا محالة، إلى هدم قيم الأسرة المصرية والمجتمع بأكمله، وأن مشاركة نجوم مصريين فيها هي الأزمة الحقيقية، في إشارة منه إلى ظهور منى زكي في «أصحاب ولا أعز» ودنيا مسعود في «بشتقلك ساعات».

«الرقابة»: لا سلطة لنا على أعمال المنصات

في سياق متصل، كشف الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، أن دور الهيئة يقتصر على الأفلام الموجودة في مصر فقط، وأنها لا تملك أي سلطة على الأعمال الموجودة على المنصات.

وأوضح، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن «المصنفات الفنية» تتابع الأعمال في مرحلة التصوير وقبل عرضها على الجمهور في مصر، وأنها لا تسمح بأي مشاهد خارجة أو غير مألوفة بالنسبة للعادات والتقاليد بمجتمعنا.