رئيس التحرير
خالد مهران

حقيقية تحريم النظر إلى «زجاجات» الخمر

علي جمعة
علي جمعة


قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتي مصر السابق، إن النظر إلى زجاجات الخمر حرام.


وأضاف في برنامجه اليومي "والله أعلم"، أن "المالكية عندهم قاعدة فقهية تقول النظر إلى الحرام حرام، والخمر حرام فالنظر إليها حرام، وهذا يؤثر في نفسية الإنسان ويجعله أكثر بعدًا عن الخمر وتناولها.


من جانبه، أيد الدكتور عبد الغنى سعد، أستاذ الفقة بجامعة الأزهر فتوى المفتى، حيث قال،إنه ورد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهماعن الرسول _صلي الله عليه وسلم _:« لعن الخمر على عشرة أوجه.. بعينها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها وشاربها وساقيها».


وأضاف، أن هناك حملة يقودها أعداء الإسلام؛ لتشكيك المسلمين في دينهم عن طريق تشويه الإسلام، تارة وقدف الشبهات تارة، وجعل الأمور القطعية خاضعة للأخذ والرد والنقاش، فمؤخرا صدرت آراء شاذة تشير إلى أن الخمر لم يحرم صريحا في القرآن.


ونحن لا نعجب أن يكون هذا التشكيك والتشويه هو عمل أعداء الإسلام من اليهود والوثنيين؛ لأن الله تعالى يقول: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) لكن الذي نعجب له هو أن ينساق وراء هذه الدعاوى الهدامة قوم من بني جلدتنا يتكلمون بألسنتنا.


وأكد أن حرمة الخمر معلومة من دين الإسلام بالضرورة، من أنكرها كفر، وخرج من ملة الإسلام، وعلى الحاكم المسلم أن يستتيبه ثلاثة أيام، فإن تاب وإلا قتل. 


وأدلة تحريم الخمر في الكتاب والسنة والإجماع، فيقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)، وقد بينت هاتان الآيتان حرمة الخمر أعظم بيان، وذلك من وجوه:الأول: أن الله قرن الخمر بالأنصاب والأزلام والتي قال الله تعالى عنها في آية أخرى:(ذلكم فسق) [المائدة:4].


 وفهم هذا المعنى الصحابة رضي الله عنهم، قال ابن عباس: لما حرمت الخمر مشى رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم إلى بعض، وقالوا: حرمت الخمر، وجعلت عدلًا للشرك: (أي معادلة ومساوية للشرك). رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح،  كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن".


الثاني: حكم الله على الخمر وما ذكر معها بأنه رجس، ولفظ الرجس لم يطلق في القرآن إلا على الأوثان ولحم الخنزير، وهو يدل على التنفير، والزجر الشديد، الرابع: تعقيب الله تعالى على ذلك بقوله: (فاجتنبوه لعلكم تفلحون). 


وأشار الدكتور عبد الغنى سعد، إلى أن القرآن نص على تحريم الخمر بلفظ التحريم، قال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق)، فالإثم حرام، والله تعالى يقول عن الخمر: (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير)، فإذا كان الإثم حرامًا، وكان في الخمر إثم كبير، كانت النتيجة أن الخمر حرام.


وعن أدلة التحريم من السنة، أوضح الدكتور عبد الغنى، أن الأدلة كثيرة فمنها: ما رواه مسلم عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام".


وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل فقال: (يا محمد، إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومسقاها)".


وضرر الخمر على الفرد في دينه، وجسمه، وعقله، ونفسه، وماله مما لا ريب فيه، وكذلك ضررها على المجتمع والأسرة، وذلك كاف في تحريمها.