رئيس التحرير
خالد مهران

المتحف المصري الكبير.. أيقونة حضارية تتوج 30 عامًا من الحلم المصري ويحتفل بها العالم

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

بعد أكثر من 30 عام من التخطيط والعمل المتواصل، يستعد المتحف المصري الكبير لافتتاحه الرسمي في الأول من نوفمبر ليصبح أكبر صرح أثري وثقافي في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة، ومعلمًا جديدًا على خريطة السياحة العالمية.

فكرة وقرار الإنشاء

تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى عام 1992 في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حين طرح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني مشروع إنشاء متحف عالمي حديث يواكب مكانة آثار مصر ويعالج الازدحام الذي شهده المتحف المصري بالتحرير.
وفي عام 2002 تم الإعلان رسميًا عن المشروع، لتبدأ بعد ذلك الدراسات الهندسية وتخصيص الموقع المطل على هضبة الأهرامات.

أضخم مشروع متحفي في العالم

يقع المتحف على مساحة تقارب 500 ألف متر، منها 168 ألف متر مربع مخصصة لقاعات العرض الدائم، بينما تشمل المساحات المتبقية معامل الترميم، والمخازن، ومركز المؤتمرات، ومناطق الخدمات التجارية والثقافية.
ويُعد المتحف المصري الكبير الأكبر من نوعه في العالم من حيث المساحة وعدد القطع الأثرية، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور المصرية القديمة، بينها أكثر من 5 آلاف قطعة من كنوز الملك توت عنخ آمون تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.

مراحل التنفيذ والتطور

بدأت الأعمال الإنشائية الكبرى عام 2005، وتوقفت عدة مرات بسبب التحديات التمويلية والأحداث السياسية، قبل أن تستأنف بوتيرة متسارعة منذ عام 2016، بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وفي أكتوبر 2024 بدأت المرحلة التجريبية للمتحف باستقبال الزوار في بعض القاعات والمناطق العامة، تمهيدًا للافتتاح الرسمي المقرر في الأول من نوفمبر عام 2025.

دعم وزاري متواصل

على مدى سنوات المشروع، تعاقب عدد من الوزراء على متابعة تنفيذ المتحف ودفع العمل فيه، أبرزهم:
• فاروق حسني: صاحب الفكرة الأولى والداعم الأساسي لمراحل التصميم والإطلاق.
• خالد العناني: أشرف على المراحل النهائية للبناء خلال فترة توليه وزارة السياحة والآثار من عام 2019 حتى 2022.
• أحمد عيسى: واصل العمل على خطة التشغيل التجريبي حتى منتصف 2024.
• شريف فتحي: الوزير الحالي للسياحة والآثار، يشرف على الاستعدادات النهائية للحدث التاريخي المرتقب.

رؤية حضارية لمستقبل التراث

يضم المتحف المصري الكبير أحدث معامل الترميم في الشرق الأوسط، ومركزًا تعليميًا وثقافيًا ومسرحًا وقاعات عرض رقمية تفاعلية، إضافة إلى إطلالة بانورامية على أهرامات الجيزة تجعل الزائر يعيش تجربة فريدة تربط الماضي بالحاضر.

افتتاح عالمي بحضور دولي واسع

من المقرر أن يشهد 1 نوفمبر 2025 إقامة حفل افتتاح رسمي برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، يحضره عدد من قادة الدول والشخصيات العالمية، إلى جانب رؤساء منظمات دولية مثل اليونسكو والمجلس الدولي للمتاحف.
ويتضمن الحفل عروضًا فنية وموسيقية مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، باستخدام أحدث تقنيات الإضاءة والمؤثرات البصرية.
وسيفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور اعتبارًا من 4 نوفمبر، ليبدأ مرحلة التشغيل الكامل لجميع قاعاته ومراكزه الثقافية والعلمية.

حضور رفيع المستوى من قادة العالم

من المقرر أن يشهد الحفل حضورًا دوليًا واسعًا يضم عددًا من قادة ورؤساء الدول، في مقدمتهم:
• الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تلقى دعوة رسمية من الرئيس السيسي للمشاركة في الافتتاح.
• الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي يزور مصر ضمن جولة إفريقية تشمل حضور حفل الافتتاح.
• الملك فيليب ملك بلجيكا، والملك فليبي السادس ملك إسبانيا وحرمه وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ضمن قائمة القادة العرب والأجانب المدعوين.
كما وُجِّهت دعوات إلى عدد من ملوك ورؤساء الدول العربية والأفريقية، بالإضافة إلى قيادات ثقافية ودبلوماسية من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

حضور دولي من مؤسسات الثقافة والتراث

ومن المنتظر أن يشارك في الافتتاح ممثلون عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، والدكتور خالد العناني الرئيس التنفيذي لمنظمة اليونسكو، والمجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، إلى جانب رؤساء كبرى المتاحف العالمية مثل اللوفر في باريس، والمتحف البريطاني، ومتحف المتروبوليتان بنيويورك.
كما يشهد الحفل حضور شخصيات فنية وثقافية مصرية وعالمية، وعدد من علماء الآثار المصريين الذين شاركوا في نقل وترميم القطع الأثرية.

طابع خاص للحفل

سيُقام الحفل على الساحة الأمامية للمتحف، التي تطل على أهرامات الجيزة، في مشهد يجمع بين عظمة التاريخ وروعة الحداثة.
ويتضمن برنامج الافتتاح عروضًا موسيقية وبصرية تمزج بين الأصالة المصرية والتكنولوجيا الحديثة، مع استعراض لتاريخ الحضارة المصرية عبر مشاهد ضوئية ثلاثية الأبعاد.
ومن المقرر أن يقدم أوركسترا القاهرة السيمفوني عرضًا موسيقيًا رئيسيًا بمشاركة فنانين مصريين وعالميين.

من جانبها أصدرت وزارة المالية عملات تذكارية بمناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير وتم إصدار 500 قطعة معدنية ذهبية وفضية من كل إصدار بإجمالي 3 آلاف قطعة للإصدارات الستة، مرفقة بشهادة برقم مميز غير متكرر مطبوعة على ورق البردي ومقرر طرحها للبيع بعدة منافذ بمصلحة صكّ العملة وبمنافذ المتحف المصري الكبير أمام الجمهور.
ويُتوقع أن يسهم افتتاح المتحف في زيادة عدد السائحين إلى مصر بنسبة تتجاوز 20% خلال العام الأول بعد الافتتاح، وفقًا لتقديرات وزارة السياحة والآثار.