رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الهند.. العملاق الصاعد «7»

أحمد عز العرب
أحمد عز العرب



وفي عام 2017 شارك الهند كذلك في منظمة دول شنغهاي.


وتحتفظ بتواجد نشط في معاهد بعيدة جدًا عن مجال أمريكا مثل «مؤتمر العمل المشترك والثقة» الذي يتخذ من آسيا مجال نشاطه، ومع أن الأولوية الأولى للهند تظل الحصول عى مقعد يتناسب مع حجمها وقوتها في المنظمات الدولية التقليدية التي مازال الغرب يسيطر عليها، فقد أظهرت الهند أنها راغبة كذلك في المساعدة في بناء مجالات أخرى لتحصل على صوت أقوى.



ويحتمل أن تستمر الهند في المحافظة على مجالات مختلفة في علاقاتها مع استمرار تقوية علاقاتها بأمريكا بصرف النظر عن حصولها على المكان الذي تستحقه في المؤسسات الدولية الغربية، وسيساعد ذلك أمريكا ولن يعرقلها في مصالحها، وفي وقت أصبح التنسيق الدولي أكثر تعقيدًا جدًا فإن الزيادة في المؤسسات الجديدة تخلق فرصًا جديدة للتسوق في المؤسسات، كما قال عالم السياسة الدولية دانيال دريزنر وآخرين، فمجالات أكثر واختيارات أكثر تجعل من الصعب إنجاز الأمور دوليًا كما تقلص من نفوذ أمريكا.



مقعد لدى المائدة:

نظرت الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى العلاقة مع الهند كأحد أكبر الفرص الإستراتيجية المتاحة لأمريكا حيث تمنحها فرصة التغلب على الخلافات التاريخية بين الدولتين كما تقوي علاقة أمريكا بسوق سريع النمو، وعامود ثابت في منطقة من الإضطرابات، كما أن الهند بلد كبير يستطيع تقديم توازن للقوة عبر آسيا، وعقبة في وجه السيطرة الصينية، وقد حاولت إدارة جورج بوش الابن إعادة صياغة العلاقة بين الهند وأمريكا عن طريق عقد اتفاق عام 2005 بشأن التعاون الذري السلمي متهمين بذلك ثلاثين عامًا من انقسامهما حول موضوع منع الانتشار النووي، وقد استمرت إدارة أوباما على نفس النهج بمجهودات عديدة لتوسيع التعاون العسكري والاقتصادي والدبلوماسي.


ولكن الأهداف المشتركة لا تؤدي دائمًا إلى أساليب تعامل مشتركة، مثل حالة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، فالمسئولون الهنود ساروا بحذر شديد تجاه هذه الحالة لا يصرحون علنًا إلا بالقليل جدًا بخصوصها مثل تصريح وزارة الخارجية الهندية القائل: «نحن نتابع عن قرب الموقف المتطور سريعًا آملين أن ينتهي بحل سلمي».



ونسترعى نظر القارئ إلى المحاولات المستميتة والفاشلة دائمًا من دول الغرب بزعامة أمريكا لتحطيم الرابط بين دول بركس الخمسة وخصوصًا بين الدول الثلاث الكبرى فيه وهي الهند وروسيا والصين، فمحاولات أمريكا الساذجة في استخدام الهند لضرب الصين لا تثير إلا السخرية المكتومة في اعتقادنا، فمنظمة بركس تزداد قوة وصلابة في مشروعاتها ومركز الثقل العالمي يتحول ببطئ من الغرب إلى الشرق، وتحرص دول بركس الثلاث الكبرى على التساوي في التصويت والحقوق مع الدولتين الأصغر البرازيل وجنوب أفريقيا بعكس دول الغرب الذي تسطير فهيا أمريكا وبريطانيا تمامًا على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتسخيرهما لصالحهما أساسًا ضد مصالح باقي العالم.