رئيس التحرير
خالد مهران

مفتي الجمهورية: إقراض المال رغم الكراهة لا يُبطل العقد ويزيد الأجر عند الله

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن إقراض المال للآخرين يُعد من أعظم القربات إلى الله تعالى، حتى وإن تم على مضض أو من باب المجاملة، مشيرًا إلى أن هذا الفعل يُحقق التكافل الاجتماعي ويُعين المحتاجين ويُزيل الكُرُبات.

وجاء ذلك ردًا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم إقراض الناس جبرًا لخاطرهم مع كراهية ذلك، حيث أوضح السائل أنه يُقرض البعض رغم شعوره بالضيق، لكنه يفعل ذلك مراعاةً لمشاعرهم.

 حكم القرض مع الكراهة


أوضح المفتي أن القرض من عقود التبرعات التي لا تهدف إلى الربح، ويُشترط فيه رضا الطرفين بالإيجاب والقبول، مؤكدًا أن شعور المقرض بالكراهية أو الضيق لا يؤثر في صحة العقد ما دام قد تم بإرادة الإعطاء، وليس بالمشاعر الباطنة.

 الأجر والثواب


وأشار الدكتور عياد إلى أن هذا النوع من الإقراض لا ينقص من أجر صاحبه، بل قد يزيده رفعةً عند الله إذا كانت نيته الإحسان ومراعاة مشاعر الآخرين، مستشهدًا بقوله تعالى:﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ [البقرة: 245]،وقوله: ﴿وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ [الحديد: 11].

السنة النبوية تؤكد المعنى


استشهد المفتي بحديث النبي ﷺ:«من نفّس عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة...»، مؤكدًا أن الإقراض دون انتظار مقابل دنيوي يُعد من صور التعاون والإحسان التي دعا إليها الإسلام.


ختم الدكتور نظير عياد فتواه بالتأكيد على أن المقرض مأجور في كل الأحوال ما دام قصده الخير، وأن الكراهية العابرة لا تُنقص من أجره، بل قد تكون سببًا في مضاعفة الثواب لما فيها من مجاهدة النفس وإيثار الآخرين.