رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سيناريو تحويل تكتل «25 -30» لحزب سياسى قبل «سباق الانتخابات»

أعضاء التكتل - أرشيفية
أعضاء التكتل - أرشيفية

يُعد تكتل «25 - 30» هو الصوت الوحيد المعارض داخل مجلس النواب؛ خاصة بعد ظهوره فى الجلسات الأولى للبرلمان، وبرز الدور الكبير لهذا التكتل فى الاعتراض على عددٍ من الاتفاقيات التي مررها البرلمان، وأبرزها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتى تم التنازل بموجبها عن جزيرتي «تيران وصنافير» للرياض، كما اعترض هذا التكتل على بعض القوانين الأخرى مثل «الخدمة المدنية» وغيرها، فضلًا عن معارضته للتعديلات الدستورية التى أُجريت فى شهر أبريل الماضي، والتي بلغ عدد الموافقين عليها 23 مليون و416 ألف و741 ألف بنسبة 88.83% من الأصوات الصحيحة.


يضم تكتل «25 - 30» مجموعةً من النواب المشاهير، ومنهم: السياسي الشاب هيثم الحريري، والصحفى أحمد طنطاوي صاحب المبادرات السياسية التي أثارت جدلًا خلال الفترة الماضية، وكذلك النائب الشاب ضياء الدين داود، والنائب عبد الحميد كمال، وإيهاب منصور، وأحمد الشرقاوي، المتحدث الرسمي باسم «التكتل».

ومع الاقتراب من نهاية المدة الزمنية لمجلس النواب الحالى، تُثار العديد من الأسئلة عن مستقبل تكتل «25 - 30»، وهل من الممكن أن يتحول إلى حزب سياسي، أو يستقطب كياناتٍ سياسية معارضة أخرى، وما النظام الانتخابي المفضل لهذا التكتل؟

نرشح لك: تفاصيل خطة أبو شقة لـ«فرم» المنافسين فى «معركة الصناديق»


فى هذا السياق، قال النائب هيثم الحريري، عضو تكتل «25-30» البرلمانى، إنّ ملامح مناقشة قانون مباشرة الحقوق السياسية لم تظهر بعد، ولكن يتردد أنّ الرغبة السياسية تتجه نحو نظام «القائمة المغلقة»، وتكون النسبة 75% للقائمة و25 % للفردي.

وأضاف «الحريري» فى تصريحاتٍ خاصةٍ لـ«النبأ» أنّ تكتل «25 - 30» ضد نظام «القائمة المغلقة» الذى يُقصى تمامًا من يحقق أصوات أقل من 50% لأنه سيخسر، وبالتالى لن يكون للخاسر تمثيل داخل البرلمان حتى لو حقق نسبة أصوات كبيرة؛ فعلى سبيل المثال نسبة 30% من المصوتين لم يصلوا لنسبة الفوز المقررة، إذًا لن يكون هناك من يمثلهم ولو نائب واحد داخل البرلمان؛ لأن «القائمة مغلقة».

وأكد النائب البرلماني أن «القائمة النسبية» ستسمح بتمثيل كل أطياف الشعب المصري فى مجلس النواب، وتمثل كل التوجهات الاقتصادية والسياسية داخل البرلمان؛ فعلى سبيل المثال وفق القائمة النسبية، إذا حققت القائمة فوزًا 60% فيترتب على ذلك فوز 6 أعضاء من الـ 10 أعضاء المتواجدين داخلها، وقائمة أخرى حققت فوزًا بقيمة أصوات 10%، سيمثلها عضو داخل البرلمان.

وقال أيضًا: المجلس الحالي كان النظام الانتخابي به معتمدًا على قائمة مطلقة بنسبة 20%، ورغم ذلك أصبح هناك ائتلاف يمثل نصف عدد النواب وبالتالي أصبح أغلبية.

واستكمل الحريري: يبدو أنّ الاتجاه المقبل أن تصبح القائمة منذ البداية محددة المعالم دون حدوث ائتلافاتٍ وتحالفاتٍ، فأنت منذ البداية تتعامل وفق قائمةٍ لو نجحت ستمثل 75% من الأصوات، وبالتالي قادرة على تمرير أى قانون دون معاناة، وتلك القائمة بما لها من أغلبية ستستحوذ على نصيب الأسد من كل شيء؛ فالقائمة المطلقة مفسدة، فأفضل آليات الانتخاب على الإطلاق هي القائمة النسبية المفتوحة التي تتيح لك أن تختار من داخل القائمة دون تقيد. 

وأشار «الحريري» إلى أنّ تكتل «25-30» ينتظر عرض قانون مباشرة الحقوق السياسية على مجلس النواب، وأنهم داخل «التكتل» يميلون إلى القائمة النسبية يعقبها الفردي على أن تكون هناك «كوتة» المرأة أو أن تكون  في أول القائمة حتى يتيح تمثيلها في جميع القوائم الانتخابية، متابعًا: «يجب أن يكون هناك تمثيل لجميع أطياف الشعب بعيدًا عن الأحزاب الكرتونية التي يكون صوتها واحدا رغم تعددها».

وقال أيضًا: العبرة ليست بكثرة الأحزاب ولكن بثقل موقفها تجاه القضايا المختلفة؛ فالتنوع مطلوب سواء كًان ليبراليًا أو وسطًا أو يمينيًا، بعيدًا عن التطرف والإرهاب فالشعب المصري لديه من الوعي ما يجعله يميز الخبيث من الطيب وله مواقف كثيرة دلل فيها على ذلك، ولا يجب أن يتم باستمرار تخويف المواطن من ممارسة حقوقه السياسية.

وعن إمكانية تحول تكتل «25 - 30» لـ«حزب سياسي»، قال «الحريري» إنه من الممكن أن يحدث ذلك، وكل تلك الأمور نصب أعين أعضاء التكتل، وفكرة التحول لحزب هى قيد الدراسة، ولكن التكتل سيخوض الانتخابات المقبلة، وينافس فى تلك المعركة بقوةٍ، رغم أننا نعاني سياسيًا، وهناك قيود شديدة على العمل الحزبي والسياسي تشهده البلاد في هذه الفترة.

وأردف: تكتل «25 -30» يعاني داخل المجلس حتى فى طلب الكلمة، فضلًا عن التضييق الإعلامي عليه.

نرشح لك: ياسر رزق.. رجل «تهيئة الأجواء» والصوت الصحفى الوحيد فى «أذن» الرئيس (بروفايل)


بدوره، أكدّ النائب ضياء الدين داود، عضو تكتل «25- 30» البرلماني، أنّ القوانين الخاصة بمباشرة الحقوق السياسية لم تُناقش بعد، ولم يتبلور شكلها حتى يُحدد «التكتل» الخطوات المقبلة، فنحن لا نعرف هل ستكون الانتخابات المقبلة تحت إشراف قضائي كامل أم لا؟ وهل ستكون القائمة نسبيةً أم مطلقةً؟ 

وأضاف «داود» فى تصريحاتٍ خاصةٍ لـ«النبأ» أنّ كل تلك الأمور لم تُطرح ولم تُحسم بعد حتى يحدد التكتل موقفه، فهو (أى التكتل) جزء من العملية السياسية، وأنّ الذى يعرضه فى هذه التصريحات «وجهة نظره الخاصة»؛ لأن للتكتل متحدث رسمي يعلن عن القرارات التي يتخذها.

وتابع: «نحن لدينا ملاحظات على الأداء الاقتصادي والسياسي وفق ما هو معلن تحت قبة البرلمان، ولكل حدث حديث فنحن ننتظر قانون تقسيم الدوائر سواء مجلس نواب أو شيوخ، فحتى اليوم لا يوجد قانون للإدارة المحلية، فالنائب بيشتغل عضو مجلس محلي قرية أو مدينة  بجانب الدور الرقابي والتشريعي الذي أقسم عليه، كل تلك المهام يقوم بها النائب لأنه لا توجد محليات منذ سبع سنوات».

وأردف: «القائمة المطلقة فى الانتخابات قد تتسبب فى أزمة أو تزيد الأمر سوءًا أو احتقانًا، وهذا لا يفيد البلد فلدينا مخاوف أن يكون هذا تمديد للاحتكار السياسي، بغض النظر عن وجود تكتل 25-30 فلا يمكن أن تظل البلد بلونٍ سياسيٍ؛ واحد فالتنوع والتعدد يفتح المناخ، وهذا ما يجعل من يريد الاختلاف يختلف داخليًا ولا يفتح  الباب للمتربصين بمصر من الداخل والخارج».

واستطرد«داود»: «قولًا واحدًا لن ينضم التكتل لحزبٍ آخر، وكل شيء وارد في أن يتحول التكتل إلى حزبٍ سياسي مستقلٍ، وعند اتخاذ قرار بذلك، سيعلن التكتل عبر متحدثه الرسمي فنحن لا (نخبي) أي شيء عن الرأي العام».

نرشح لك: «إصلاح سياسي» أم خطة جديدة لـ«التصفية».. ماذا وراء مبادرة ياسر رزق لـ«دمج الأحزاب»؟