رئيس التحرير
خالد مهران

هشام زكي يكتب: دولة التلاوة.. مستقبل القوة الناعمة لمصر

هشام زكي
هشام زكي

{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي*وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي}.. (طه،الآيات 25-28)، دعوة عظيمة لنبي اللَّه سيدنا موسى سألها اللَّه تعالى، لأمر عظيم وكبير، حين أمره اللَّه بدعوة أعْتَى أهل الأرض كفرًا،وطغيانًا، وأكثر جنودًا وعتادًا، لعبادة الله الواحد الاحد.

وهي الدعوة التي نتضرع بها إلى الله تعالى ليُنزل علينا السكينة والطمأنينة والقدرة على مواجهة المعارضين وقوى الظلام الساعية لعرقلة وإفشال برنامج من أهم البرامج الدينية الجماهيرية التي أُنتجت حديثا من خلال التعاون بين وزارة الأوقاف الإسلامية والشركة المتحدة ممثلا في برنامج "دولة التلاوة".

ونحن هنا لا نتحدث عن البرنامج الذي حرك في غضون أيام قليلة الماء الراكد لدي قطاع كبير من المشاهدين والمتابعين، وازاح بامتياز كثير من البرامج التي لا ترقى لمستوى المشاهدة، نحن هنا لا نقيم برنامج "دولة التلاوة"، فكل عمل مهما عظم لا يخلو من بعض السلبيات، لذا لانسعى لتقييم البرنامج قدر محاولتنا تناول حقيقة يتغافل عنها المشككون والمعارضون فضلا عن قوى الظلام، الحقيقة التي تتمثل في سعي وزارة الأوقاف المصرية لاستعادة دورها الريادي في العالم الإسلامي، واستعادة زمام القوة الناعمة التي لا يشعر بها ولا يحسها إلا من بحث وتتبع بصدق وعقل واعي عن الأثر الكبير الذي يتركه علماءنا الاجلاء (قراء ومجودون، وعلماء الحديث، علماء الفقة والشريعة، وغيرهم من رجال الدين) في نفوس الشعوب الإسلامية، التي يزورونها كسفراء للقرآن، الأثر الذي يعزز من مكانه مصر في محيطها العربي والإسلامي، خاصة بعدما رسخ الأزهر منذ عقود بعيدة هوية ثقافية يحتذى بها، تعتمد في المقام الأول على مجموعة كبيرة من السفراء جابوا ارجاء العالم الإسلامي بدقة تلاوتهم ونقلهم الروايات المتواترة بالسند الصحيح قبل حناجرهم الذهبية، وعذوبة أصواتهم التي جسدت حلاوة القرآن وطلاوته، وأخضعت القلوب خشوعا وورعا.

إن التشكيك في برنامج "دولة التلاوة " يعني الإفلاس الفكري لقوى الظلام، ويعني زرع فتيل الفتنة بين ذوي الاختصاص من حملة كتاب الله، الأمر الذي يتطلب استمرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في محاربة المشككين والمعارضين عن طريق الاستمرار في مشروعها الديني الجماهيري الذي شارك فيه وفق احصائيات الوزارة نحو ١٤ ألف حافظ لكتاب الله، والعمل بجد ليتعدى الرقم المشار إليه ما نسبته ٥٪؜ من عدد شباب مصر بكل فئاتهم العمرية ليتلألوا في سماء العالم الإسلامي،بقراءتهم وعلمهم وقدرتهم على إعادة رسم خريطة السلوك الإنساني المصري اولا والإسلامي ثانيا بعدما فقدت معالمها نتيجة ما يبثه الإعلام من كل غث ورديء.

إن الآمال المعقودة على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وأبناء الأزهر الشريف لا تتوقف عند حد برنامج دولة التلاوة الذي نطمع لاستمراره شهورًا طويلة مقبلة، وإنما تتعدى ذلك إلى وضع خطط واضحة لجيل واجيال مقبلة تعاني من الفراغ الروحي الناتج عن البعد عن الدين، فضلا عن الأثر المدمر للوسائل التكنولوجية المستحدثة.