هل يستطيع الذكاء الاصطناعي إحياء الموتى؟
ظهر مؤخرًا تطبيق 2wai يمكن من خلاله التحدث مع أحباءك المتوفين من خلال الذكاء الاصطناعي، حيث ظهر في فيديو ترويجي للتطبيق ثم ينتقل الفيديو إلى مرحلة مُتقدمة، حيث تظهر "الجدة المتوفية" وهي تقرأ قصة ما قبل النوم للمولود الجديد، وتتحدث إليهن أثناء عودتهن من المدرسة، وتناقشن ولادة طفلهن.
وأخيرًا، يُظهر الفيديو المرأة وهي تُسجل صوت والدتها قصيرًا لإنشاء الصورة الرمزية الرقمية، كما ينص شعار: "مع تطبيق 2wai، ثلاث دقائق يمكن أن تدوم للأبد".
أثار هذا المفهوم غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ووصفوه بأنه "من أكثر الأفكار شرًا على الإطلاق".
ووجد الكثيرون عواقب هذه التقنية مروعة للغاية، حيث وصف أحد المعلقين التطبيق بأنه "شيطاني، وغير أمين، ومُهين للإنسانية".
كيف يعمل التطبيق؟
تطبيق 2wai - الذي يُنطق "تو واي" - متاح الآن لأجهزة iOS على متجر التطبيقات، ويتيح للمستخدمين إنشاء صور رمزية افتراضية، تُطلق عليها الشركة اسم "هولو أفاتار".
هذه في الأساس واجهات متحركة لروبوتات الدردشة، مصممة لتبدو كأشخاص حقيقيين أو خياليين.
وأنشأت الشركة العديد من صور هولو أفاتار الافتراضية، بما في ذلك صورة مدرب شخصي يُدعى داريوس، وعالمة فلك تُدعى سيليست، وطاهٍ يُدعى لوكا.
كما استعار تطبيق 2wai صورًا لشخصيات تاريخية مثل شكسبير، والملك هنري الثامن، إلا أن الجانب الأكثر إثارة للصدمة في هذه التقنية هو القدرة على إنشاء صور هولو أفاتار من أشخاص حقيقيين من خلال تسجيل فيديو مدته ثلاث دقائق لهم.
لم تُشارك الشركة أي معلومات حول كيفية تمكين هذه الكمية الضئيلة من البيانات للذكاء الاصطناعي من إعادة تكوين شخصية شخص ما، ولم تستجب 2wai لطلب الحصول على مزيد من المعلومات.
خطر أخلاقي
مع ذلك، فإن الوعد بأن التطبيق سيسمح للمستخدمين بإحياء الموتى إلى أجل غير مسمى من خلال روبوتات الدردشة قد دق ناقوس الخطر الأخلاقي.
وكتب أحد المعلقين على X: "لا شيء يُعبّر عن التعاطف مثل تحويل حزن شخص ما إلى فرصة عمل".
وأعرب آخرون عن قلقهم بشأن مخاطر تسليم هوية أحبائك لشركة تعمل بمجال الذكاء الاصطناعي والعواقب النفسية التي قد تترتب على ذلك.
وعلى وجه الخصوص، أبدى المعلقون قلقهم من احتمال استخدام أفراد عائلاتهم لأغراض إعلانية أو لأغراض أخرى خارجة عن إرادتهم.
على الرغم من رد الفعل العنيف الهائل، فإن مؤسس التطبيق ليس أول من حاول استخدام التكنولوجيا لإعادة الموتى إلى الحياة.
تجربة سابقة
في عام 2020، أهدى كاني ويست، زوجته كيم كارداشيان نسخة ثلاثية الأبعاد من والدها الراحل، روب كارداشيان.
ومنذ ذلك الحين، استُخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء أصوات المشاهير الراحلين مثل إديث بياف وجيمس دين وبيرت رينولدز.
وشهدنا أيضًا ارتفاعًا مذهلًا في ما يُسمى بـ "الروبوتات الميتة" التي تُحاكي أحباءنا المتوفين من خلال إعادة بناء أنماط كلامهم وشخصياتهم عن طريق تزويد الذكاء الاصطناعي بمعلومات عن حالتهم.