رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

المنقلبون فى إسطنبول!

حمدي رزق
حمدي رزق

جاء فى فقه الأقليات للشيخ القرضاوى: «وكان من دعاء بعض السلف الصالح: اللهم أشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين».

وهكذا ندعو: «اللهم أشغل الإخوان الظالمين بالإخوان الظالمين، وخلصنا منهم أجمعين».

الإخوان جُبلوا على الخيانة، خونة خوان خائنون، كانوا يختانون أنفسهم ولايزالون فى المضاجع التركية، قصص الخيانة ما بين إسطنبول ولندن حدّث ولا حرج، يتحدث بها زعران الإخوان فى ليالى المنفى السوداء.

جماعة مسمومة، يأكلون فى بعض كسمك القراض، وتتفشى فيهم مقولة يلوكها بارونات المخدرات فى أقبيتهم المسحورة: «اتغدى بيه قبل ما يتعشى بيك»، وعندما يستعر الخلاف «بَلِّغ عنه السلطات التركية وهى تتكفل بيه...».

القائم بعمل مرشد الجماعة «إبراهيم منير» أطاح بستة من بارونات الجماعة، أحال الأمين العام السابق محمود حسين وخمسة من كبار معاونيه المقيمين فى تركيا (من بينهم مدحت الحداد) إلى التحقيق، كانوا شرعوا فى الانقلاب عليه، وفضحهم الإخوانى جمال حشمت فى تغريدة مصحوبة ببيان الانقلاب!!.

كالحية تقضم ذيلها، الجماعة فى تركيا تولول من شهرين وباستدامة على الانقلاب الموهوم فى تونس، وهى جماعة منقلبة على نفسها، لا تبرأ من الانقلابات والخيانات، عادة النجس يزعم طهارة ويرتدى ثيابًا بيضاء، بَرَزَ الثَعلَبُ يَومًا فى شِعارِ الواعِظينا.

وفى التفاصيل، رجل المخابرات البريطانية (إبراهيم منير) يسحق رجل المخابرات التركية محمود حسين على الأراضى التركية بمعلومية السلطات التركية.

ليست أحجية.. حسين وجماعته ومنذ التحول التركى تجاه القاهرة، وإعلان الرغبة فى الوصل السياسى، والإحساس بقرب قرار الترحيل يَقضُّ مضاجع إخوان الشيطان.. فقرر حسين اللعب فى الساحة التركية اتصالًا بحزب السعادة التركى المعارض لأردوجان.. تلخيصًا عض اليد التى مدت إليه، فخرج من خيمة أردوغان وحلت عليه لعنته، فاستفرد به إبراهيم منير وشلحه، وسيحاسبه على فضائحه المالية والأخلاقية.. بُكره نقعد ع الحيطة ونسمع الفضيحة!.

زمان فى الخمسينيات، المضلل حسن الساعاتى كفى ماجورًا كبيرًا على فضيحة جنسية رهيبة لزوج شقيقته عبدالحكيم عابدين الملقب بـ«راسبوتين الإخوان»، الذى ولغ فى عرض حرائر الجماعة، وهضمها «عبيد السمع والطاعة» كوجبة مسمومة، ولكن أعراضها ظهرت على الجماعة فتقيأت دمًا.

حتمًا سيحاولون التعمية على فضيحة الانقلابى محمود حسين وعصبته، تخيل شكل الصراع.. عصبة تنقلب فى عصابة، وجبة مسمومة إضافية، ستتقيأ الجماعة دمًا، الجماعة تتَأَكَّل، وتَأَكَّلَ الشَّىْءُ، أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضًا.

عادةً ما ينفر القرضاوى من مكمنه القطرى للجم الفضائح الإخوانية، باعتباره كبيرهم الذى عَلَّمهم السحر، ولكن هذه المرة ينسحب عليه قول زهير بن أبى سلمى:

سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما

تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ.

بمعنى.. خلاص، قُضى الأمر، والعصابة دخلت مرحلة التصفيات الشخصية، ولربما ذهبت إلى التصفيات الجسدية.. إذًا احتكم الأمر.
نقلا عن "المصري اليوم"