أرقام كارثية تبرزها صحف غربية حول الوضع الإنساني في الفاشر بالسودان
دخلت الحرب الأهلية في الفاشر بالسودان جولة جديدة من العنف الشديد هذا الأسبوع بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الرئيسية في غرب دارفور بعد عام ونصف من الحصار.
ووصف شهود عيان أعمال عنف جنسي ومجازر وإعدامات بحق المدنيين على يد الميليشيات، بينما فرّ عشرات الآلاف من المدينة، حيث كانت الفاشر آخر معقل للقوات المسلحة السودانية في دارفور، والتي تقاتلها قوات الدعم السريع منذ ثلاث سنوات في الحرب الأهلية الوحشية.
وأعربت وكالات الإغاثة عن قلقها إزاء فرار أكثر من 60 ألف شخص من الفاشر، لكن 5 آلاف فقط وصلوا إلى أقرب مدينة، وهي طويلة، على بُعد حوالي 30 ميلًا عبر الصحراء، وهو ما يعني فقدان 55 ألف في الصحراء.
وخلال الأسبوع الماضي، وثّق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة انتهاكات واسعة النطاق وخطيرة لحقوق الإنسان في الفاشر ومحيطها. وتشمل هذه الانتهاكات تقارير موثوقة عن عمليات قتل جماعي في مواقع مختلفة، وإعدامات بإجراءات موجزة خلال عمليات تفتيش من منزل إلى منزل، وأثناء محاولة المدنيين الفرار من المدينة.
سقوط الفاشر
في نهاية الأسبوع الماضي، سيطرت ميليشيا قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بعد أشهر من القتال ضد الجيش السوداني، وهو تطور أدى إلى سلسلة من المجازر وعمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها الجماعة ضد السكان المحليين.
كانت الفاشر، آخر معقل للجيش السوداني في المنطقة، تحت الحصار لمدة 17 شهرًا تقريبًا قبل سقوطها هذا الأسبوع. كانت المدينة تستضيف أكثر من مليون مدني نزحوا بسبب الحرب الأهلية من مناطق أخرى في البلاد.
وبدأت قوات الدعم السريع بالتجمع خارج الفاشر في نوفمبر 2023، بعد أن قادت حملة غزو في أنحاء دارفور في الأشهر التي سبقت ذلك، ووفقًا لمجموعة الأزمات الدولية، فقد نفذت قوات الدعم السريع حملة مجازر وعنفًا جنسيًا ونهبًا، بل ويقال إنها استعباد ضد المجتمعات غير العربية في الأراضي التي سيطرت عليها في غرب دارفور.
وفي 10 أبريل 2024، أعلنت قوات الدعم السريع الحرب على الجيش السوداني ومختلف الجماعات المتحالفة معه في الفاشر، مما تسبب في محاصرة سكان المدينة - الذين يبلغ عددهم مئات الآلاف - واستهدافهم بالقصف.
والفاشر محاطة بالصحراء، ويصعب عبورها سيرًا على الأقدام حتى في غير أوقات الحرب، وقد تفشى الجوع مع استمرار الحصار.
وخلال الأيام القليلة الأولى من حصار المدينة، قالت شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع قتلت ما لا يقل عن 1500 شخص أثناء محاولة المدنيين الفرار من المدينة، واصفةً الوضع بأنه "إبادة جماعية حقيقية". في 30 أكتوبر الماضي، وثّقت المجموعة وصول أكثر من 15 ألف نازح فروا من المجازر الجماعية في الفاشر ووصلوا إلى مدينة طويلة.
ورغم انقطاع الاتصالات في المدينة المحاصرة، ساعدت شهادات الناجين في طويلة منظمات الإغاثة على معرفة المزيد عن عمليات القتل. وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنه شاهد مقاطع فيديو تُظهر "عشرات الرجال العُزّل يُطلق عليهم النار أو يُلقون جثثًا هامدة، محاطين بمقاتلي قوات الدعم السريع".