عراقجي: الإيرانيون يمتلكون دكتوراه في تجاوز العقوبات الأمريكية
قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن الإيرانيين راكموا خبرة واسعة في التعامل مع العقوبات الأمريكية، مؤكدًا أن إيران باتت تمتلك ما وصفه بـ«دكتوراه» في تجاوز العقوبات الأمريكية والتكيّف مع الضغوط الاقتصادية المفروضة عليها منذ سنوات.
وجاءت تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني، خلال محاضرة ألقاها أمام طلبة إحدى الجامعات الروسية، حيث تناول بالتفصيل تأثير العقوبات الأمريكية على الاقتصاد الإيراني، مشيرًا إلى أن هذه السياسات لم تنجح في عزل إيران أو شلّ قدراتها، بل أسهمت في دفعها نحو ابتكار آليات جديدة لـ تجاوز العقوبات الأمريكية والاستمرار في إدارة شؤونها الاقتصادية والسياسية.
وأوضح نائب وزير الخارجية الإيراني أن بلاده طورت، على مدى سنوات طويلة من المواجهة مع العقوبات الأمريكية، أدوات بديلة في مجالات التجارة والطاقة والتمويل، إلى جانب توسيع شراكاتها الدولية، لا سيما مع روسيا وعدد من الدول الآسيوية، ما ساعدها على الحد من الآثار السلبية لتلك العقوبات.
وأضاف نائب وزير الخارجية الإيراني، أن التجربة الإيرانية أثبتت أن سياسة العقوبات الأمريكية لم تعد بالفاعلية نفسها، لافتًا إلى أن الدول المستهدفة قادرة على التكيّف وبناء نماذج اقتصادية أكثر مرونة، رغم القيود والضغوط الغربية، وهو ما جعل إيران نموذجًا بارزًا في تجاوز العقوبات الأمريكية.
وتخضع إيران منذ عقود لسلسلة من العقوبات الأمريكية والدولية، التي تصاعدت حدتها بشكل كبير بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، حيث شملت هذه العقوبات قطاعات حيوية مثل النفط والمصارف والنقل، ما انعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني ومستوى معيشة المواطنين.
ورغم ذلك، عملت طهران على تقليل اعتمادها على النظام المالي الغربي، وتوسيع استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري، وتعزيز التعاون مع دول لا تلتزم بالكامل بنظام العقوبات الأمريكية، إلى جانب التركيز على تنمية الإنتاج المحلي وتطوير صناعات بديلة ضمن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تجاوز العقوبات الأمريكية.
وتأتي تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني، في ظل توجه إيراني متزايد نحو تعزيز العلاقات مع روسيا والصين ودول «الجنوب العالمي»، في وقت لا تزال فيه المفاوضات بشأن الملف النووي وملف العقوبات الأمريكية تراوح مكانها، وسط توتر مستمر في العلاقات بين طهران وواشنطن.
