رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة أزمة «خطيرة» تُهدد بتدمير مستقبل طلاب «مدرسة الشهيد» فى القليوبية

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم



يعاني طلاب مدرسة الشهيد مدحت طلعت التجريبية الرسمية للغات بالقليوبية، منذ نشأتها عام 2013، من عدم وجود مبنى مستقل مخصص لهم لاستكمال مراحلهم التعليمية، ففي كل عام يتم نقل الطلاب من مدرسة لأخرى حتى وصل عدد الطلاب لـ«600» طالب.



وترجع بداية الأزمة لعام 2013 عندما تأسست المدرسة دون تخصيص مبنى لها، ثم أُلحقت بمدرسة السيدة خديجة المهنية والتي صدر لها قرار هدم، نُقل على إثره الطلاب إلى مقر مدرسة ناصر الإعدادية بنين بوسط مدينة بنها؛ للعمل بها فترة صباحية لتصبح مدرسة ناصر عاجزة عن استيعاب الزيادة.



واقترح السيد عز العرب، مدير عام إدارة بنها التعليمية السابق، ضم الطلاب إلى مدرسة كمال الدين حسين بشرق الاستاد، لكن مجلس أمناء الأخيرة رفض ذلك؛ خوفًا على التكدس وتهديد مستقبل أبنائهم داخل مدرستهم الأصلية.



وبتشكيل «عز العرب» لجنة متخصصة لحل الأزمة ضمت كلا من عبد الله حسني، مدير إدارة التخطيط والمتابعة، ويوسف الذوقة، مسؤول اللجنة الفنية بالإدارة، وعودة محمد، مدير التعليم الإعدادي، وعبد الرحمن عبد العظيم علي، مدير المدارس الرسمية للغات، وانتهت اللجنة إلى مقر مدرسة بنها الإعدادية بنين داخل سوق بنها، ورفض أولياء أمور مدرسة الشهيد مدحت طلعت قرار اللجنة لبعد المدرسة الإعدادية عن المربع السكني الخاص بهم، ونظموا وقفة احتجاجية لإعلان موقفهم بشكل واضح.


من ناحيتها، تقول «هبة» من أولياء الأمور بالمدرسة: «عندي ولدين في المدرسة، ومتبهدلين بقالنا سنين جهزنا مدرسة السيدة خديجة بجهودنا الذاتية حتى يتم الانتهاء من بناء مدرستنا، وفوجئنا بقرار نقلنا لأن المبنى كان آيلا للسقوط، بعدها روحنا مدرسة كمال الدين حسين الابتدائية وتم طردنا لرفض أولياء الأمور الأمر، وبصراحة دا حقهم».



وأضافت: «بعد كدا تم نقلنا إلى مبنى فاضي ملحق بمدرسة ناصر الإعدادية وبعد تجهيزها أيضًا بالجهود الشخصية واستمرينا فيها لمدة سنتين، وكل هذا الوقت لم يتم هدم المدرسة الأصلية ولم يتخذ بشأنها أي قرار».



وتابعت: «عندما زاد العدد ولم تتحمل مدرسة ناصر تم نقلنا السنة اللي فاتت إلى المدرسة الإعدادية بنين القديمة في قلب سوق بنها والتي تبعد كثيرًا عن المربع السكني الخاص بالمدرسة ورفضنا لأنها لا تصلح بأي شكل؛ أولًا هي غير منفصلة يعني الأطفال اللي عندنا أكبر سن فيهم 10 سنوات وهيتم ضمهم مع أولاد إعدادي بدون أي فاصل، ودورات المياه واحدة. ثانيًا بعيدة جدًا عننا. ثالثًا أن مدرسة الإعدادي رافضين وجودنا لدرجة وصول لنا بعض التهديدات».



وأوضحت أن أحد المسئولين بـ«مديرية التعليم» طالبها بتهدئة ثورة أولياء الأمور عبر منصات التواصل الاجتماعي: «قالي هنحل المشكلة بس ياريت تهدوا الدنيا على الفيسبوك شويا، انتظرنا سنة كاملة وحتى الآن مفيش أي جديد ولما بدأنا نشتكي تاني قالولنا اللي مش عاجبه يحول مدرسة أخرى، أصلًا مدرسة الشهيد مالهاش أي أوراق أو كود مُعتمد بالوزارة».



وطالبت «رشا» من أولياء أمور مدرسة الشهيد مدحت طلعت، بتوفير مدرسة مناسبة بالمربع السكني لهم لحين الانتهاء من أعمال هدم المدرسة الأصلية وبنائها من جديد: «حصل مشاكل وصلت لحد المشاجرات والمشادات بين إدارتي مدرسة الإعدادية وإدارة مدرسة أولادنا بعدما تسبب الدمج فى كثافة مرتفعة للفصول وتتراوح من 75 إلى 80 ودول شباب في إعدادي مش أطفال».



وأضافت: «آخر حاجة قالولها لنا المسئولين إن أرض المدرسة الأصلية عليها مشاكل ولأنها كانت تبرع وخايفين لما يهدوها يظهر الورثة ويطالبوا بيها».



واستطردت: «كل عام يتم إرغامنا بدخول طلاب المدرستين معًا في نفس الوقت الدراسي ما يعرض أولادنا للخطر لأن طلاب المدرسة التي تم إلحاقنا بها يقومون بضرب أبنائنا لأن الثقافة بين طلاب التجريبي والطلاب الآخرين مختلفة بالإضافة إلى أنهم أكبر من عيالنا».



وقالت ولي الأمر إنها لجأت لإبقاء أبنائها بجوارها في المنزل لأنها لا تشعر بالأمان عليهم: «لا توجد مكتبة أو تنمية فنية أو أي شيء ترفيهي من المفترض يكون متواجد في مدرسة تجريبي»، مشيرة إلى المعاناة التي يواجهونها بسبب النقل للطلاب بشكل عشوائي.



وأعلن طه عجلان، وكيل وزارة التربية والتعليم بالقليوبية، منذ أيام قليلة عن عزم المحافظ وضع حل نهائي لمشكلة «مدرسة الشهيد» بإحلال وتجديد المبنى الأساسي لها ونقل الطلاب إلى أحد المقرات المؤقتة لمواجهة مشكلة زيادة الكثافات؛ وهو ما يكشف عن نوايا «المحافظ» في نقل الطلاب مرة أخرى إلى إحدى المدارس دون الإعلان عنها حتى الآن.