رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«مرصد الأزهر»: يجوز لليهود والنصارى إقامة شعائرهم في المساجد

مشيخة الأزهر
مشيخة الأزهر

قالت اللجنة الشرعية بمرصد الأزهر، إن الإسلام أتاح لأهل الأديان السماوية السابقة أن يمارسوا شعائر دينهم، فلا تهدم لهم كنيسة، ولا يكسر لهم صليب، فمن القواعد المقررة في الشريعة الإسلامية بالنسبة لأهل الكتاب أن نتركهم وما يدينون؛ فلا نتعرض لهم في عقائدهم؛ فحرية العقيدة حق مضمون لأهل الكتاب. 

وجاء في كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجران: (وَلِنَجْرَانَ وَحَاشِيَتِهَا جِوَارُ اللهِ وَذِمَّةُ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَمِلَّتِهِمْ وَأَرْضِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَعَشِيرَتِهِمْ وَبِيَعِهِمْ وَأَنْ لَا يُغَيِّرُوا مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ وَلَا يُغَيِّرُوا حَقًّا مِنْ حُقُوقِهِمْ وَلَا مِلَّتِهِمْ، وَلَا يُغَيِّرُوا أُسْقَفًّا عَنْ أُسْقُفِّيَتِهِ وَلَا رَاهِبًا مِنْ رَهْبَانِيَّتِهِ).

وفي هذا يقول ابن القيم- رحمه الله –في زاد المعاد: "جَوَازُ دُخُولِ أَهْلِ الْكِتَابِ مَسَاجِدَ الْمُسْلِمِينَ، وَفِيهَا: تَمْكِينُ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَلَاتِهِمْ بِحَضْرَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَفِي مَسَاجِدِهِمْ أَيْضًا إِذَا كَانَ ذَلِكَ عَارِضًا". 

كما أباح الإسلام لأهل الكتاب ما أباحه لهم دينهم من الطعام وغيره، فلا يقتل لهم خنزير، ولا تراق لهم خمر، مادام ذلك جائزًا عندهم، وهو بهذا وسع عليهم أكثر من توسعته على المسلمين حيث حرّم عليهم الخمر والخنزير.

يقول الإمام الكاساني الحنفي – رحمه الله –في البدائع:" فَالْخَمْرُ في حَقِّهِمْ كَالْخَلِّ في حَقِّنَا، وَالْخِنْزِيرُ في حَقِّهِمْ كَالشَّاةِ في حَقِّنَا في حَقِّ الْإِبَاحَةِ شَرْعًا، فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَالًا مُتَقَوِّمًا في حَقِّهِمْ" في.

وأباح الإسلام زيارتهم وعيادة مرضاهم، وتقديم الهدايا لهم، ومبادلتهم البيع والشراء ونحو ذلك من المعاملات، فمن الثابت أن الرسول- صلى الله عليه وسلم - مات ودرعه مرهونة عند يهودي في دين له عليه، وقد فعل – صلى الله عليه وسلم- ذلك لبيان الجواز لأمته من بعده، وكان بعض الصحابة إذا ذبح شاة يقول لخادمه: ابدأ بجارنا اليهودي.