رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة يجيب عن حكم تكرار العمرة دون أداء الحج

الحج
الحج

أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن تساؤل يتردد في أذهان كثيرين حول سبب تنوع أركان الصلاة من قراءة وركوع وسجود وتسبيح ودعاء، ولماذا لم تقتصر على نوع واحد من العبادة. وأوضح أن هذا التنوع يعكس عمقًا روحيًا عبّر عنه ابن عطاء الله السكندري بقوله: «تنوعت أجناس الأعمال؛ لتنوع واردات الأحوال»، مشيرًا إلى أن الإنسان يجد قلبه في نوع معين من العبادة، يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يخشع في القراءة، وآخرون في الركوع أو السجود.

وأكد جمعة أن هذا التنوع في العبادات يهدف إلى استيعاب اختلاف الأحوال النفسية والروحية بين الناس، مما يجعل الإسلام دينًا مفتوحًا يخاطب جميع الأمم والبشر عبر الزمان والمكان، ويمنح كل فرد فرصة للتقرب إلى الله بما يناسب حالته القلبية والروحية.

حكم تكرار العمرة دون أداء الحج

 

وفي سياق متصل، تناول جمعة مسألة تكرار العمرة دون أداء فريضة الحج، مشيرًا إلى أن بعض الناس يجدون قلوبهم معلقة ببيت الله الحرام، ويرون في تكرار العمرة وسيلة لاستحضار الواردات الروحية، بينما يجد آخرون خشوعهم في الصلاة أو الصدقة أو الزكاة. وأوضح أن الدعوة إلى الاكتفاء بالحج مرة واحدة وتوجيه الأموال إلى الفقراء تُعد نصيحة لا إلزامًا، فلكل إنسان حالته الخاصة، والصدقة نفعها متعدٍ، لكن العمرة أيضًا قد تكون موطنًا للسكينة والطمأنينة.

وفيما يتعلق بحكم تكرار العمرة في سفر واحد، أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعي من ذلك، بشرط أداء مناسك العمرة كاملة في كل مرة من إحرام وطواف وسعي وحلق أو تقصير، مشيرة إلى أن العمرة سنة محببة وقربة إلى الله، واستشهدت بقول الله تعالى:«فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيم».

كما أوضحت الإفتاء في فتوى سابقة أن تكرار العمرة للمتمتع جائز ومستحب مطلقًا، وهو مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف، فيما ذهب المالكية إلى كراهة تكرار العمرة في العام أكثر من مرة، باستثناء أيام الحج الخمسة التي لا يُستحب فيها الاعتمار.