رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«خفايا» استبعاد مبادرة حجى من «الحركة المدنية» بقيادة صباحى.. (تقرير)

صباحي وحجي وقناوي
صباحي وحجي وقناوي وعويان - تعبيرية


كانت ممارسات النظام الحالى، والتضييق على المجال العام، وتساقط المرشحين المحتملين للرئاسة، واحدًا وراء الآخر، سببًا مباشرًا في ظهور كيانات سياسية معارضة، تحاول مواجهة إجراءات تراها تلك الكيانات خطرًا على العملية الديمقراطية.


ففي شهر ديسمبر من العام الماضي، تم تدشين الحركة المدنية الديمقراطية، ووقعت على الإعلان الخاص بها، أحزاب البناء والتنمية والدستور والعدل وتيار الكرامة والمصري الاجتماعي والتحالف الاشتراكي، وحزب العيش والحرية، بالإضافة إلى 149 شخصية عامة.


وبحسب يحيي حسين، المتحدث باسم الحركة المدنية، فإن أهداف هذا الكيان السياسي الجديد، ينصب على «الإفراج عن كل مسجوني الرأي والتظاهر السلمي وتعديل قانون التظاهر والحبس الاحتياطي، وتحقيق العدالة الناجزة والمواجهة الشاملة للإرهاب، العمل على استعادة ما تم التفريط فيه من أراض مصرية».


لكن هذه الحركة الجديدة التي تقود المعارضة حاليًا، لم تضم «مبادرة الفريق الرئاسي 2018»، التي كان لها دور كبير في نشر فكرة ضرورة البحث عن «بدائل» للرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، وكان لها صدى كبير، خاصة مع وجود الدكتور عصام حجي، عالم الفضاء والصواريخ بوكالة «ناسا» الأمريكية ضمن الهيكل السياسي لهذه المبادرة.


الحديث السابق يطرح سؤالًا مهمًا حول سر التخوف من ضم مبادرة «الفريق الرئاسي 2018» للحركة المدنية الديمقراطية، وهل يخشى حمدين صباحي من الشهرة الدولية لـ«عصام حجي»؟




في هذا السياق، قال أيمن عويان، عضو المكتب السياسي لـ«مبادرة الفريق الرئاسي 2018»، إن تدشين الحركة المدنية الديمقراطية، يؤدي إلى خلق مناخ سياسي صحي، وفتح المجال العام أمام الحياة السياسية في مصر.


وأضاف «عويان» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه رغم أهمية الحركة المدنية الديمقراطية، إلا أنها غير قادرة على معارضة النظام الحالي؛ لأنه ينقصها الكثير، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: عدم وجود شباب بين صفوفها، ومازالت تعتمد هذه الحركة على تصدر شيوخ العمل السياسي للمشهد، وعدم استيعاب واحتواء جميع التيارات السياسية المدنية داخل الحركة.


ولفت عضو المكتب السياسي لـ«مبادرة الفريق الرئاسي»، إلى أن هناك عيبًا خطيرًا في الحركة، ومنها إعادة تدوير نفس الأشخاص بنفس الطريقة والسيناريو؛ بل تم استبعاد كثير من داخل الصف المدني الديمقراطي سواء أشخاص أو حركات سياسية مدنية أو أحزاب، كما أنه لا توجد آليات تنفيذ ولا استراتيجية واضحة لهذه الحركة.


وبشأن عدم انضمام «مبادرة الفريق الرئاسي 2018» للحركة المدنية الديمقراطية، قال «عويان»: «لم تنضم المبادرة للحركة المدنية الديمقراطية؛ لأنها لم تتلق الدعوة لذلك، لا من الـ ٧ أحزاب، ولا من الشخصيات العامة الموجودة داخل الحركة.


وتابع: «مبادرة الفريق الرئاسي تبحث الاقتراحات التي قدمت إليها، وتناقش فيها هل سوف تتحول إلى حزب سياسي أو حركة علمية أو إلى ماذا؟.. ولا يوجد قرار نهائي حتى الآن، وأعتقد أننا لن نتخذ قرارًا الآن، أو حتى في القريب العاجل في ظل هذه الظروف الصعبة والعصبية التي تمر بها المعارضة والحياة السياسية بشكل عام».


وأضاف «عويان»، أنه سبق له البدء في تدشين حزب سياسي أطلق عليه اسم «غد مصر الديمقراطي الحر»، من خلال مشاركة نخبة شبابية فقط، واستبعاد الأسماء السياسية البارزة، مشيرًا إلى أن هذا الحزب كان يعمل على تقديم حلول حقيقية للمشاكل التي تعاني منها مصر، لاسيما أن هذا الحزب كان يضم أكاديميين من الشباب في أغلب التخصصات.




وتابع: «أخذنا خطوات لخروج هذا الحزب السياسي إلى النور.. ولكن أعتقد أن بعد ما نراه حاليًا، ونعيشه الآن من إغلاق المجال العام، فإننا أوقفنا العمل في هذا المشروع».


وبشأن احتمال أن يكون السياسي الناصري، حمدين صباحي، يخشى من شهرة الدكتور عصام حجي، و«خطف الأضواء» منه لو انضمت مبادرة الفريق الرئاسي إلى الحركة المدنية الديمقراطية، قال «عويان»: «لا طبعا.. حمدين صباحي شخصية سياسية محترمة وعصام حجي شخصية علمية سياسية، وبينهما كل احترام وتقدير».


وتابع: «حمدين صباحي وعصام حجي لا يعملان في المجال السينمائي حتى يخشى الأول أن يخطف منه الثاني الأضواء»، مشيرًا إلى أن الاثنين يعملان لخدمة مصر، وكل منهم يكمل الآخر، وهما من أنقى الشخصيات العامة السياسية الموجودة حاليًا.


وأكد «عويان» أن حمدين صباحي، وافق من قبل على التنسيق مع مبادرة الفريق الرئاسي في الانتخابات الرئاسية، بينما رفض المحامي الحقوقي خالد على، رفض هذا الأمر.


في نفس السياق، قال المحامي أحمد قناوي، مدير مبادرة الفريق الرئاسي، إن الحركة المدنية الديمقراطية، لم توجه دعوة رسمية لـ«مبادرة الفريق الرئاسي»؛ للانضمام لها رسميًا.


وأضاف «قناوي» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن النظام يُغلق المجال العام، ويسد نوافذ حرية الرأي والتعبير، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيدفع القوى المدنية لتشكيل جبهات معارضة.




وتابع: «نظام مبارك كان مستبدًا، واستمر 30 عامًا، ولكنه كان يسمح بحريات في الصحافة، وفي تحركات الأحزاب»، مشيرًا إلى أن التضييق على المجال العام خطر على النظام نفسه.

بدوره، أكد مدحت الزاهد، القيادي بـ«الحركة المدنية الديمقراطية»، أن مبادرة الفريق الرئاسي التي تضم الدكتور عصام حجي، هي «مبادرة انتخابية» ظهرت في الأصل من أجل إيجاد بديل للرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، بينما الحركة المدنية، هدفها أبعد من ذلك بكثير، فقد تم تدشينها للحفاظ على الحريات، والإبقاء على المجال العام مفتوحًا، لافتًا إلى أن هذا الاختلاف هو السبب في عدم انضمام مبادرة حجي لـ«الحركة المدنية».

وأضاف «الزاهد» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الوقت الذي تم تدشين الحركة المدنية الديمقراطية فيه، كان هو السبب في إحساس البعض أنها حركة انتخابية، فضلًا عن ضمها عددًا من الوجوه التي كانت تنوي فعليًا الترشح للرئاسة مثل السفير معصوم مرزوق، ومحمد أنور السادات، رئيس حزب «الإصلاح والتنمية».