حيلة بسيطة للحصول على السعادة والرضا التام
في أوقات الفوضى والقلق، يحتاج الإنسان إلى مزيد من الحيل للحصول على السعادة والرضا التام، ولعل كثير من الناس يحتاج تلك الحيل هذه الأيام.
في يناير، وصل مستوى "الرضا التام" لدى الأمريكيين عن حياتهم الشخصية إلى أدنى مستوى له منذ ٢٤ عامًا، ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب آنذاك، قال ٤٤٪ من الأمريكيين إنهم "راضون جدًا" عن سير الأمور في حياتهم الشخصية.
وكتبت غالوب في تحليل لها: "بعد عدة سنوات صعبة شملت جائحة كوفيد-١٩ وارتفاع الأسعار المستمر، انخفض مستوى الرضا التام لدى الأمريكيين عن حياتهم الشخصية إلى أدنى مستوى له منذ ربع قرن، ويبدو أن السخط السياسي قد زاد من انخفاض مستوى الرضا، وخاصة لدى الجمهوريين".
فماذا يمكننا أن نفعل في هذه الأوقات العصيبة؟ لجأ أحد علماء النفس إلى جيل Z، الذين يُعتبرون عادةً من وُلدوا بين عامي 1997 و2012، بحثًا عن الإجابة.
حيلة نفسية
أدار عالم النفس بجامعة كورنيل، أنتوني بورو، وباحثوه مشروعًا استمر ست سنوات، طرحوا فيه السؤال التالي: "إذا أعطاك أحدهم 400 دولار لإحداث فرق في مجتمعك، فماذا ستفعل به؟"
تُظهر النتائج الأولية للمشروع، التي نُشرت في مقال بصحيفة واشنطن بوست، أنه في بداية التجربة، حقق كلٌّ من تلقى الأموال ومن لم يتلقاها نفس الدرجات في مقاييس نفسية، بما في ذلك الرفاهية الكامنة، والسعادة، والشعور بالهدف، والشعور بالانتماء، والشعور بالحاجة والفائدة، والتوازن العاطفي، وهو التوازن بين المشاعر الإيجابية والسلبية.
لكن بعد ثمانية أسابيع، وهي المدة الزمنية المتاحة للمستفيدين لتقديم مساهماتهم، حقق مَن تلقوا الأموال نتائج أعلى بكثير من غيرهم، حيث استخدم المستفيدون الأموال لدفع تكاليف غسل مئات الملابس لأفراد المجتمع، والتبرع بالكتب لمدرستهم الثانوية السابقة، وغرس شجرة في الحرم الجامعي، وإنشاء موقع إلكتروني للصحة النفسية.
ورغم أن نتائج المشروع لم تُراجع ولم تُنشر بعد، لكن بورو يعتقد أن مبدأ تجربته يمكن أن يُحدث فرقًا في حياة الناس، وشعورهم بـ السعادة.
وقال في مقالة في صحيفة واشنطن بوست: "ادعُ الناس للتفكير في مساهمة يرغبون في تقديمها وساعدهم على تقديمها، وقد يمضي هذا الشخص حياته بعزيمة أكبر مما لو لم يفعل ذلك".