رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كلمات حرة .. تذاكر المترو!

أسامة الغزالى حرب
أسامة الغزالى حرب


لا شك عندى على الإطلاق فى مبررات رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق فى القاهرة، وأن الأسعار القديمة كانت عائداتها تقصر تماما عن الوفاء بمتطلبات صيانة وتجديد هذا المرفق الحيوى والمهم من مرافق النقل فى العاصمة. ولاشك عندى على الإطلاق أيضا فى كفاءة وإخلاص وتفانى الدكتور هشام عرفات، الذى يستند إلى تاريخ علمى ومهنى مشرف فى مجال النقل فى مصر ولكننى فى نفس الوقت أتفهم تماما أيضا أسباب السخط والغضب التى عبر عنها المواطنون الذين ذهبوا إلى محطات المترو كالعادة ففوجئوا بزيادتها الكبيرة فعبروا عن سخطهم وغضبهم من تلك الزيادات. 


أين يكمن الخطأ إذن...؟ المشكلة ليست إطلاقا فى رفع أسعار التذاكر، ولكن فى الطريقة التى تم بها هذا الرفع، ولا أقصد هنا ما قاله الوزير من أن رفع أسعار التذاكر لم يكن فجائيا وأنه كان هناك علم مسبق بذلك القرار، من خلال تصريحات أو إعلانات.. إلخ. إننى هنا أسأل الوزير مباشرة: لماذا لم تذهب باقتراحك إلى مجلس النواب وتناقشه وتدافع عنه على الملأ، وتوضح الأسباب التى حتمت تلك الزيادات؟ ألا ينطبق على هذا الرفع لأسعار التذاكر ما جاء فى المادة 38 من الدستور التى تنص على أنه لا يكون إنشاء الضرائب العامة أو تعديلها أو إلغاؤها إلا بقانون، ولا يجوز الإعفاء منها إلا فى الأحوال المبينة فى القانون، ولا يجوز تكليف أحد أداء غير ذلك من الضرائب أو الرسوم إلا فى حدود القانون...». 


ولا تقل سيادة الوزير أنك أعلنت هذه الزيادات فى الصحف فأكثر من 90% منهم لا يقرأون الصحف، أو أنك أعلنتها فى التليفزيون فليس شرطا أبدا أن يكونوا قد شاهدوك! وهل نحن أيضا إزاء مشكلة الوزير المهنى فى مقابل الوزير السياسى؟ ربما...فقليل من السياسة قد يكون ضروريا بل حتميا فى مثل تلك الحالات. 


وفقك الله يا دكتور هشام لما فيه مصلحة مترو الأنفاق، وركاب مترو الأنفاق!.


نقلًا عن "الأهرام"