رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة: الغلو والتفسير الناقص للنصوص وراء فتن العصر

على جمعة
على جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن العالم الإسلامي ابتُلي في الآونة الأخيرة بفتنٍ متلاحقة، كان الغلو والتفسير الناقص للنصوص الشرعية سببًا رئيسيًا في إشعالها، مشيرًا إلى أن بعض الناس استسهلوا اتهام المسلمين بالبدعة والكفر في مسائل خلافية أقرها أئمة الأمة وعلماؤها.

وفي منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، شدد جمعة على أن سر خلود الإسلام يكمن في "الاختلاف المحمود" الذي دعا إليه الدين الإسلامي، وتحلى به علماء الأمة منذ نشأة الحضارة الإسلامية، معتبرًا أن غياب آداب الحوار والاختلاف هو الداء الأكبر الذي غذّى هذه الفتن، حيث غاب التثبت، وحضر التعصب والهوى، في مخالفة صريحة لقيم الإسلام السمحة.

سر خلود الإسلام

واستشهد علي  جمعة بآيات قرآنية تدعو إلى القول الحسن والرد اللين، مثل قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وقوله: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، مؤكدًا أن النبي ﷺ لم يكن سبّابًا ولا فاحشًا، وأن علماء الأمة ساروا على نهجه في خلافاتهم، مقدمين الأدب الجمّ على الجدل العقيم.

وأشار إلى أن علماء الحديث والفقه لم يكن من أخلاقهم الطعن أو الإهانة، بل كانوا يتحلون بالخلق النبيل، ويعذرون الجاهل، ويحتكمون إلى ضوابط العلم والعدل، لا إلى الظنون والأهواء. ونقل عن الحافظ ابن رجب الحنبلي قوله: "كثير من أئمة الدين قد يقول قولًا مرجوحًا، ويكون فيه مجتهدًا مأجورًا، ولا يجوز أن يُنتصر لقوله تعصبًا لمتبوعه".

وختم علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن أخوّة الإسلام كانت ولا تزال أصلًا لا يقوم الدين إلا به، وهي فوق الخلاف والوفاق في المسائل الاجتهادية، داعيًا إلى التمسك بأخلاق العلماء ومنهجهم في الحوار، حفاظًا على وحدة الأمة وسلامة الدين.