رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة «المهندس» للبقاء تحت «جناح» السيسي.. و«فرم» أحزاب «المشاغبين»

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية

دائمًا ما يصر المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، والمرشح الرئاسي السابق، على إثارة الجدل في الشارع السياسي، خاصة منذ ترشحه في الانتخابات الرئاسية الماضية، رغم علمه أنه سيكون مجرد «ضيف شرف» في هذا الماراثون الانتخابي.

ومنذ انتهاء الانتخابات الرئاسية، لم يكتفِ موسى مصطفى موسى بقيادة حزبه «الغد»؛ ولكن سعى إلى الظهور السياسي أكثر وأكثر، خاصة في الأيام القليلة الماضية، لاسيما منذ حديثه عن تحركاته لتشكيل «ائتلاف المعارضة الوطنية»، والذي يقول عنه «موسى»: «إنه سيضم ما بين 30 أو 40 حزبا بداخله، وأكثر من 200 نائب سابق ممن خاضوا الانتخابات ولديهم خبرة كبيرة».

وأعلن «موسى» الأهداف الرئيسية لـ«ائتلاف المعارضة الوطنية»، مشيرًا إلى أن هذه الأهداف ستتركز في دعم الدولة في جميع أنشطتها ومعالجة أية قضايا بشكل جذري، ومعارضة كل أعداء الدولة من جماعة الإخوان، ومن يدعون المعارضة «المزيفة» لأهداف شخصية ومصالح خاصة، ثم مساندة الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحاربة الفساد والإرهاب وكل أعداء الدولة الذين ينفذون أجندات خارجية ضد الدولة، وأخيرًا دعم الدولة والشباب والمرأة.

وأثارت تحركات رئيس حزب «الغد» لتشكيل هذا الائتلاف الجدل حتى بين المؤيدين لنظام الرئيس السيسي، والذين سخروا من مفهوم «المعارضة الوطنية»؛ بل اتهمه البعض بـ«المزايدة» والإضرار بالوطن عن عمد؛ بهدف تحقيق «مصلحة خاصة» دون النظر إلى مصلحة الدولة نفسها، وهي التهمة نفسها التي يصف بها موسى مصطفى موسى من يقول عنهم أنهم «المعارضين المزيفين».


جاء الهجوم الأبرز من الكاتب الصحفى الشاب محمد الدسوقي رشدي - مؤيد للنظام - والذي سخر من «ائتلاف المعارضة الوطنية» قائلًا: «إن موسى مصطفى عليه إعادة قراءة ودراسة مفهوم فكرة المعارضة السياسية حتى يغلق هذا الباب الذى فتحه علينا»، مؤكدًا أن هذه الخطوة «أعطت فرصة لخصوم هذا الوطن للسخرية منه والتشكيك فى عمليته السياسية».


وأضاف «رشدي» في مقال له: «لا يوجد شىء فى علوم السياسة أو ممارستها يسمى بمعارضة المعارضة، توجد أحزاب وتيارات لديها رؤى ووجهات نظر مختلفة تطرحها وفق الدستور الذى يضمن مصلحة الوطن وعدم الإضرار به، وكل ما يخالف ذلك لا يمكن تسميته بمعارضة ولا تغذية إحساسه بذلك كما يفعل موسى مصطفى موسى».


وعرف «رشدي» المعارضة السياسية بأنها مصطلح قديم ارتبط ظهوره بالديمقراطية، يوصف جميع الحركات والأحزاب التى تعارض القوى السياسية التى تمسك بزمام السلطة، والمعارضة هى عنصر أساسى من النظام الديمقراطى، ويجب أن تمتلك برنامجًا بديلًا يؤهلها للحلول مكان الحكومة، تهدف إلى المشاركة فى السلطة.


نرشح لك: «غزوة الأحزاب».. الدور الخفي لـ«أبو شقة» في إعادة «هيكلة» الحياة السياسية


على الجانب الآخر، فإن خطوة «موسى مصطفى» لتشكيل «ائتلاف المعارضة الوطنية» لا يمكن استبعاد أن تكون مجرد تحركات لـ«فرم» الأحزاب المعارضة الحقيقية مثل «الدستور»، و«المصرى الديمقراطي الاجتماعي»، وغيرها.


الائتلاف الذي يسعى «موسى» لتشكيله يطرح مزيدًا من الأسئلة حول جدوى هذا الائتلاف، ومدى تقبل الأحزاب الأخرى له.


وقال الدكتور عارف الدسوقى، القيادي في حزب «الغد»، إن موسى مصطفى، لم يستشر قيادات الحزب في ما يخص «ائتلاف المعارضة الوطنية» الذي يسعى لتشكيله، لافتًا إلى أن «موسى» يبحث عن موطأ قدم له، ويريد أن يظل في الصورة بشكل دائم.


نرشح لك: أحمد مقلد القيادي بـ«حزب المؤتمر»: نحن رقم «1» في الأداء التشريعي والبرلماني.. وننافس مستقبل وطن «حوار»


وأضاف «الدسوقى» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن موسى مصطفى من أكبر المؤيدين لنظام الرئيس السيسي، وأنه يريد بهذا الائتلاف أن يظل بشكل دائم بجوار النظام؛ لتحقيق مكاسب خاصة.


وعن حديث رئيس حزب «الغد» بشأن وجود «40» حزبًا في «ائتلاف المعارضة الوطنية»، قال «الدسوقي» إن الأحزاب من الصعب أن تتفق على مبادئ وسياسات واحدة، وهذا يعني أنها من الصعوبة أن «تأتلف» في كيان سياسي واحد مثل «ائتلاف المعارضة الوطنية».


وقال الدسوقي: «إنه يرفض أي تجمع معارضة يسعى لتحقيق مكاسب خاصة»، مضيفًا أن هناك دائمًا يكون موجودًا «رأس السلطة» وحوله مجموعة من المؤيدين، ومن لا يستطيع الانضمام لهؤلاء يؤسس تشكيلات معارضة هدفها تحقيق «مصلحة».


وأضاف «الدسوقى» أنه في مصر لا يوجد حزب حاكم، وبالتالي لا توجد معارضة، مشيرًا إلى أن موسى مصطفى، عندما دخل الانتخابات كان ذلك بهدف دعم النظام.


نرشح لك: «جنرال في بيت الأمة».. ألغاز انضمام العميد محمد سمير لـ«حزب الوفد»


بدوره، أكد محمد أبو الفضل، المنسق العام لـ«جبهة بيت الشعب»، أن ما أعلن عنه موسى مصطفى من تشكيل «ائتلاف المعارضة الوطنية» يخالف طبيعة وأساس المعارضة الوطنية البناءة التي من أهم واجباتها «طرح البديل» للمواطن.


وتابع: «المعارضة كمفهوم سياسي وفي إطار التعددية تعني طرح برامج سياسية اجتماعية ثقافية للمجتمع لتكون بديلًا لبرامج الأكثرية الحاكمة، ما يولد الصراعات السياسية بين الجهتين، والصراع ليس بين الأشخاص وإنما بين الأفكار، والحلول الممكنة التي تقدم من أجل ترسيخ المواقف الوطنية وليصنع التنمية الاقتصادية والثقافية والفكرية».


وعن حديث «موسى مصطفى» بشأن العمل على مساندة الرئيس السيسي بـ«ائتلاف المعارضة الوطنية» قال منسق جبهة «بيت الشعب» إن للمعارضة دور هام في الرقابة على أداء السلطة، فالأخيرة ليست معصومة، وما دام الخطأ واردًا فإن تدقيق الأداء لتمييز الخطأ من الصواب يعد أمرًا في غاية الأهمية، فالمعارضة المبصرة تسهم في الانضباط السلوكي للسلطة ومن لم ينضبط يتم تنبيهه ليصلح الخطأ، فإن أصر فلابد من الضغط علية جماهريًا وسياسيًا ومن ثم السعي لتغييره.


وتابع «أبو الفضل»: «إن المجتمعات الديمقراطية المعاصرة مدركة تمام الإدراك لدور المعارضة التي تسهم في تنفيس الاحتقانات، ومساعدة السلطة في خدمة المواطن، المعارضة أمر شرعي للغاية، وعليها تقع مسئولية كبرى لتكون العين الساهرة على مصالح الناس».


وختم: «العمل السياسي في صيغة المعارضة لا يعني إلا المنافسة الشريفة لرفع شأن الوطن والمواطنين؛ ففي ظل المنافسة الجادة فإن الغلبة تكون للفكرة المفيدة، وللمشروع العملي».


نرشح لك: «رجالة شفيق» vs «ديناصورات الأحزاب».. مَنْ ينتصر في معركة السيطرة على الحياة السياسية؟


وقال أحمد مقلد، الأمين العام المساعد لـ«الشؤون القانونية والبرلمانية» بحزب المؤتمر، إن ممارسة العمل السياسي في مصر تحتاج إلى الترشيد والرشد في استخدام المصطلحات السياسية، فالأصل أن دوائر التأييد ودوائر المعارضة تعمل تحت مظلة الدولة الوطنية ومساحة الاختلاف بينهما حول البرامج والأهداف وآليات تنفيذها وهو اختلاف صحي يثري العملية السياسية.


وأضاف «مقلد» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه خلال الفترة الماضية حدث خلط في المصطلحات أدى إلى ارتباك البعض في التقييم ما بين ما هو سياسي وما يعتبر جرائم يعاقب عليها القانون، لافتًا إلى أن الممارسات العدائية ضد الدولة ومؤسساتها هي جرائم وفقا للمدونة العقابية المصرية والتصدي لتلك الممارسات يكون وفقا للقانون والدستور.


وعن «ائتلاف المعارضة الوطنية» لموسى مصطفى موسى، ودوره في محاربة الإرهاب، قال «مقلد» إن التحالفات السياسية لا تبنى لهذا الغرض؛ فدور السياسة في مواجهة تلك الأفكار الدخيلة يتمحور حول التوعية السياسية والممارسة الرشيدة.


على الجانب الآخر، قال مصدر من حزب «مستقبل وطن» - رفض الكشف عن اسمه - إنه يؤيد فكرة «ائتلاف المعارضة الوطنية» بصفة عامة، لافتًا إلى أن  المعارضة المفروض أن تكون تعبيرًا عن الاختلاف في الرأي، وليست معارضة على طول الخط.


وتابع: «من المقبول أن تكون المعارضة ضد بعض أو معظم قرارات وإدارة نظام ما، لكن من غير المنطقي أنك تكون معارضًا لكل شيء».


نرشح لك: أشرف رشاد.. مهندس «تفكيك» الأحزاب الكبرى (بروفايل)