رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حكايات ساخنة من شواطئ «الساحل الشمالي».. راقصات استربتيز وعنصرية وطبقية

كوكب الساحل
كوكب الساحل



مع دخول موسم الصيف تدق الطبل في جميع البيوت المصرية التي تنادي بالهروب من حرارة الجو إلى المدن الساحلية للاستمتاع بالجو على الشواطئ دون تفرقة بين غني وفقير.



ولكن لا زال قضاء يوم واحد داخل الساحل الشمالي الحلم الأكبر للمصريين أصحاب الطبقة المتوسطة، فهناك حدث ولا حرج عن كم الرفاهية والحفلات الفنية والسهرات الصباحي لكنها فقط لـ«أولاد الذوات» فقط.



فقضاء يوم واحد على شاطئ البحر بإحدى المنتجعات السياحية بالساحل الشمالي أو فاتورة عشاء داخل أحد المطاعم الكبرى، أو دفع ثمن تذكرة دخول حفل استعراضي لأحد الراقصات المشاهير كفيل أن يجعل موظف متوسط الحال «يندب حظه» لمدة عشرة مواسم صيفية.


وهو ما استدعى «النبأ» لفتح ملف «كوكب الساحل الشمالي» وما يتضمنه الكوكب من «عجايب» يراه المواطن البسيط فقط على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صور انتشار الرقص والتعري على الشواطئ.



وأشعلت حفلات الساحل الشمالي أجور الراقصات الاستعراضيات خلال الفترة الأخيرة لينتعش سوق الرقص الشرقي حيث اعتاد منظمي الحفلات الاستعانة بالراقصات خاصة الأجانب لإلهاب الشواطئ بالرقص الساخن.

 

حيث تحتل الراقصة الأوكرانية آلا كوشنير المركز الأول في قائمة الأعلى أجرًا في الساحل الشمالي، حيث بلغ أجرها «4» آلاف دولار في الحفل الواحد، وتصر آلا على تقاضي أجرها بالدولار وليس بالجنيه المصري، فيما تتقاضى الراقصة الراقصة الأرمنية، صافيناز مبلغ «30» ألف جنيه مصري في الحفل الواحد.


ويليها الراقصة «مايا» حيث وصل أجرها إلى «25» ألف جنيهًا، و«جوهرة» التي تحصل على «23» ألف جنيهًا وتتساوى معها الراقصة ايمي سلطان، ثم الراقصة المصرية دينا التي بلغ أجرها «20» ألف جنيه مصري في الحفل الواحد.


والراقصة الروسية أنستازيا حوالي «18» ألف جنيه بالتساوي مع «أوكسانا»، والراقصة الأرجنتينية بريندا حوالي «12» آلاف جنيه، والراقصة المصرية صوفيا مبلغ «10» آلاف جنيه.






فيما جاءت أجور «جاسي» و«سهر» و«ثريا» 10 آلاف جنيه في الحفل الواحد، أما «رغد» و«بانا» و«كواكب» و«ماجدة الأرجنتينة» فتحصل كل منهن على 8 آلاف جنيه، و«كريستال» و«لونا» 7 آلاف جنيه.


ليتحول عقب ذلك الأمر إلى «دعارة على الموضة» بالاستعانة بالراقصات الإيطاليين الجنسية للترويج للفنادق والقرى والمنتجعات من خلال ملابسهن العارية والرقصات المثيرة «الأستربتيز» وهو ما يُعرف برقص التعري وارتداء ملابس بطريقة مثيرة للغرائز الجنسية.


ويتزايد الاستعانة بـ«راقصات الأستربتيز» في الفترة الأخيرة بالساحل الشمالي لقلة أجورهن عن «السوبر ستارز» بما يتراوح من «5» إلى «6» آلاف جنيه لعدم حصولهم على رخصة التشغيل ودفع قيمتها التي تقدر بـ«3» آلاف جنيه في الليلة الواحدة ودخولهن البلاد عن طريق تأشيرات السياحة وهو ما يُهدر ملايين الجنيهات على الدولة.



وبذلك سيطر الأجانب على الرقص الاستعراضي ما أدى إلى اختفاء الكثير من المصريات والعرب عن المشاركة في حفلات الشواطئ هذا العام.


واعتاد مسئولي شاطئ «وايت بيتش» بـ«مارينا 5» على تحديد عدد من الراقصات الاستعراضيات لمشاركتهم في حفلات «الويك إند» بالشاطئ أبرزهم ألا كوشنير، ميرا، وايلينا، نانسي، لوردينا.


ويتولى تنظيم الموسم الصيفي للشاطئ وإدارته رجال الأعمال هاني إلياس، وإيهاب إلياس، هاني نجاح، ويتم الاستعانة بمجموعة من محترفي الـ«dj» بمختلف أنحاء العالم على رأسهم المصري الشهير ياسر الحريري، والتركي أحمد كليك، و«دي جي ندى»، وعازف الكمان مارسيليو، وعازفة الساكس الأوكرانية أولا راس. 

وعلمت «النبأ» أن شاطئ «وايت بيتش» يعمل في الفترة الصباحية فقط، ويغلق أبوابه ليلًا؛ لعدم حصوله على تصاريح بذلك من قوات حرس الحدود.


وتبلغ تذكرة دخول «الوايت» 200 جنيه، ويشترط دخوله ارتداء «البيكيني» أو المايو الشرعي والـ«الكابلز» فقط، كما يسمح فيه بشرب الخمور.






وعلى طريقة «خلطة أفلام السبكي» أصبح الاستعانة بالراقصات عامل أساسي لجذب شريحة جديدة من الجمهور للشواطئ، خاصة وإنهم يعتمدون على التعري وهو ما يقابل بترحاب شديد من رواد تلك المنتجعات والشواطئ من منطلق أنها تتماشى مع ميولهم في الحرية التي يرونها في  شواطئ أوروبا

 

ويعاني الساحل الشمالي من قلة عدد مفتش الرقابة الفنية وعدم وجود بدلات انتقالات للموظفين وهو ما يجعل استمرار عمليات التفتيش على حفلات الساحل ضربًا من ضروب الخيال، كما أن الغالبية العظمى من الراقصات الاستعراضيات يعملن دون الحصول على أي تراخيص.


كما لا يتلزمن بالمعايير الرقابية المحددة لشكل بدل الرقص التي يظهرن بها في الحفلات وتبرز مفاتن أجسادهن بل تشبه العري الكامل، حيث حدد قانون تنظيم الرقابة مواصفات بدلة الرقص الشرقى، بأن يكون نصفها الأسفل مغلق وبلا فتحات جانبية، وتغطي البدلة البطن والصدر، وكذا وضع شبكة على البطن، وتكون البدلة أعلى الركبة بـ20 سم، وارتداء شورت يظهر منه 20 سم.


ورغم الإجراءات الصارمة التي يتبعها مسئولي منتجعات وشواطئ الساحل الشمالي إلا أنه انتشر في الفترة الأخيرة عدد من الصور ومقاطع الفيديو من داخل تلك الحفلات ما أثار غضب رواد السوشيال ميديا لظهور مشاهد ورقصات خادشة للحياء لا تتماشى مع طبيعة المجتمع المصري.


وهو ما يضع تساؤلات عديدة حول تقاعس الإدارة العامة لحماية الأداب عن القيام بدورها في تلك المنتجعات، فإذا حدث 10% فقط من ما يقع داخل منتجعات وشواطئ «ولاد الذوات» في إحدى شواطئ الغلابة لقامت الدنيا ولم تقعد.


شواطئ العنصرية والطبقية


وعلى غير المعتاد خرج شاطئ «Wakanda» بقرية «Bo Island» عن المألوف ليضع طريقة جديدة للحجز ودخول الشاطئ، حيث كشفت مي الشيهالي عن تجربتها التي وصفتها بـ«المثيرة» 


فوجئت «الشيهالي »حال قيامها بالحجز في الشاطئ المذكور بالموظف المختص بطلبه بإرسال حسابات السوشيال ميديا الخاصة بها وكل الأشخاص التي ترغب في الحجز لهم كمرافقين لها.


وتابعت: «الموظف بلغني أن ممنوع الحجاب داخل القرية وكمان ممنوع الأطفال دون سن الـ18 سنة، رغم أن في ناس محجبة تانية راحوا وقدروا يدخلوا لأنهم ملاك في القرية بس دخلوهم من الجنب بعيد عن البول بس سمحوا بوجودهم في البحر».


وعبرت مي الشيهالي على فكرة تدخل إدارة الشاطئ في ملابس أي امرأة مصرية ومنعها من الدخول أو تحديد مكانها، مضيفة أن ذلك يعيدنا مرة آخرى عصور الظلام، وأن الجميع يتحدث عن حرية العقيدة وحقوق الإنسان، لكن في مصر نتحدث عن من مسموح له بارتداء ماذا؟، مؤكدة أنها رفضت معاييرهم رغم أنها غير محجبة لكن والدتها محجبة وأنها لا تقبل أي إهانة لوالدتها».


واستنكرت «الشيهالي» طلب القرية لها بروابط مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، لافتة إلى أن ذلك انتهاكًا للخصوصية، مؤكدة أن صديقة لها أيضا أقبلت على الحجز، طلبوا منها أيضا روابط السوشيال ميديا الخاصة بهم ومرافقيها».


وأجرى مُحرر «النبأ» محاولة للحجز في القرية عن طريق رقم الواتس أب الخاص بهم ليرد المسئول والذي يتحدث فقط باللغة الإنجليزية روابط الحسابات الخاصة بالسوشيال ميديا للإطلاع عليها بحجة التأكد من العمر وبعض المعلومات الخاصة بالعميل.


وأعلنت إدارة الشاطئ أن شروط الحجز والدخول معلومة للجميع، وقالت موظفة الكول سنتر بالشاطئ أن الفتاة التي نشرت قصتها وأعلنت تضررها من طلب روابط حسابتها الشخصية هي فتاة محجبة، موضحة أن الحجز هو ملهى ليلي وبار.


وأوضحت أن طلب الحسابات الشخصية للعملاء ليس انتهاكًا لهم، بل الهدف منه التأكد من العمر والحجاب وغيرها من الشروط التي تضعها إدارة الشاطئ.


وكشف زوار الشاطئ أن ثمن تذاكر الرجال ضعف سعر التذاكر للسيدات، وقالت إحدى الزوار إنه بعد زيارتها للشاطئ اكتشفت أن ثمن تذكرة الرجل ضعف تذكرة المرأة، متسائلة عن السبب وراء هذه التفرقة العنصرية بين المرأة والرجل.


لترد إدارة الشاطئ بأن هذه هي عروض للسيدات في أيام العيد، وأضافت أن هناك أوقات تكون فيها التذاكر بدون مقابل.


مهزلة «إسكاي بول»


لم يتوقف الأمر عند مشاهد التعري على شواطئ البحر فقط بل وصلت المهازل إلى حمام السباحة «sky pool» الموجود بـ«مارينا 5» فمنذ إنشاء الحمام كان مُخصص فقط للملاك مقابل قيامهم بدفع اشتراكات سنوية بسيطة، لكن هذا النظام لم يدم كثيرًا بل فوجئ الملاك بقيام جهاز القرى السياحية بتأجير الحمام لأحد الأشخاص ليقوم بوضع رسوم دخول «200» جنيه في اليوم الواحد ثم وصلت لـ«300» جنيه، بالإضافة إلى الأسعار الخيالية للمشروبات والأطعمة.


وحول المستأجرين حمام السباحة إلى «وكر ملذات» وتنظيم حفلات غنائية في «الويك إند» والسماح بشرب الخمور والاستعانة بـ«الجاردات» لفرض السيطرة على الأمر.


وأعلن ملاك مارينا غضبهم عن ما يحدث داخل حمام السباحة من أحضان وقبلات ساخنة وسكر.





ملوك الساحل


رواد وراغبي السهرات الصباحي في الساحل الشمالي يعلمون جيدًا أن هناك «ملوك» لعالم الحفلات والسهر يتم اللجوء لهم ففي منتجع هاسيندا باي يوجد ملهى «6ix degrees» لمالكه أحمد البلتاجي وشريكه أيمن باكي.


ويضع «6ix degrees» مجموعة من القواعد والشروط للدخول إلى الملهى منها تحديد ملابس معينة وهو ما يُعرف بـ«dress code».


وتعرض المكان للغلق في صيف 2017 لقيامه بتنظيم عدد من الحفلات لأشخاص غريبي الأطوار والمتنكرين وما ظهر من رقص تعري، ووجود فتيات لم يبلغن من عمرهن الـ«16» داخل المكان.


وعلمت «النبأ» أن مستأجر الملهى الليلي هو أحمد البلتاجي نجل وزير السياحة الأسبق ممدوح البلتاجي الذي يعد من أقوى رجال فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك حيث جلس على كرسي الوزارة على مدار «11» عامًا.





ويمتلك البلتاجي أيضًا «تاماراي» الذي يقع على النيل في القاهرة، وتحديدًا في أحد فنادق الخمس نجوم وتحوّل اسمه حاليًا إلى «tiu».


ويُدير منظم الحفلات الشهير أحمد الجنزوري صاحب شركة «باي جانز» الشهير بـ«جانز» ملهى «rubies» الموجود بقرية مراسي، والذي يرتاده معظم الشباب صغار السن.


وُيلقب الجنزوري بـ«نامبر وان الساحل» لقيامه بتنظيم الحفلات المختلفة وجلب أبرز النجوم محاربة للملل والتكرار الروتيني.


وفي خلال السنوات القليلة الماضية ذاع صيت «طبلة» لصاحبه أحمد وهدان، فحاز على انتشار سريع جدًا بمجرد افتتاحه حتى إنه تم افتتاح فرع آخر له بالقاهرة بأحد المراكب على نيل القاهرة بمنطقة الزمالك، والمكان دائما ما يعتمد فى فقراته على الفقرات الشرقية خاصة الفقرات الاستعراضية والمطربين المصريين، ويكفى أن تقدم إحدى الراقصات فقرتها هناك لتخرج بعد ذلك منه مشهورة والجميع يردد اسمها ويبدأ الطلب عليها في الأفراح والمناسبات مثل ما حدث مع الراقصة مايا.


ويحرص عدد كبير من أهل الفن على حضور سهرات «طبلة» ومنهم يسرا، تامر حسني، دينا، حسين ومصطفى فهمي.


وتترواح أسعار دخول الملاهي الليلية بالساحل الشمالي ما بين «1500» و«2000» جنيه للفرد الواحد.


أما ملهى «VIP Club» الكائن أمام مارينا 7، فيمتلكه رجل الأعمال وخبير السياحة جمال شوقي.


ويرجع الفضل لـ«VIP» في الشهرة الواسعة التي نالتها الراقصة الروسية جوهرة، والتي تربطها علاقة صداقة قوية بـ«شوقي» حيث أنه أول من قدمها للجمهور بالمكان.