رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار الرقم «7» فى القرآن الكريم والتوراة والأحاديث النبوية

القرآن الكريم
القرآن الكريم


ما من يومٍ يمر إلا وتتجلى حكمة الخالق جل وعلى في حقائق كونية مبهرة، منها وجود نظام رقمي يشمل جميع كلمات القرآن وآياته وسوره، ويعتمد هذا النظام على الرقم سبعة، الأكثر تميزًا في القرآن الكريم، فتلك التناسقات السباعية مسألة تستحق التفكير والتأمل، فقال سبحانه وتعالى: (الله الذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير) (سورة الطلاق: الآية 12)، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم، وتكرر الرقم سبعة في القصص القرآني فهذا يشهد على وحدانية الله سبحانه تعالى.


كما أن للرقم سبعة حظا وافرا في الأحاديث النبوية الشريفة. ولا يقتصر ذكر الرقم سبعة على الحياة الدنيا فقط بل نجد له حضورًا في الآخرة.


ذكر الدكتور مصطفى محمود في كتاب "الشيطان يحكم" عن هذا اللغز أن اليهود يقدسون اليوم السابع من الأسبوع (السبت)، ويجعلون منه يوم راحة لهم، والسنة السابعة ويسمونها سنة السبت، وكذلك7×7 أي العام التاسع والأربعون ويسمونه عام العيد، وقالت لنا "التوراة": "إن الله خلق العالم في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع"، وفي "الإنجيل" يقول لنا: يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا: "إن الله يوم القيامة يفتح كتاب الأقدار، ويفض الأختام السبعة فينفخ سبعة من الملائكة في سبعة أبواق وتحدث سبع كوارث تنتهي بها الدنيا".


ويحدثنا "القرآن الكريم" عن سبع سموات، وسبع أبواب للجحيم، وسبع ليال عجاف مرت بها مصر أيام نبوة يوسف عليه السلام، وسبع ليال سخرت فيها الريح المهلكة على قوم عاد، وسبعين رجلًا جمعهم موسى لميقاته مع الله، وسلسلة في جهنم طولها سبعون ذراعًا، ويقول الله تعالى للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم)، ويقول إن الله خلق العالم في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع.


تناسق سباعي مبهر

يقول عبد الدائم الكحيل في كتاب "موسوعة الإعجاز العلمي": إن القرآن هو بناء عظيم يقوم على الرقم سبعة، وأن وجود هذا الرقم بالذات دليل على وحدانية الله، فإذا علمنا أن كل ذرة من ذرات هذا الكون عدد طبقاتها سبع، وعلمنا أن كل حرف في كتاب الله تكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، فلابد عندها أن ندرك أن خالق الكون "سبحانه"، هو نفسه الذي أنزل القرآن، وهنا نجد أن كلمة "سبحانه" تكررت في القرآن 14 مرة أي (7 × 2). وكلمة "تعالى" تكررت في القرآن 14مرة، أي (7 × 2)، وهو نفس عدد كلمة سبحانه، كما أن كلمة تعالى اجتمعت مع كلمة سبحانه في 7 آيات.


ويضيف الكحيل في كتاب "موسوعة الإعجاز الرقمي" كيف لا يسبح كل شيء بحمد الله تعالى وهو خالق كل شيء؟ الرعد يسبح بحمده... كل شيء يسبح بحمده.. يوم القيامة يدعونا الله فنستجيب بحمده.. إنه الحي الذي لا يموت فسبِّح بحمده، لنبحث عن كلمة بحمده في القرآن الكريم نجدها مكرره 4 مرات في 3 سور من القرآن العظيم إذا جمعنا 4+3 سنجدها 7، قال تعالى: (ويسبح الرعد بحمده والملائكة) (سورة الرعد: الآية13) و(وأن ما من شيء إلا يسبح بحمده) (سورة الإسراء: الآية 44) و(يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده) (الإسراء: الآية 52) و(وتوكل على الحى الذي لا يموت وسبح بحمده) (سورة الفرقان: الآية 58).


ولعل هذه النتيجة تدل على أن هناك علاقة بين تسبيح الله تعالى وبين الرقم سبعة والله تعالى أعلم، فالتسبيح هو العبادة التي ينجى الله بها من المواقف الصعبة، وقد نجى الله تعالى سيدنا يونس وهو في أصعب الظروف عندما كان في بطن الحوت، وفي ظلمات البحر، فنادى ربه بكلمة (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فاستجاب له.


كما نجد عبارة "البلاغ المبين" في القرآن 7 مرات، ليؤكد لنا البارئ عز وجل أن القرآن حق.


ويضيف أن هناك بعض آيات القرآن الكريم التي انتهت بنفس العبارة "من الظلمات إلى النور" ليؤكد لنا المولى تبارك تعالى أنه الدين الحق وأن هذا الدين يخرج الناس "من الظلمات إلى النور"، وقد تكررت هذه العبارة 7 مرات في القرآن:


(ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور) (سورة التغابن: الآية12).


وعندما نبحث عن "شديد العقاب" في القرآن سوف نجد أنها تكررت 14 مرة أى (7 × 2)، وعندما نبحث عن "غفور رحيم" نجد أنها تكررت في القرآن 49 مرة أى 7×7 سبحان الله!، فكلتا العبارتين تكررت من مضاعفات الرقم 7، والمجموع 63 هو عمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.


واللافت للانتباه أن "غفور رحيم" تكررت أكثر من "شديد العقاب"، وهذه رسالة لطيفة للناس أن رحمة الله ومغفرته، سبقت غضبه وعقوبته.. هل هذه مصادفة أم ترتيب إلهي!!. وواصل "الكحيل" في كتاب "موسوعة الإعجاز الرقمي" أن عبارات كثيرة تكررت في القرآن الكريم، والذي أنزل هذه العبارات هو الله تعالى، والدليل المادي وجود نظام رقمي معجز لكلماتها.


لنتابع رحلتنا التدبرية لكتاب الله تعالى حول اسم من أسماء الله "المحيط" كم مرة تكررت هذه الكلمة في كامل القرآن؟ 7 مرات بالضبط في 6 سور.


وإذا تأملنا القرآن الكريم سنجد آلاف العبارات المهمة التي تكررت 7 مرات، فهل هذه مصادفة أم معجزة تشهد بصدق القرآن؟!


"الرحمن" و"الرحيم" مع السبعة

قال الباحث عبد الدائم الكحيل في كتاب "إشراقات الرقم سبعة" عن اسمين "الرحمن" و"الرحيم": إن هذين الاسمين من أسماء الله الحسنى، ونجد عجائب لا تحصى، فهما أول اسمين لله تعالى في القرآن، لنتأمل هذه التناسقات العجيبة مع الرقم سبعة، في تكرار وتوزيع هذين الاسمين العظيمين، لندرك أن الله تعالى قد أحكم حروف أسمائه الحسنى في كتاب الله العظيم، لقد رتب الله تعالى تكرار كل كلمة من هاتين الكلمتين بنظام يقوم على الرقم سبعة.


فإذا بحثنا عن كلمة "الرحمن" نجدها قد تكررت في القرآن كله 57 مرة، أما كلمة "الرحيم"، فقد تكررت في القرآن كله 115مرة، أن هذين العددين ليس من مضاعفات الرقم سبعة، ولكنهما عندما يجتمعًا يشكلان عددا من مضاعفات الرقم سبعة، وتتألف عبارة "الرحمن الرحيم" من سبعة أحرف، وهى: "الألف، واللام، والراء، والحاء، والميم، والياء، والنون"، إن الله تبارك وتعالى قد أحكم كتابه بنظام، لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله.


ولذلك فقد رتب الحروف والكلمات بنظام رياضي عجيب وفريد، ومن أغرب الأنظمة الرياضية، هو توزيع حروف أسماء الله الحسنى، ففي هذه الآية الكريمة: (بسم الله الرحمن الرحيم)، نرى ثلاثة أسماء لله تعالى هي: (الله) و(الرحمن) و(الرحيم)، والسؤال لماذا وهل هناك تناسقًا مع الرقم سبعة؟، قبل اكتشاف النظام الرياضي لحروف هذين الاسمين يجب أن نتدبر دلالات كل اسم، فهذا هو الإمام ابن كثير رحمه الله يقول في تفسيره: (الرحمن الرحيم).


اسمًا مشتقًا من الرحمة، و"رحمن" أشد مبالغة من "رحيم" وفي كلام ابن جرير ما يفهم منه حكاية الاتفاق على هذا، وفي تفسير بعض السلف ما يدل على ذلك، كما تقدم في الأثر عن عيسى عليه السلام أنه، قال: "(الرحمن) رحمن الدنيا والآخرة (الرحيم) رحيم الآخرة"، كما يقول رحمة الله عليه: واسمه تعالى "الرحمن" خاص به لم يسم به غيره، كما قال تعالى: (قل أدعو الله أو أدعو الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلًا) (سورة الإسراء: الآية 110).


وهذا يدل على أن لكل اسم معنى ودلاله، تختلف عن الاسم الآخر، والسؤال: ماذا عن النظام الرقمي لهاتين الكلمتين؟، وهل من الممكن أن نجد نظامًا رقميًا خاصا بكل اسم، هذا ما سوف نشاهده فعلًا من خلال دراسة توزيع حروف هذين الاسمين الكريمين على كلمات الآية؛ لذا نجد أن الأعداد الناتجة تكون من مضاعفات الرقم سبعة باتجاهين، وهنا نكتشف شيئًا جديدًا في الرياضيات القرآنية، وهو قراءة الأعداد باتجاهين متعاكسين!، في توزيع حروف اسم "الرحمن".


لنكتب آية البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم)، وتحت كل كلمة ما تحويه هذه الكلمة من عدد حروف اسم "الرحمن"، سبحانه وتعالى (نعد من الكلمة هذه الحروف): "الألف واللام والراء والحاء والميم والنون"، فسوف نجد، التالي: بسم=1، الله=3، الرحمن=6، الرحيم=5، توزيع حروف "الرحمن" في الآية، يمثل العدد هو5631، وإن معكوس هذا العدد هو1365، أي أننا نقرأ العدد الخاص بكلمة "الرحمن" من اليمين إلى اليسار.


ليصبح من مضاعفات الرقم سبعة: 195×7= 1365، أما توزيع اسم الرحيم، فلنكتب الآية، وتحت كل منها ما تحويه من حروف "الرحيم" أى نعد من الكلمة حروف "الألف، واللام، والراء، والحاء، والياء، والميم"، فنجد بسم=1، الله=3، الرحمن=5، والرحيم=6، وإن توزيع حروف اسم "الرحيم" في الآية يمثل العدد 6531، وهو من مضاعفات الرقم 7: 933×7= 6531.


ومن جانب آخر يذكر "الكحيل"، أنه لنتأمل معه إعجاز سورة "الرحمن"، حيث ما كشفه يجعلنا نتأمل ونتساءل: هذه مصادفة؟! كيف يأتي قوله تعالى في الآية: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) بنظام يتناسب مع الحديث عن الجنة والنار مرة سبع مرات، والأخرى ثماني مرات، فضلًا عن كونها الآية الأكثر تكرارًا في القرآن، حيث تكررت 31 مرة، ونوه أيضًا لوجود ظاهرة جديدة تتجلى في هذه السورة العظيمة، حيث عندما ننظر إليها نظرة عميقة نلاحظ أن هذه السورة تتحدث عن أربع مواضيع أساسية، في النص الأول يتضمن الحديث عن حقائق تتعلق بخلق الإنسان والنجم والشمس والقمر والعدل وعن نعم الله تعالى في الأرض والنبات والبحار والخلق، أما النص الثاني فيتضمن الحديث عن عذاب النار وذكر النار والشواظ وانشقاق السماء يوم القيامة، قد تكررت 7 مرات، وفي النص الثالث يتحدث عن الجنتين وصفاتهما يوم القيامة، والحديث عن أهل الجنة وفي هذا النص نرى نفس الآية الكريمة قد تكررت 8 مرات؛ حيث أن عدد أبواب الجنة 8 فهل هذه مصادفة؟!، وفي النص الرابع يتكرر الحديث عن جنتين وصفاتهما، عن أهل الجنة.


وقد تكررت أيضًا الآية ذاتها 8 مرات من خلال الحديث عن الجنة، وسر الإعجاز في هذا الترتيب في آية (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، في النص الأول 8 مرات، وفي النص الثاني 7 مرات، أما في النص الثالث والرابع، فقد تكررت الآية الكريمة 8 مرات.


لماذا يستخدم الرقم 7 مع النار؟، أما الرقم 8 مع الجنة؟؛ فذلك إحدى عجائب الله سبحانه وتعالى الذي يتحدث عن النار والعذاب يوم القيامة، أو في الدنيا، فإن الآية ذاتها تكررت 7 مرات بعدد أبواب النار!