رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إياد نصار.. شخصية الضابط «ديفيد» تكشف عن «غول تمثيل» لم يظهر بعد

إياد نصار
إياد نصار



فرصة ذهبية لم يتركها الفنان الأردني إياد نصار رغم صعوبتها، فلم تكن شخصية الضابط الإسرائيلي «ديفيد» بفيلم «الممر» بالأمر العادي؛ فمنذ أن قرأ «نصار» أوراق العمل واطلع جيدًا على الشخصية المرشح لها أيقن جيدًا أنه «الفخ» فإما أن ينجو منه ويكتب له القدر نجاحًا جديدًا بالسينما المصرية، أو إخفاقًا قد يكتب له نهاية غير سعيدة بالمرة رغم نجاحاتها منذ أن وطأت قدماه «أرض المحروسة».



وتكمن صعوبة تجسيد «نصار» للعمل لكونه أكثر الكارهين للعدو الصهيوني فهو أردني الجنسية من أصل فلسطيني ليس هذا فحسب بل ينتمي إلى عائلة من العائلات المعروفة التي تعرضت للتهجير من فلسطين عام 1948، فكيف لمن ذاق مرارات الغربة والتهجير على يد الصهاينة أن يجسد شخصية ضابط بالجيش ذاته.



وحال مشاهدة «الممر» تعتقد للوهلة الأولى أن هذا «الغول» لم يظهر بكل هذه التلقائية والواقعية بالصدفة بل بالتأكيد قام بإجراء معايشة مع أحد الضباط الإسرائيليين حتى يتمكن من هذا الأداء بإمعان شديد.







وحطم الفنان الأردني المعتقد الشهير بضرورة تعاطف الممثل مع الشخصية التي يستعد لتقديمها للجمهور ويجد لها مبررا لما تقوم به في السياق الدرامي حتى يصدقه مشاهدوه، وهو ما كان عكسه تمامًا فلم يقدر هو على التعاطف مع «ديفيد» وهو ما يزيد من صعوبة الدور.


وتعد مفاتيح نجاح إياد نصار في استطاعته لتجسيد شخصية «ديفيد» من خلال قراءة أفكار وطريقة تعامل الجانب الإسرائيلي، وكذلك متابعة الكثير من الأفلام وما قدمه الإسرائيليون عن هذه الحقبة الزمنية، وكذلك عقيدتهم في هذا التوقيت وهو ما جعله بارعا في التحدث بلسانهم.


ويحسب له شجاعته في قبول العمل وعدم سيطرة الخوف عليه من خوض التجربة مما قد يعرضه للكراهية من قِبل المصريين، بل برع في زيادة جرعات الغضب ضده بشكل تصاعدي خلال أحداث الفيلم حتى مشهد النهاية.


نرشح لك: الممر.. كيف أنعشت ملحمة الـ«145» دقيقة سوق الأفلام الحربية؟





ويظهر إتقان «إياد» في تجهيزه للعمل باستطاعته تقديم شعور الضابط الإسرائيلي بالغرور الدائم ثم الانكسار الذي ظهر عليه وقت الانتصار، وتلذذه بإذلال الأسرى المصريين وهدم روحهم المعنوية، وظهور الشخصية البرجماتية النفعية التي تجيد كل أنواع الخداع، وفى الوقت نفسه، يعرف تاريخ اليهود جيدًا، وصراعهم مع المصريين والعرب والمسلمين.


واستعان إياد نصار بالدكتور منصور عبد الوهاب، أستاذ اللغة العبرية ورئيس مجلس قسم اللغات السامية بكلية الألسن جامعة عين شمس، الذي كان بمثابة «بوابة معرفة» له لمعرفة طريقة تفكير الضابط الإسرائيلي ومجتمعه بشكل عام، بالإضافة إلى العمل على إتقان اللغة العبرية بامتياز.


ولم ينظر «نصار» إلى ملامح الشخصية الظاهرية فقط بل حرص على التعبير عن مشاعره ومواقفه دون انفعالات زائدة بالإضافة إلى دراسته الجيدة لخلفيات الشخصية الإسرائيلية وتاريخها.


نرشح لك: شريف عرفة.. «7» ألغام فى طريق عبور عاشق «اللعب مع الكبار» للخروج الآمن بالممر






لم يكتف إياد نصار بذلك فقط بل حرصًا منه على ضرورة ظهور الضابط الإسرائيلي بشكل واقعي غير المعتاد عليه في السينما المصرية سأل ودرس جيدًا كافة الأخطاء التي وقع فيها الممثلون المصريون الذين جسدوا الشخصية الإسرائيلية في وقت سابق.


وكل هذه الاعتبارات والخطوات التي قام بها للاستعداد نفسيًا لهذا العمل يؤكد أننا أمام طاقة كبيرة جدًا «غول تمثيل» وموهبة لم تكتشف بعد، فشخصية «ديفيد» ستكون البداية فهي بمثابة قفزة فنية رائعة له سيجني ثمارها خلال السنوات المقبلة فهو مازال يحمل في جعبته أسرار وطاقة وقدرة كبيرة على الإبداع.


نرشح لك: أسماء أبو اليزيد.. حكاية سمراء سيناوية أربكت قلب المجند هلال والمصريين