رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قتل أم انتحار؟.. نكشف «تكتيكات» الشرطة في كشف غموض المذابح الأسرية (ملف شامل)

مذابح أسرية - أرشيفية
مذابح أسرية - أرشيفية




بين متاهات الحياة وجدران الصمت، حكايات مفزعة وقصص أغرب من الخيال، جرائم شاذة على المجتمع المصري، أصبحت تتكرر بشكل مستمر في الآونة الأخيرة، فتحول أبطالها من أشخاص طبيعية إلى أرقام في محاضر الشرطة وساحات القضاء. 

جرائم غامضة ومذابح أسرية.. تكررت كثيرًا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث ظهرت على السطح قصص مأساوية راحت ضحيتها أسر بأكملها، الأمر الذي بات متكررا في شتى مناطق المحروسة، وأثار جدلًا واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما تسبب في تخوف الكثير من المواطنين بالوطن العربي. 


وفي أقل من 10 أيام أثارت 4 وقائع لـ"مذابح أسرية وجرائم غامضة" جدلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وشغلت الرأي العام في بداية 2020.. حيث عامل يقتل زوجته وبناته الثلاثة ثم يشنق نفسه.. وأم تقتل أطفالها ثم تلقي بنفسها من الطابق الرابع.. وأب يتخلص من حياتة بعد قتله لزوجته ونجلته الرضيعة بحدائق الأهرام والعثور على جثة الصحفية رحاب بدر مشنوقة داخل شقتها. 


مذبحة البحيرة 



قرية ريفية هادئة في وسط الدلتا بمحافظة البحيرة، كانت تسير الأمور فيها على ما يرام، وفجأة انقلبت الأحوال رأسًا على عقب، حيث خرج المصلون من المسجد عقب انتهاء صلاة العشاء وهم في طريقهم إلى منازلهم، هربًا من برد الشتاء، لتعلو صرخات استغاثة بأحد المنازل: "الحقوني شوفوا عيالي مالهم" تدافع الأهالي نحو مصدر الصوت، الذي قادهم إلى منزل "مسعد" شاب قدم قبل سنوات قليلة من محافظة كفر الشيخ، ليستقر بعزبة خضر، في الرحمانية، صحبة أسرته. 


على باب شقة بالطابق الثاني، وقف الأهالي مذهولين من هول ما رأوه، فقد صدمهم مشهد جثة معلقة في سقف صالة الشقة، وبعد دخولهم إلى الحجرات عثروا على جثامين 4 أشخاص "الزوجة و3 فتيات". 


هرول عدد من أهالي القرية، لإبلاغ الشرطة، التي حضرت، وبالمعاينة الأولية، تبين وفاة الأسرة بالكامل "مسعد" عامل- 40 سنة، معلقًا بحبل ملفوف طرفه حول رقبته ومُثبت طرفه الآخر بحلقة معدنية بسقف صالة المنزل، وزوجته "عواطف" 30 سنة، ترقد على سرير بإحدى غرف الشقة ولا توجد بها إصابات ظاهرية، وبناتهما "نوره" ٨ سنوات، و"ندا" 5 سنوات، بهما آثار حز دائري حول عنقيهما، و"أمل" سنة ونصف، لا توجد بها إصابات ظاهرية. 


ووفقا للتحريات الأولية فإن الزوج قام بوضع مادة سامة لزوجته وبناته للتخلص منهن، ثم قام بشنق نفسه فى ظروف غامضة، وانتقلت على الفور الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة، وتمت معاينة مكان الحادث ونقل الجثث إلى مشرحة مستشفى الرحمانية تحت تصرف النيابة العامة.
 

عقب الحادث فرضت الشرطة طوقًا أمنيًا مشددًا حول المنزل، وتوصلت التحريات إلى أن الزوج المنتحر له تاريخ مرضي ويعالج لدى أطباء نفسيين، وسبق تردده على بعض المشايخ لمحاولة علاجه، كما سبق له محاولة التخلص من حياته وأبنائه من خلال دس السم بالطعام، وجرى إنقاذهم بمعرفة ذويهم. 







الأم القاتلة



شهد أهالى قرية الرملة بمركز بنها ليلة مفزعة فبينما هم داخل منازلهم ليلا بسبب برودة الشتاء فجأة يستمعون إلى صوت إلقاء جسم كبير من أعلى وهرعوا إلى الخارج لاستطلاع الأمر ليروا طفلتين شقيقتين والدماء تسيل منهما وبجوارهما والدتهما.



وعلى الفور تجمع الأهالي وأسرعوا إلى إبلاغ الإسعاف والتى حضرت وتم نقل جثث الطفلتين إلى المستشفى ونقل والدتهما أيضا التى توفت عقب الحادث بيومين داخل المستشفى. 



كشفت التقارير الطبية وفاة الأم نتيجة كسر في الحوض بينما كشفت مناظرة جثة الطفلتين أنهما أصيبتا بسحجات وكسور متفرقة بالجسم أدى إلى نزيف داخلي وتوقف بعضلة القلب. 



من ناحية اخرى كشفت التحريات والتحقيقات الأولية أن الأم مرتكبة الواقعة تعمل مدرسة وتبلغ من العمر 33 سنة متزوجة وزوجها يعمل خارج البلاد منذ 5 سنوات وأنها تعاني من مرض نفسي يعود لعدة سنوات سابقة حيث تم ايداعها بمستشفى الصحة النفسية ببنها وتم خروجها منها منذ شهرين ولم يلاحظ أسرتها عليها أي تصرف غريب. 



وأكد شهود العيان أن الأم تعمل بالتربية والتعليم، وعانت من حالة نفسية سيئة على مدار سنوات طويلة، وتسببت هذه الحالة فى مقتل طفلتيها أسماء ورغدة بعد أن ألقتهما من شرفة منزلها بالطابق الرابع وحاولت بعدها الانتحار.



وأضاف الأهالى أن زوج الأم المتهمة يدعى "محمد ا ع" سافر للخارج منذ 7 سنوات، حيث هرب إلى تركيا بعد فض اعتصام رابعة العدوية، ولم يعد حتى الآن ولم يكن ينفق عليها وعلى بناتها، مؤكدين أن الزوج ينتمى لجماعة الإخوان الإرهابية.


وأشار الأهالى إلى أن الأم ظلت تعانى من حالة نفسية سيئة بعد هروب زوجها للخارج ولجأت إلى منزل والدها وظلت مقيمة به منذ هذا الوقت حتى الآن. 





مذبحة حدائق الأهرام 


جريمة جديدة شهدتها أحد شوارع الحي الراقي بحدائق الأهرام فجرا، حيث راح ضحيتها الأب وزوجته وطفلته، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة، بعدما كتب الأب السطور الأخيرة في حياة الزوجة، وقتل طفلته التي مازالت في فترة الرضاعة، وترك ابنه الصغير نائمًا دون أن يقترب منه، ليكون اللغز المحير في هذه الجريمة المأساوية. 



تحريات المباحث أكدت سلامة جميع منافذ الشقة، وعثر على الزوجة (إيمان م.- 35 سنة)، مقتولة خنقا بكوفية، وملقاة في البلكونة، وعثر على جثة الزوج (أشرف ص.- 45 عاما- مقاول)، وابنته الرضيعة (نجوى- 9 أشهر) جثث بمنور العقار، ومصابين بكسر في الجمجمة". 


وأمرت النيابة بالتحفظ على كاميرات المراقبة القريبة من مكان الحادث، لتفريغها لبيان عما إذا كان أحد الأشخاص اقترب من العقار في وقت معاصر للجريمة من عدمه وذلك لفحصه ومناقشته، أيضا ناظرت النيابة الجثث الثلاث، وقررت عرضها على الطب الشرعى لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة. 


ورجحت تحريات المباحث أن "الزوج" هو منفذ تلك المذبحة، وذلك بعدما تبين سلامة منافذ الشقة، وعدم وجود بعثرة في محتويات الشقة، ورجحت التحريات أن الزوج خنق زوجته بـ"الكوفية" التى كان يرتديها وأثناء مقاومتها للزوج سقطت منها الرضيعة من منور العقار، وبعد أن قتل زوجته تخلص من حياته فقفز هو الآخر، ليسقط جثة هامدة، ورجحت التحريات أن الزوج يمر بحالة نفسية سيئة ونفذ الجريمة، نظرا لتراكم الديون عليه. 


وقال شهود عيان فى واقعة العثور على جثة رجل وزوجته وابنته مقتولين فى منطقة حدائق الأهرام، إن المجنى عليه "أ.ص" كان يقيم فى منطقة المرج، ويملك مكتب استثمار عقارى بالمنطقة، وخلال فترة عمله هناك جمع مبالغ مالية ضخمة من المواطنين بلغت ملايين الجنيهات، لتوظيفها فى مجال العقارات، مقابل أرباح شهرية، ولكنه بعد فترة توقف عن سداد تلك الأرباح. 

وتابع الشهود، أنه مع تعثر المتهم عن سداد الأرباح، وملاحقته من قبل عدد كبير من المواطنين من موظفى الأموال، قرر ترك المنطقة والاختفاء فى منطقة حدائق الأهرام، فتوجه إليه بصحبة زوجته وابنته، إلى أن تم العثور على جثته وأفراد أسرته صباح اليوم الأحد. 





جثة الصحفية رحاب بدر


في الساعات الأخيرة من مساء الخميس، أثار العثور على الصحفية رحاب بدر، المنسقة الإعلامية لمهرجان الأقصر السينمائي، مشنوقة داخل شقتها، ردود الفعل من أصدقائها وزملائها، وكذلك الجهات الرسمية التي عملت أو ارتبطت بها، لتنتشر العديد من علامات الاستفهام حول مصرعها. 

حيث تلقت قوات الأمن بلاغا من أسرة الصحفية، يفيد بالعثور على جثتها داخل الشقة، وذلك قبيل سفرها لمهرجان الأقصر السينمائي بعدة ساعات، وجرى استدعاء زوج الضحية للاستماع إلى أقواله، وجارٍ فحص جيرانها وجمع المعلومات عن معارفها للتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه. 

وأكدت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، سلامة منافذ الشقة، وأن زوجها أجرى اتصالا بها عدة مرات، وطلب من والدتها الذهاب إليها، وعندما طرقت الباب عدة مرات ولم ترد، استعانت بعدد من الجيران وقاموا بكسر الباب، وعثروا عليها جثة معلقة في سقف الغرفة. 

وسجلت الأجهزة الأمنية والقضائية المعاينة بالكامل التي استغرقت قرابة ساعة ونصف، والتي أشارت إلى "عدم وجود بعثرة في محتويات الشقة، ووجود المتعلقات الشخصية الخاصة بالصحفية، وأن الوفاة كانت قبل فترة زمنية من العثور على جثتها"، كما قررت النيابة العامة انتداب الطب الشرعي، لتشريح جثمان الصحفية الراحلة.


كما طلبت النيابة بيان بكافة الاتصالات والمكالمات التي اجرتها الصحفية قبل الحادث وفحص رسائل الهاتف «الواتس اب والفيس بوك» وطلبت تحريات حول الحادث لتحديد عما إذا كانت المتوفاة انتحرت أم هناك شبهه جنائية في الحادث وتبين من معاينة النيابة العامة لمسرح الحادث سلامة منافذ الشقة وعدم وجود أي اثار عنف بالشقة.


وكانت الأجهزة الامنية بمديرية أمن القاهرة تلقت بلاغا من والدة الإعلامية المتوفاة رحاب بدر وزوجها أيمن عبدالمنعم يفيد العثور عليها مشنوقة داخل شقتها بمنطقة المعادى بعد أن قاموا بالاتصال بها أكثر من مرة ولم ترد. 


يتم عادة الاختلاف وتتباين الآراء والتنبؤات حول هذه الجرائم ومن ثم يتم الإعلان من قبل المختصين بأن توصيف الحالة أمر انتحاري وليس جنائيا، الأمر الذى بدوره كان يؤدى إلى حالة من اللغط. 


وترصد «النبأ» فى التقرير التالى البديهيات والأدلة التي تم استنتاجها في الواقائع السابق ذكرها وما هي الأدلة التي تتشابه وتحامل أن تكون جنائية، كما يكشف الفرق بين الشنق والخنق والانتحار. 





« قتل أم انتحار»


وأمرت النيابة العامة بانتداب الطب الشرعي؛ لتشريح جثمان الصحفية الراحلة، للفصل في حقيقة وفاتها، وهو ما سيجري وفقا لعدة فحوصات، بحسب الدكتور أيمن فودة، رئيس مصلحة الطب الشرعي الأسبق. 


وقال "فودة"، لـ"النبأ"، إن الطب الشرعي يفصل في ذلك من خلال طريقتين، أولاهما الكشف الظاهري، والثانية الفحوصات والتحاليل الطبية، من خلال أدوات بسيطة، يمكن أن تسفر عن النتائج خلال مدة تصل إلى أسبوعين. 



علامات الانتحار 


في حالة الانتحار، أوضح أنه بالكشف الظاهري يجري التعرف على تجمعات الدماء في مواضع الارتكاز بالجسم، أي الأجزاء المضغوطة، لأن الجسم به العديد من التضاريس منها الأكتاف والظهر والأرداف، وبفعل الجاذبية الأرضية ينتقل الدم في الجزء السفلي من البطن والأقدام. 



كما لا يكون الحبل كامل الاستدارة حول الرقبة وتوجد مسافة بينهما، والذي يترك علامات عميقة على الرقبة أيضا، فضلا عن وجود كرسي أو مخدة أسفل الشخص المنتحر، بحسب فودة، مضيفا أنه بالنسبة للذكور فإنه عقب إقدامهم على الانتحار يحدث قذف للحيوانات المنوية لديهم.

 
والنسبة لشق التشريح، أشار إلى أنه يجري فحص عينات من البول والكبد والدم والرئة وغيرها، لمعرفة وضعها، والتأكد من عدم وجود أي أضرار أو شبهات جنائية بها علامات القتل. 

وفيما يتعلق بالشبهات الجنائية، قال "فودة" إن الطب الشرعي يجري نفس الخطوات، حيث إنه بالنسبة للشخص الذي تعرض للخنق ثم جرى تعليق جسده ليبدو أنه انتحر شنقا، يظهر ذلك من خلال ترسب الدم بالأوعية الدموية للمكان الذي جرى تقييده منه وليس الأقدام، منها اليدين على سبيل المثال. 


كما أن الحبل لن يكون كامل الاستدارة حول عنقه، فضلا عن وجود علامات لمحاولة كتم النفس وكسر عظام الحنجرة، أو أجزاء من الجلد داخل أظافر الضحية ما يعني وجود علامات مقاومة للعنف، وفقا لرئيس الطب الشرعي الأسبق، وهو ما يثبته أيضا الشق التشريحي من الفحص للهيئة، التي تصدر تقريرا مبدأيا في بداية الأمر، ثم آخر نهائيا بعد إتمام كافة الخطوات السابقة. 





وكشفت الخبيرة السابقة في مصلحة الطب الشرعي، الدكتورة هبة علام عن حيثيات التفرق بين الشنق الانتحارى أو الجنائي، وقالت إنه يمكن التفريق بين الشنق الانتحارى أو الجنائي عن طريق دراسة ظروف وملابسات الحادث والتى تتمثل فيما يتخلف عنه من وجود رسائل موضحة سبب الانتحار أو غلق الغرفة على المنتحر أو ترتيب الأثاث عدا الكرسى المستخدم بصعود والذى غالبا ما يركله بقدمه لإتمام الانتحار، بينما فى حالات «الخنق الجنائي» تكون هناك أسباب أخرى ووجود بقع دماء انحدارية واضحة عند نهايات الاطراف الاربعة وعلى الأعضاء التناسلية كما هو فى حالات الشنق الانتحارى، أما فى الجنائي يكون موضعها حسب موضع الجثة بعد الوفاة، وعادة تستخدم المراوح أو النوافذ المرتفعة فى حالات الشنق والخنق الانتحارى كنقطة للتعليق 

وأضافت أن كل من الخنق أو الشنق أو الانتحار يعد أسلوب تعذيب للنفس ولا يتوقف على استخدام الحبل فقط فقد ينتج نتيجة استخدام سائل مثل الاغراق وكتم النفس أو استخدام المواد الكيماوية السامة وتتفاوت مظاهر التعذيب حسب شدة الاعتداء وتواترة ومدته وقدرة الشخص على التحمل وحماية نفسه وحالته البدنية. 

أولًا: الشنق وانواعه

وأكدت "علام" وجود علامات مشتركة بين أنواع الشنق المختلفة سواء الانتحارى أو جنائي أو قضائي أو الجنسي تتمثل فى التيبس مع دفق منوى عند الرجال وتورم واحتقان الغشاء المهبل عند النساء وحدوث نزيف دموى فى المناطق التناسلية وظهور زبد رغوى حول الشفتين وفتحتى الأنف وسيلان للعاب ويكون بمقدمة العنق خطوط متوازية نتيجة الضغط على الغدد اللعابية أثناء الشنق يحدث الضغط لأعلى وللخلف فينزاح الجلد ثم يعود لمكانه بعد إنزال الجثة، لذلك فإن مستوى الحبل أسفل مكان الإصابة الداخلية فى العنق وأعلى الغضروف والحنجرة ويمتد للأمام للخلف ولأعلى «من الفك حتى القفا»، ونادرا ما يحدث أى كسر نتيجة الشنق فى عظام الرقبة ويقتصر حدوث نزيف والكدمات حيث إن القوة المستخدمة فى الشنق هى قوة ثقل رأس وجسم الشخص المشنوق. 

ولفتت إلى أنه يمكن التمييز جنائيا بين التعليق بعد الموت والشنق، حيث إن التعليق بعد الموت يقوم فيه المجرم بلف الحبل حول عنق الضحية ثم رفع الحبل لتعليق الضحية، وهنا تكون قوة الشد متجهة إلى أعلى «لأعلى تحدث تعليق بعد وفاته لأسفل شنق»، ويمكن ملاحظة ذلك مجهريا وقد يتخلف بعض الياف من الحبل.



 
ثانيًا: الخنق 

وقال الدكتور ماهر عبد الله، الخبير السابق في مصلحة الطب الشرعي، إن الضغط على العنق بحبل يلف حوله أو باليد أو بالذراع لمدة كافية لحدوث الوفاة، وهو لا يختلف عن الشنق فيما عدا كونه فى الخنق تكون القوة الضاغطة عمودية على محور العنق بينما فى الشنق تكون القوة موازية لمحور العنق، وعموما فإن القوة الضاغطة فى الشنق أكبر حيث تمثل ثقل الرأس والجسم بينما فى الخنق اقل.

وأضاف أنه غالبا ما يكون الخنق جنائى بينما الشنق يكون انتحاريا ويمر المخنوق قبل وفاته بنفس مراحل المشنوق ومظاهرها تماما من اعراض ذكرناها موضوعية أو عامة وعادة ما تحدث الوفاة بالخنق من 4 إلى 5 دقائق. 


الخنق اليدوى أو بحبل 


ولفت إلى أنه أما يكون الخنق يدويا أو بحبل ويمكن التمييز بينهما حيث نلاحظ أن الخنق باليد غالبا ما يكون جنائيا ويحدث نتيجة ضغط اليدين أو الأصابع أو الذراع على الرقبة للضحية وبدافع، وعادة ما يحدث فى الأطفال أو النساء وتظهر العلامات الموضوعية والعامة متمثلة فى كدمات دائرية الشكل فى حالة الضغط بالأصابع، وتكون أوسع حال استخدام اليدين وأكثر اتساعا حال استخدام الذراع باكملة ويستفاد منها فى تحديد الجانى وكيفية قيامة بالجريمة مع وجود سحجات ظفرية وتلالية أو خطية وتظل بعد جفافها وقد تتخلف على جسم الجانى وأظافر أصابعه وقد يتخلف عنها أنسجة متخلفة من أظافر وشعر يد الجانى على عنق المجنى عليه.
 

ثالثا: الانتحار 


وأشار إلى أن الانتحار هو إصابة الانسان لنفسه بقصد إفنائها والنحر، هو يكون بأعلى الصدر وبالعنق ويكون للإنسان والحيوان، أما الانتحار نفسه فيختص به البشر الآدمى أى الإنسان، وقد يكون للشخص بنفسه وليس لغيره والانتحار يعنى كل حالات الموت التى تنتج بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن قتل إيجابى أو سلبى يقوم به الضحية بنفسه ويعلم أنها ستؤدى لوفاته. 


وأوضح أن القانونيين يعرفون الانتحار على أنه اعتداء الشخص على نفسه اعتداء يؤدى إلى الوفاء، وقد حرم الإسلام الانتحار تحريم مطلقا غالبا فى حالات الانتحار المنتحر مستخدم حبل لين وطرى، وهنا لا تترك العروة أى أثر، بالإضافة إلى أن مكان الشنق الانتحارى يكون مرئيا، فيكون آثر الحبل على العنق متوافقا مع مستوى الإصابة الداخلية للعنق عند التشريح بعكس الخنق الذى يكون بأثر فيه مخالفا لمكان الإصابة الداخلية إلا إذا حاول الشخص إنقاذ نفسه، وهنا نجد عدم ترتيب للأثر بمكانة ووجود بعض الجروح على الجسم ناتجة من الشخص ذاته.