أضرار القهوة الصحية.. من النوم إلى الهضم
لا يستطيع الكثير من الناس بدء يومهم دون جرعة من الكافيين حيث يتناول معظمنا القهوة في غضون ساعتين من الاستيقاظ.
ورغم أن القهوة أثبتت قدرتها على تقليل خطر الإصابة بعدد من الحالات الصحية الخطيرة، من السرطان إلى أمراض القلب، إلا أن القهوة قد تُسبب لبعضنا آثارًا سلبية، إذ ترفع مستوى الكورتيزول وتُؤثر سلبًا على جودة النوم، فالقهوة من أكثر المشروبات انتشارًا في العالم، وبالنسبة للكثيرين منا، يُعدّ احتساء أول كوب منها طقسًا يوميًا مهمًا.
ولكن القهوة أيضًا مُنشّط فسيولوجي قوي - يُمكن أن يكون له آثار مُفاجئة على أمعائنا وصحتنا العامة، ولكن بالنسبة للكثيرين، لن يُشكّل شرب القهوة مشكلة، ولكن ليس هناك نهج واحد يناسب الجميع، لذا استمعوا إلى أجسامكم.
لذا؛ ما هي التغييرات التي يُمكنكم تطبيقها لجعل كوبكم الصباحي أكثر متعة...
التوتر والقلق
عندما نشرب القهوة، وخاصةً في الصباح، فإنها تُحفّز ارتفاعًا حادًا في مستوى الكورتيزول، هرمون التوتر الرئيس لدينا، بالنسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية خاصة للكافيين، يُمكن أن يُترجم هذا إلى مشاعر جسدية من القلق، مثل تسارع ضربات القلب أو الأرق.
وفي حين أن القهوة قد تجعلنا نشعر بمزيد من الاستعداد لمواجهة اليوم من خلال تحفيز إطلاق الدوبامين، فإن شربها فور الاستيقاظ قد يُفاقم ارتفاع الكورتيزول.
علاوة على ذلك، تلعب الوراثة دورًا هامًا، فبينما يستطيع بعض الأشخاص استقلاب الكافيين بسرعة نسبية، ما يعني قدرتهم على تحمّل المزيد من القهوة دون الشعور بالقلق أو التوتر، يبقى آخرون حساسين لآثاره لفترة أطول.
وهذه الآثار أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين لا يشربون القهوة بانتظام، وتميل إلى التراجع مع الاستخدام المعتاد مع تطوّر تحمّل الجسم لها، وهذه ليست مشكلة للجميع، لذا استمع إلى جسمك لتحديد ما هو الأنسب لك.
تجنب ارتفاع الكورتيزول
للتقليل من ارتفاع الكورتيزول، من الأفضل الانتظار حتى انتهاء ذروة الكورتيزول الصباحية الطبيعية - عادةً بعد نصف ساعة إلى ساعتين من الاستيقاظ، وعادةً ما يكون منتصف إلى أواخر الصباح هو الوقت الأكثر دعمًا لفنجان القهوة الأول.
إعاقة النوم
مع أن القهوة قد تُساعد على تعزيز اليقظة في الصباح، إلا أنها قد تُسبب اضطرابًا في النوم إذا تم تناولها قبل موعد النوم بوقت قصير جدًا، خاصةً للأشخاص الأكثر حساسية للكافيين.
ووجدت دراسة حديثة أن شرب كوبين فقط من القهوة بعد الظهر، أي ما يُقارب 200 ملغ من الكافيين، قد يكون كافيًا لتحويل الدماغ إلى حالة أكثر نشاطًا وحيوية أثناء الليل، مما يُسبب خللًا في مستويات الطاقة.
كما لاحظ الباحثون أن بعض إشارات الدماغ كانت أكثر تسطحًا، مما يُشير إلى أنه تحت تأثير الكافيين، يُصبح الدماغ أشبه بـ "حالة حرجة" - حيث نكون في أوج استجابتنا ويقظة، مما قد يُعطل عملية الإصلاح والتعافي.
ويعمل الكافيين عن طريق حجب مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، وهي نفس المستقبلات التي تُعزز النعاس، ولهذا السبب يُمكن أن يُؤخر بداية النوم ويُقلل من جودته إذا تم تناوله في وقت متأخر جدًا من اليوم.
ويجد الكثيرون أن شرب القهوة قبل ست ساعات من النوم يُسبب اضطرابًا في النوم، لذا فإن تناول الكافيين في الصباح أو في وقت مبكر من بعد الظهر هو الأفضل لراحة مُنعشة.
ويُقدّر عمر النصف للكافيين بحوالي ست ساعات، مما يعني أن نصف الكافيين الموجود في قهوة الساعة الثانية ظهرًا يبقى في أجسامنا حتى الساعة الثامنة مساءً. لهذا السبب، فإن تناول أكواب القهوة في وقت متأخر من بعد الظهر، على الرغم من أنها مفيدة لتعزيز اليقظة مع اقتراب نهاية يوم العمل، إلا أنها قد تُسبب اضطرابًا في النوم.