رئيس التحرير
خالد مهران

أخطر أساليب «غش الذهب».. وخريطة بأماكن «المنتجات المضروبة»

مصوغات ذهبية - أرشيفية
مصوغات ذهبية - أرشيفية


خلال السنوات الماضية، استُعملت طرق عديدة لـ«غش الذهب»، فكان في السابق يكون الغش مقتصرًا على تقليد «ختم الدمغة»؛ بعدما قررت مصلحة الضرائب فى تسعينيات القرن الماضي، تحصيل ضريبة مبيعات على المشغولات الذهبية عند دمغ «المعدن النفيس» بمصلحة دمغ المصوغات والموازين، ولكن كانت هذه الطريقة مجرد «حيلة» للتهرب من دفع الضرائب، مع الإبقاء على الذهب «أصليًا».


ومع الوقت، بدأت «وسائل الغش» تتسلل إلى «الذهب» نفسه؛ فعيارا الـ 18، 21 يُصنعان وفق نسبٍ دقيقةٍ؛ فعيار 18 يتكون من 75 % ذهبًا مقابل 25 % نحاسًا، إلا أنه عند الغش فيه يجرى زيادة نسبة النحاس لتطغى على نسبة الذهب، وكذلك الأمر بالنسبة لعيار 21، فإن نسبة الذهب به حوالي 88 % ونسبة النحاس 12 %، فيتم تقليل نسبة الذهب مقابل زيادة نسبة النحاس، أما عيار 24 فيكون من الصعب «اللعب فيه» لأنه يكون ذهبًا خالصًا ولكن ظهرت في الآونة الأخيرة سبائك عيار 24 واردة من الخارج ولكنها «مضروبة» فهي ليست ذهبًا خالصًا كما هو معروف؛ ولكنها «ذهب» من الإطار الخارجي فقط وبالداخل «حديد»، وهو ما كشفه أحد أصحاب محال المشغولات الذهبية بمنطقة الجمالية.


لم يقتصر الأمر على خلط النحاس بالذهب بنسب أعلى لـ«ضرب» نوع العيار، ولكن تطور الأمر فى بعض الأحيان لبيع الذهب الصيني على أنه «حقيقى»، ولكن هذا يقتصر على البيع بعيدًا عن محال المشغولات الذهبية، ويستغل البعض جهل «الزبائن» بكشف الفروق بين «الأصلي» و«المضروب»، ويكتشف الضحية مصيبته عند توجهه إلى محال المصوغات لبيع ما لديه. 


وتعددت طرق «غش ذهب»؛ فبعض المحتالين يطبعون «فاتورة» طبق الأصل من فاتورة محل سمعته طيبة، ويدونون عيار الذهب ووزنه بدقة في تلك الفاتورة، ويذهبون بكل ثقة لبيع ما بحوزتهم من ذهب «مخلوط». 


في هذا السياق، يكشف أحد أصحاب محال المصوغات بمحافظة الجيزة النقاب عن هذه «الألاعيب»، قائلًا إن طرق غش الذهب أصبحت متعددة والسرقة أصبحت ملفتة للنظر بشكل كبير؛ فتحديدًا «الغـوايش الذهبية» يتم تقليدها بصورة احترافية، ومنذ فترة قصيرة جاءت إليه سيدة مظهرها جيد، وبصحبتها طفلة صغيرة لبيع عدد من «الغوايش». 


وأضاف: بعد الفحص "شكيت أن تلك الغوايش ليست أصلية"، فرفضت الأمر برمته؛ خوفًا من وقوعنا في ورطة عند بيعها في الصاغة، فبعض أصحاب محال الذهب يقعون فريسة لمعدومي الضمير الذين يصنعون ذهبًا مغشوشًا بطريقة قد لا يكشفها العميل أو صاحب الذهب نفسه فهي تتم بطريقة احترافية وعلى أعلى مستوى من الدقة. 


واستكمل: وبتتبع تلك السيدة وجدنا أنها ليست بمفردها، فعلى مسافة بعيدة عنها، كانت فى انتظارها سيارة وبها أيضا سيدة ومعها طفلة صغيرة بخلاف السائق، ما يدل أنهم يتبادلون الذهاب لمحلات الذهب المختلفة لمحاولة بيع تلك المصوغات «المغشوشة».


وأردف: هناك أماكن تدور حولها الشبهات أن بها ورشا تنتج الذهب «المشغول»، ومن ضمن تلك الأماكن «خان أبو طقية» بمنطقة الصاغة بالجمالية، وبعض المحافظات على وجه الخصوص محافظتا الفيوم وبني سويف، وبعدما كانت الجنيهات الذهبية تلقى رواجًا وقبولًا في البيع والشراء، تراجعت تراجعًا كبيرًا للغاية بعدما قامت تلك الأماكن بالعمل على الجنيهات و«ضربها» هى الأخرى.


واستطرد صاحب محل المصوغات حديثه: الأمر لا يتوقف على غش الذهب فقد، ولكن هناك بعض الشركات التي تعمل في السوق المصرية تنصب على المواطنين بطريقة أخرى، عن طريق بيع القطعة الذهبية سواء خاتم أو خلافه متضمنة «فصوص» أو أحجارا كريمة مع التنبيه للعميل أنه في حالة البيع ستشتريه تلك الشركات بنفس المواصفات التي بيعت به، وبعد فترة بعدما يتم ضخ كمية مشغولات ذهبية بهذه المواصفات تختفي الشركة من السوق المصرية وتغلق فروعها ويفاجأ العميل عند بيع القطعة الذهبية بخصم الفصوص من جرامات القطعة ما يكبده خسائر كبيرة على عكس الشركات الكبرى التي لها اسم كبير بالسوق والتى تبيع مشغولاتها وتشتريها بنفس الوزن ولا يخسر العميل معها شيئًا فتلك الشركات الكبيرة تحافظ على اسمها بشتى الطرق حتى لو دفعوا «إتاوة» لكي لا يتم «ضرب» شغلها في السوق.


وفي هذا السياق، قال عمرو سعيد، صاحب محل مصوغات «سوق الذهب» بمنطقة الصاغة بالجمالية، إنه كاد أن يقع ضحية السبائك الذهبية «المضروبة»، بعدما أتى إليه من يريد بيعها وكان عيارها ووزنها مطابقا بدقة ووفق الوزن المتعارف عليه، ولكن بمجرد فحصها تبين أنها «مزيفة» فكان بداخلها حديد وليس ذهبًا خالصًا رغم إطارها الذهبي وأن كمية السبائك تم تهريبها من الخارج والكمية ليست بقليلة. 


وتابع: «على المستوى المحلي، الموضوع مختلف؛ لأن الشركات التي تعمل في السبائك معروفه ويتم دمغ ذهبها وهناك ورش تضرب السبائك، ولكن ليس بغش الذهب كما الكميات المهربة، إنما باللعب في وزن السبيكة وتكون غير مدموغة، وتباع على أنها أصلية ولا يفطن الزبون ويتم النصب عليه في كل سبيكة حوالي 1600 جنيه ورغم الشغال الشمال في السبائك، إلا أنها أفضل خيار لمن يريد الاستثمار في الذهب.


وأضاف: لا توجد أماكن معلومة بالقاهرة نستطيع أن نجزم أن بها ورشا تغش الذهب، والأقاويل التي ترددت في هذا الشأن كانت خاصة بمحافظة الفيوم ونصائحي لمن يريد شراء الذهب أن يتعامل مع الشركات المعروفة لأنها تحافظ على سمعتها، ثانيًا الانتباه لما يكتب في الفاتورة بدقة من وزن وعيار وبيانات الشركة.


ونفى نادي حبيب، سكرتير شعبة الذهب بالغرف التجارية، وجود سبائك ذهب مغشوشة بالسوق المصرية، وقال إن سبائك الذهب تحديدا لا يتم التلاعب في مواصفاتها بسهولة لأن تجارها «معروفون»، ويتم سبك السبيكة عن طريق الورشة، وتمر على «الششنجي» قبل طرحها للبيع وأي تغيير في عيارها تتم مساءلتهم قانونيا ويتعرضون للعقاب أم غير ذلك، فتكون السبائك مهربة من الخارج، ويعرضون بضاعتهم أقل من السعر المناسب لها لكي يطمع «الطماعون» ويسارعون بشرائها، قبل أن يكتشفوا الخدعة وهم ضحية «النصابين».


وتابع «حبيب»: نشدد على المواطنين أن يشتروا من مصدر موثوق منه، ومن محل مصوغات يعرفونه، وألا يشتروا من «غرباء» لهم حتى لا يقعوا ضحية «النصابين».