رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

شريف الشوباشى: الأزهر «متحجر» وضد تجديد الخطاب الدينى.. وهذه قصة لقائي بالطيب (حوار)

شريف الشوباشى - أرشيفية
شريف الشوباشى - أرشيفية

قال المفكر شريف الشوباشي إن الأزهر الشريف يقف «حصنًا» أمام تجديد الخطاب الديني الذي تطالب به الدولة، مشيرا إلى أن تجديد الخطاب الديني يقع على عاتق المؤسسات المدنية والجامعات ومراكز الأبحاث.

وأضاف «الشوباشي» في حواره لـ«النبأ» أن الحروب الصليبية لم تكن ضد الإسلام، وأن الاحتلال الإنجليزي والفرنسي لم يجبرا الناس على ترك دينهم، لافتا إلى أن نظرية المؤامرة «كلام فارغ»، وأن كل من يتحدث عن تجديد الخطاب الديني يتم اتهامه بالكفر، وإلى تفاصيل الحوار:

فى البداية كيف تابعت المناظرة بين الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة حول تجديد الخطاب الديني؟

أرى أن الأزهر وللأسف تحول إلى حصن حصين يقف ضد أي تطوير لمفهوم الدين، الدين لا يتغير، ولكن تفسير ومفهوم الدين يتغير، فالتفسير يختلف من عصر إلى آخر، وبالتالي التفسير والفهم والإدراك هو الذي يتغير وليس الدين وذلك في ضوء تغير الحياة وتغير الظروف وتغير العلم والتطور العلمي والاقتصادي والمادي، الأزهر الآن يقف ضد التطوير، وهذا شئ مخيف جدا، أنا أعرف شيخ الأزهر وهو رجل جليل ومحترم، لكن من الواضح أن من حوله يميلون إلى المحافظة على التراث وعدم تغيير أي شيء، وهذا كلام خطير جدا، ورئيس جامعة القاهرة لم يقل إلا ما ينبغي أن يقال، وهو أنه آن الأوان أن نطور في ضوء المنهجيات الجديدة، لكن من الواضح أن شيخ الأزهر أصبح يمثل هذا التيار المحافظ جدا والذي يقف أمام أي تغيير وأي تفسير جديد وأي مفهوم جديد، ومن الواضح أن الأزهر يقف ضد تجديد الخطاب الديني الذي تطالب به الدولة.

الدكتور الخشت يطالب بتكوين خطاب ديني جديد وليس «تجديدًا» ويطالب بفقه وتفسير وحديث جديد ويقول إن المؤسسات الكلاسيكية لا يمكن أن تجدد الخطاب الديني.. ما تعليقك؟

أتفق معه مائة في المائة، المرجعيات الدينية تحافظ على الدين وهذا مطلوب، لكن تطوير وتجديد الخطاب الديني أيضا مطلوب، ولكن إذا عاهدنا به إلى المؤسسات الدينية لن يحدث شيء.

لكن من يقوم بمهمة تجديد الخطاب الديني من وجهة نظرك؟

الذي يقوم بهذه المهمة هم كبار المثقفين والمفكرين والمتخصصين في القانون والشريعة من المدنيين، المجتمع المدني هو الذي يقوم بالتغيير وليس المجتمع الديني أو المؤسسات الدينية، الذي يقوم بالتغيير هي المؤسسات المدنية ومراكز الأبحاث والجامعات المختلفة وكبار الأطباء وغيرهم، الخطاب الديني ليس حكرا على المؤسسات الدينية، ولو ظل حكرا على المؤسسات الدينية فلن يكون هناك تطوير للخطاب الديني.

فضيلة الإمام أحمد الطيب قال إن حرب التراث والحداثة مصنوعة صنعا بتفويت الفرصة على العرب والمسلمين.. كيف ترى ذلك؟

أي فرصة، نحن نضيع الفرص منذ قرون، كلام غريب جدا.

هو يقول إن المشكلة ليست في التراث ولكن المشكلة في الجامعات ومراكز الأبحاث الموجودة منذ مائة عام ولم تستطع صناعة كاوتش سيارة.. تعليقك

لأن الأزهر متمسك بالقديم ويرفض التطوير، لأنه متحجر، هذه هي المشكلة، التراث صنعه بشر، القرآن صنعه الله، الأحاديث صنعها سيدنا محمد، وبالتالي التراث قابل للتجديد وقابل للرفض أيضا.

لكن هناك ماكينة خبيثة ملعونة للحرب على التراث كما يقول فضيلة الإمام؟

أنا ما أراه أن من يعيثون في الأرض فسادا ومن يقتلون ويخربون هم من يتحدثون باسم الإسلام، هم مسلمون و«لكن فاهمين تراثهم غلط وفاهيمن دينهم غلط»، من يفجر الطائرات ومن يقتل الناس بالمدافع والرشاشات في شوارع لندن وباريس وألمانيا ويقول الله أكبر.

لكن الأزهر أعلن أكثر من مرة براءة الإسلام من هؤلاء

ماشي، وأنا أقول إن الإسلام برئ من هؤلاء، لكن لا تستطيع أن تقول إن هناك مؤامرة على الإسلام.

هناك من يقول إن بعض الأقلام التي تخصصت للهجوم على الإسلام أساءت للدين وتأمرت عليه؟

هذا كلام فارغ، ونظرية المؤامرة «اللي إحنا عايشين عليها نظرية فارغة»، وللأسف لا يوجد أحد يتأمر على الإسلام، ولكن هؤلاء المتشددين والمتطرفين هم الذين يتأمرون على الإسلام، والرفضين لتغيير التراث وتطويره هم أعداء الإسلام، لأنهم حولوه إلى دين متحجر، وجعلوا الناس تقتل باسمه، إذا هناك خطأ وهناك خلل في فهم الدين، هو كل حاجة نعلقها على شماعة المؤامرة، عيب عيب، إحنا بقينا عالة على العالم، كل حاجة بنستعملها مستوردة من الخارج، نستوردها من الكفار، أقول للذين يتحدثون عن المؤامرة «اختشوا على دمكم».

لكن البعض يقول لك إن ما فعله المستشرقون في قراءتهم للدين الإسلامي وما فعلته الحروب الصليبية أكبر دليل على كراهيتهم للإسلام.. ما تعليقك؟

كلام فارغ، الحروب الصليبية لم تكن ضد الإسلام  نهائيا، ولا يهمهم الإسلام، الإنجليز حكموا مصر 82 سنة، هل لغوا الإسلام؟ لم يلغوا الإسلام، كلها حروب مصالح، وحروب سياسية وحروب لنهب ثرواتنا، نهبوا ثرواتنا وسيطروا علينا واستعمرونا قرونا لأننا متخلفين عقليا، هو نابليون بونابرت عندما جاء إلى مصر استهدف الإسلام؟ بالعكس احترم العلماء وعمل لهم مجمعًا، هل نابليون بونابرت غيّر دين أحد؟ الإنجليز عندما استعمروا مصر هل قاموا بتغيير دين أحد؟، كفانا تهريج.

هناك من يقول إن الإرهاب ليس ظاهرة إسلامية.. وأن الإسلام لم يشارك في الحرب العالمية الثانية التي دمرت أوروبا والعالم ومات فيها 60 مليون شخص.. والإسلام لم يكن وراء احتلال الشعوب ونهب ثرواتها ولا منتجا لأسلحة الدمار الشامل.

نعم، الإسلام ليس هو مصدر الإرهاب، الإرهاب ظهر قبل الإسلام بكثير، لكن لا علاقة للإرهاب بالحروب، الحرب شيء والإرهاب شيء آخر مختلف تماما، هذا خلط للأوراق والمفردات من أجل التغطية على التخلف الذي نعيش فيه.

البعض يقول إن سبب تخلفنا ليس التراث لكنها السياسة.. كيف ترى ذلك؟

سبب تخلفنا هو أننا رفضنا التقدم والتطوير، ورفضنا ملاحقة التطور فسبقنا العالم، العالم يجري ونحن نمشي على «عكاز»، لأننا رفضنا التطوير تماما، أي شخص يتحدث عن التطوير وعن تجديد الخطاب الديني يتهم بالكفر، نحن لا نفكر إلا في النصف الأسفل من الجسد وهذه حقيقة علينا أن نعترف بها، نحن ما زلنا نعيش في أجواء الماضي، ما سل سيف في الإسلام على العقيدة وإنما سلت السيوف على السياسة، الخلاف بين المسلمين لم يكن على الدين لكنه كان على السياسة، هذه هي المشكلة التي يجب أن نفهمها، «يا ريت» عمل المؤسسة الدينية يقتصر على الشعائر و«تسيبنا» في حالنا، الزواج أيام سيدنا محمد كان شفويًا، بدأ يتحول إلى تحريري من حوالي 200 سنة.

ما علاقتك بفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؟

في أحد الأيام اتصل بي أحد الوزراء وأخبرني أن الدكتور أحمد الطيب يريد تعييني مستشارا له، ذهبت وألتقيت به في مكتبه، وقال لي إنه في حاجة إلى شخص يكون واجهة للإسلام في العالم الغربي، يتحدث لغتهم ويعرف منطقهم ويفهم أسلوب تفكيرهم، ويقدم الإسلام في صورته الحقيقية والمحترمة.

ماذا حدث بعد ذلك؟

لم يتصل بي بعد هذه المقابلة.