رئيس التحرير
خالد مهران

الدكتور محمد حمزة يتسأل: ماذا بعد إفتتاح المتحف المصري الكبير؟

الدكتور محمد حمزة
الدكتور محمد حمزة

تم بحمد الله وبتوفيقه الافتتاح المبهر للمتحف المصري الكبير يوم السبت1نوفمبر2025م وتناقلته جميع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية،وكذلك لا ننسي المئات بل الآلاف من التقارير والتعليقات والتحليلات والمقابلات. والمداخلات والحوارات سواء ماكان منها مفيدا وثمينا أو ماكان منها غثا وفقيرا وسطحيا وإستعراضيا ولا يمت للواقع العلمي بصلة؟

تساؤلات هامة

 

غير أن مايعنينا في هذا المقام ليس وفقا لما يقال من أن كل يغني علي ليلاه،ولكن وفقا لما هو معروف وعلمي من أن لكل حدث من نتيجة بل نتائج تعقبه،تماما مثل الزلازل التي يتلوها توابع،ومن هذا المنطلق العلمي والمنطقي. والواقعي كان لا بد من طرح السؤال التالي:وهو وماذا بعد إفتتاح المتحف المصري الكبير؟.

وهذا السؤال يوجّه لكل الشعب المصري فرادي ومجموعات ومؤسسات وإدارة وذلك علي النحو التالي:

ماهو دور الفرد وواجبه الوطني عقب هذا الحدث العلمي والثقافي والسياحي والتنموي الكبير؟

ماهو دور الحكومة بكافة مؤسساتها في التسويق والترويج الجيد لهذا الحدث؟

ماهو دور وزارة السياحة والآثار ؟

ماهو دور الجامعات المصرية ؟

ما هو دور كليات الاثار وأقسام التاريخ والآثار بكليات الآداب وكليات السياحة والفنادق؟

ماهو دور المجلس الاعلي للأعلام؟

ماهو دور وسائل الاعلام المسموعة والمقرؤوة والمرئية؟

ماهودور الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية؟

ماهو دور لجنة السياحة والآثار بمجلسي الشيوخ والنواب؟

ماهو دور الجمعيات والاتحادات واللجان والمجالس الأعلي والمراكز القومية؟.

ويجب أن تنطلق إجاباتكم من منطق الأمانة والضمير الحي والهوية الوطنيةالمخلصة والحقة لا من منطق المداراة والتبعية العمياء والموالاة والانتماء لفصيل ما علي حساب المصلحة الوطنية الحقة،وهنا لأبد من الإجابة علي عدد من التساؤلات الأخري ومنها:

- هل تستمر الوجوه المكررة في الإعلام هي المتسيدة للمشهد العلمي والثقافي بكل ما تبثه من سموم ومغالطات وادعاءات وشبهات وتشكيك ودعاية لأنفسهم من اجل ركوب التريند ؟

هل تستمر البرامج الثقافية والحوارية علي هذا المستوي من الضحالة والسطحية سواء من قبل من يقدمونها أو من قبل من تتم إستضافتهم؟

لماذا الإصرار علي إستضافة غير المتخصصين في علوم الاثار والتاريخ من الأطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين ومن غير المؤهلين علميا وأكاديميا في البرامج بل وقيام بعضهم بعمل برامج خاصة بهم وكأن مصر قد أقفرت وأجدبت من رجالاتها المتخصصين؟

ولماذا لا تتدخل الدولة بمجالسها التنفيذية والتشريعية لمنع العبث بالتاريخ والدين والفكروالهوية وإستصدار تشريع ملزم بذلك؟

ولماذا لا تتدخل المؤسسات الدينية كالازهر والكنيسة بمنع رجالاتها ممن لا صلة علمية لهم بعلوم التاريخ والآثار من الحديث عن هذين العلمين الكبيرين في وسائل الإعلام ؟

دور مؤسسات الفتوى

 

وعلي رجال الإفتاء السابقين والحاليين عدم الظهور الإعلام للحديث عن التاريخ والآثار وترديد اسرائيليات وأقوال مأثورة لاتمت للعلم السليم ومناهجه ونتائجه بصله وكما قال عالم الاثار اليهودي الاسرائيلي اسرائيل فنكلشتاين( يجب تحرير علم الاثار من سطوة النص التوراتي) أقول يجب تحرير يجب تحرير الخطاب الديني والتراث من سطوة الاسرائيليات والمرويات الضعيفة المأثورة التي لاسند علمي ولاتؤيدها نتائج العلم الحديث في التاريخ والآثار.

وهناك سؤال خطير يبحث عن اجابة صريحة وواضحة وهو من هو الأحق والأجدر بتولي قيادة وزارة الاثار بقطاعاتها ومجلس ادارتها ولجانها ومتاحفها،وكذلك وزارة الثقافة.

وبعد فإنه إذا كانت الاثار صناعة واقتصاد واستثمار كما أقول دائما وأبدا فإن ذلك لايعني أن نغض الطرف عن الجانب العلمي والأكاديمي في دراسة الاثار والتاريخ المصري والحضارة والهوية المصرية الممتدة والمتصلة في نسق واحد وكل متصل حتي الان وهذا هو مايجب تعظيمه والبناء عليه عقب إفتتاح المتحف المصري الكبير وهذا البناء يكون علي مستوي الجامعات المصرية ممثلة في الكليات والتخصصات ذا ت الصلة بالتاريخ والآثار والثقافة والتراث وكذلك علي مستوي تعيين القيادات المتخصصة ذات الخبرة والكفاءة والرؤية أو علي مستوي وسائل الإعلام المختلفة أو علي مستوي التشريع

وهذا المستوي الأخير له جناحان الأول إلغاء قوانين الاثار والتراث الأربعة الحالية المعمول بها وإستصدار قانون جديد موحد للآثار والتراث وقد سبق أن ناشدت السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بذلك أما الجناح الثاني فيلزم إستصدار تشريع ملزم بمنع العبث بالتاريخ والآثار من قبل غير المتخصصين سواء بالكتابة أو الظهور الإعلامي المتكرر أو عبر منصات التواصل الاجتماعي.

أيها السادة

التخطيط الجيد

والتسويق الجيد

والإدارة الجيدة

والرقابة والمتابعة الجيدة

هي معايير النجاح والاستمرارية

بقلم:

الدكتور محمد حمزة أستاذ الحضارة الإسلامية وعميد آثار القاهرة سابقا