رئيس التحرير
خالد مهران

تفاصيل الدراسة التي توقعت انهيار مقبرة توت عنخ آمون

مقبرة توت عنخ آمون
مقبرة توت عنخ آمون

حذر علماء الآثار من أن مقبرة توت عنخ آمون التي يعود تاريخها إلى 3300 عام مُعرّضة لخطر الانهيار، حيث اكتشف الباحثون شقوقًا كبيرة منتشرة في الصخور، مما قد يُؤدي إلى انهيار موقع الدفن.

والأكثر من ذلك، أن ارتفاع الرطوبة يُؤدي إلى تقشير الجدران، مما يُشجّع الفطريات على تآكل الجداريات الثمينة.

في دراسة جديدة، وجد علماء آثار من جامعة القاهرة أن المقبرة قد شكّلت خط صدع يمر عبر سقف المدخل وغرف الدفن.

وهذه الشبكة الواسعة من الشقوق تسمح لمياه الأمطار بالتسرب من الأعلى، مما يؤدي إلى تقويض سلامة المقبرة، وبما أن المقبرة مصنوعة من حجر يُسمى طين إسنا، والذي يتمدد وينكمش مع تغيرات الرطوبة، فإن الرطوبة المنتشرة تعني أن الانهيار التام أصبح الآن خطرًا داهمًا.

حماية مقابر وادي الملوك

تتطلب المقابر الملكية في وادي الملوك تدخلًا عاجلًا ودراسات علمية دقيقة لتحليل المخاطر وكيفية التخفيف منها.

ويضم وادي الملوك، الواقع غرب الأقصر، عشرات المقابر الملكية، وتُعد مقبرة توت عنخ آمون من أصغرها.

على الرغم من أن هذه الهياكل دامت آلاف السنين، إلا أن جيولوجيتها تجعلها معرضة بشدة للفيضانات، وحُفرت هذه المقابر في سفوح جبال الوادي، مما عرّضها، وسيظل، لمخاطر السيول المفاجئة الناتجة عن الأمطار الغزيرة، خاصةً عندما تحمل معها الحطام والحجارة والتربة على طول الطريق.

ووقع أسوأ هذه الفيضانات في أكتوبر 1994، عندما غمرت المياه معظم المقابر الملكية في وادي الملوك، وهذا الفيضان كان نقطة تحول في السلامة الهيكلية لمقبرة توت عنخ آمون.

وغمرت المياه الطينية حجرة الدفن، مما أدى إلى فتح شقوق جديدة، ورفع مستويات الرطوبة، وحفز نمو الفطريات التي ألحقت أضرارًا بالغة بالجداريات.

وحاليًا، فالشق المتنامي في مقبرة توت عنخ آمون، سمح لمياه الأمطار بالتسرب وزاد من اتساع الشقوق، مما وضع السقف تحت ضغوط تتجاوز قدرة صخور إسنا الصخرية على التحمل، خاصةً بالنظر إلى ميلها للتمدد والانكماش مع تقلبات الرطوبة، ومع تعرض الصخور الهشة لهذا الضغط الشديد، يُحذر التقرير من أن الجدران قد تتعرض لـ "انفجار صخري"، مما يُسبب انفجارًا مفاجئًا للصخور.

وهناك مخاطر حالية ومستقبلية تواجه المقبرة، ستؤثر على سلامتها الهيكلية على المدى الطويل، وقد لا تدوم المقبرة لآلاف السنين كما بُنيت.

ومع ذلك، ورغم خطر حدوث فيضان مفاجئ آخر في أي وقت، يُحذر الباحثون من قلة الجهود المبذولة للتخطيط لهذا الاحتمال.

وتشكل هذه الشقوق خطر انفصال كتل كبيرة من الصخور وسقوطها على المقابر القريبة، وقد تقع كارثة في أي لحظة، وإذا أردنا الحفاظ على وادي الملوك، فلا بد من اتخاذ الإجراءات قبل فوات الأوان.