رئيس التحرير
خالد مهران

"وردة" تجربة مرعبة لفيلم خالٍ من الرعب

أفيش الفيلم
أفيش الفيلم

على مدار أيام طويلة كان فيلم الرعب المصري "وردة" حديث كثيرين على أنه أول فيلم رعب حقيقى يشبه أفلام هوليود وغيرها وأنه فيلم يعيد محبي أفلام الرعب إلى السينما المصرية.
بعد أن غاب هذا النوع عن السينما بسبب فشل المصريين فى صنع فيلم مصري جيد نتيجة لعدم استخدام التقنيات السينمائية الحديثة التي تستخدم في الأعمال الأجنبية وقيل عن الفيلم أنه الأول للحديث عن عالم الجن وما وراء الطبيعة كما أن الإعلان الترويجي له كان سبباً فى فضول كثيرين للتساؤل والبحث عن هذا الفيلم وما فيه.
حيث استعرضت فيه حالات لفتيات وسيدات دخلن في نوبات صراخ وبكاء شديد أثناء محاولة خروج الجن منهم من قبل المشايخ وأعقب الإعلان عبارة "مستوحى من أحداث حقيقية"، كل هذه العوامل وحالة الغموض التى خلقها صناع الفيلم للجمهور كانت دافع وسبب قوى للتنبأ بأن الفيلم سيكون من أقوى أفلام السينما المصرية الفترة الأخيرة ودعوة للتفاؤل فى قدرة المنتجين والمخرجين المصريين فى صناعة أفلام رعب مصرية ولكن كل ذلك كان مجرد أحلام مثلما يقال.
فعند مشاهدة الجمهور للعمل ظلت ضحكات السخرية تسيطر على قاعة العرض والشعور بالملل والخيبة يسيطر على كثيرين نظراً لما يتضمنه الفيلم من أحداث عادية للغاية.
فعند عودة الأخ الأكبر وليد من هولندا إلى قريته الصغيرة بمصاحبة كاميرته التى لا تفارق يديه ليصنع من هذه الأحداث التي سيراها أثناء رحلته فيلماً تسجيلياً لإضافته على مدونته الشخصية مما جعل صناع الفيلم يستخدموا هذه الكاميرا أيضاً لتصوير جميع مشاهد الفيلم حتى أصاب المشاهدين بالضيق نتيجة للتصوير الردئ بهذه الكاميرا إلا ان صناع العمل وجدوه شيئاً جديداً ومميزاً وقد يضيف شيئاً من الرعب فى الفيلم .
واصطحب وليد أيضاً صديقته التونسية التي كانت تساهم معه فى علاج أسرته من وهم الشياطين والأرواح الذي يسيطر عليهم لأن وليد كان على اقتناع بأن عمه هو الذى ينشأ كل هذا القلق للأسرة لإجبارهم على بيع أرضهم له التي ورثوها عن أبيهم وتظل جميع أحداث الفيلم فى وردة التي لا تتحدث إلا قليلاً وغير ذلك نائمة على السرير حتى احضر وليد كاميرات أيضاً وقام بتعليقها فى كل أركان البيت حتى يثبت لأخيه ووالدته أن ما يقال عن وجود جن فى البيت خرافة.
وظلت الكاميرا ترصد تصرفات غريبة لوردة بعد استيقاظها من النوم والتجول فى البيت دون سبب والذهاب إلى سريرها من جديد واستمرت هذه العادة عدة مرات وبعدها يفاجئ المشاهدون بأن الأم تتحدث عما حدث لوردة خلال حضور الجن وضربه للأم دون ظهور هذا المشهد وكأن المخرج أقسم بأنه لا يرعب المشاهد ولو للقطة واحدة يوحي بها بأن الفيلم هو فيلم رعب وبعدها يتم إحضار الشيخ أكرم لعلاج وردة ويقرأ عليها بعض الآيات ولكنها لا تستجيب لذلك يعد أهلها بأنه سيحضر مرة أخرى بصحبة شيخ كبير وهو الشيخ أرويني الاسكندراني لمعالجة وردة.
ولكن لم نعرف ما علاقة الشيخ أكرم تحديداً بإخراج الشياطين وكيف يؤثر القرآن على وردة ومن هو الشيخ الرويني وما الذي تشتكي منه وردة فى الأساس، ويستمر صوت الخبط فى المنزل ويستمر وليد فى البحث عنه ولكن دون جدوى ومع نهاية كل مشهد نسمع صوت غلق عدسة الكاميرا ويفتح المشهد الثانى بصوت بدء التسجيل مما أصاب هذا الصوت الجمهور بالملل.
ولكن استمر الجمهور فى المشاهدة أملاً وانتظاراً للقطة الرعب التي كان يأمل أن تأتي وهو لحظة إخراج الجن من وردة ولكن المخرج حرم المشاهدين من هذه اللقطة أيضاً واكتفى بعرضها فى لاب توب وليد عند مشاهدته لهذه اللحظات على الإنترنت عند عرض بعض الحالات التي كانت تعانى من لبس الجن لها وهى نفسها التي عرضت فى برومو الفيلم، وبعد ذلك أصيب الأخ الأصغر لوردة بنزيف نتيجة لسحبه على السلم من مجهول ليذهب به وليد إلى المستشفى وتظل وردة والأم فى المنزل وتحضن الأم وردة لتعبر لها عن حنانها وأنها بجانبها وتريد أن تحكى لها وردة ما تتعرض له ولماذا يحدث لها ذلك لتأخذها فى أحضانها وبعدها تغدر وردة بأمها وتكسر رقابتها لتقتلها وتقول لها إنها ليست بوردة ولكنها الأخت الصغرى لوردة وهى فاتن التى ماتت فى سن السادسة دون معرفة قصة فاتن وسبب وفاتها من قبل لتنتهى أحداث الفيلم بعبارة "بعد موت الأم الأخ الأصغر يوسف تحفظت النيابة على الكاميرات التى كان يعلقها وليد فى المنزل لمراقبة تصرفات وردة وتم نقل وردة إلى مستشفى الأمراض العقلية" ..
لينتهي بعدها صبر المشاهدين وأعربوا عن غضبهم الشديد من أحداث الفيلم الذي لا يوحي بأي قصة أو رعب أو إثارة ولكن مجرد تطويل وملل للأحداث دون جدوى.