مبرمج يدهس شقيقه بسيارة بسبب خلافات على الميراث في 15 مايو

شهدت مدينة 15 مايو واقعة مروّعة أعادت إلى الواجهة خطر النزاعات العائلية التي تتحول إلى جرائم دم، بعد أن أحالت النيابة العامة مبرمجًا في منتصف الأربعينات من عمره إلى محكمة الجنايات، متهمًا بالشروع في قتل شقيقه دهسًا بالسيارة بسبب خلافات مستمرة بينهما حول الميراث.
بداية الخلاف
المجني عليه، 40 عامًا، يعمل في مجال التجارة والمقاولات، ويقيم هو الآخر بمدينة 15 مايو، وأكد في أقواله أمام النيابة أن الخلافات بينه وبين شقيقه المتهم تعود إلى نحو ثلاث سنوات بسبب الميراث، وقد وصلت في إحدى المرات إلى اعتداء دموي داخل أحد المساجد أثناء صلاة العشاء، حين باغته شقيقه بأداة حديدية وحاول قتله، لولا تدخل المصلين وإمساكهم به، وهي الواقعة التي حُرر عنها محضر رسمي بقسم شرطة المعصرة.
تفاصيل الواقعة الأخيرة
وأوضح المجني عليه أنه في يوم الجمعة الماضي، وبينما كان عائدًا من زيارة والدتهما في المقابر، فوجئ بشقيقه المبرمج يعترض طريقه بسيارته ويمنعه من المرور، وما أن نزل من سيارته للاستفسار عن سبب تتبعه، حتى اندفع المتهم نحوه بسيارته محاولًا دهسه.
وأضاف أنه تمكن من الإفلات في المرتين الأولى والثانية، قبل أن يلاحقه المتهم في المحاولة الثالثة ويصدمه عمدًا، ليُسقطه أرضًا مغشيًا عليه متأثرًا بإصاباته، بينما فر المتهم هاربًا من مكان الواقعة، قاصدًا قتله والتخلص منه.
شهادة الشهود
شاهد عيان يدعى مفتاح عبد الله عبد الباقي، يعمل غفيرًا بالإسكان الاجتماعي بمدينة 15 مايو، أكد الرواية، مشيرًا إلى أنه رأى المتهم وهو يعترض طريق المجني عليه بسيارته، ثم يندفع نحوه عمدًا حتى تمكن من صدمه وإسقاطه أرضًا، قبل أن يفر هاربًا، وأوضح الشاهد أن نية المتهم كانت واضحة: قتل شقيقه.
تحريات المباحث
تحريات الرائد محمود العسقلاني، الضابط بمباحث قسم شرطة 15 مايو، جاءت لتؤكد صحة ما شهد به المجني عليه والشاهد، إذ دلت على أن المتهم علم بزيارة شقيقه الأسبوعية لوالدتهما بالمقابر، فاستعد لذلك اليوم وجهز سيارته، وظل مترقبًا له حتى خرج من المقابر، ثم اندفع نحوه قاصدًا دهسه، وأضافت التحريات أن خلافات الميراث كانت الدافع الرئيسي وراء محاولة القتل، خاصة وأن المتهم سبق وحاول التخلّص من شقيقه في المسجد قبل ذلك.
تقرير الطب الشرعي والأدلة
أكد تقرير مصلحة الطب الشرعي أن إصابات المجني عليه بوجهه وظهره إصابات رضّية جسيمة، ناتجة عن الاصطدام بجسم صلب كسيارة، وأنها كادت أن تودي بحياته لولا مداركته بالعلاج، كما أرفقت النيابة صورة رسمية من أوراق القضية السابقة الخاصة بالاعتداء داخل المسجد، إلى جانب مقطع مصور يوثق لحظة محاولة الاعتداء بالأداة الحديدية.
قرار النيابة
بناءً على مجمل الأدلة – أقوال المجني عليه والشهود، تحريات المباحث، تقرير الطب الشرعي، وأوراق القضية السابقة – أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم، المبرمج البالغ من العمر 44 عامًا والمقيم بكمباوند "دار مصر" بمدينة 15 مايو، إلى محكمة الجنايات، لاتهامه بالشروع في قتل شقيقه عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
قضية تهز الرأي العام
القضية أثارت صدمة كبيرة بين أهالي المنطقة، ليس فقط لأنها جريمة قتل بين شقيقين، بل لأنها تكشف كيف يمكن لصراع حول الميراث أن يتحوّل إلى محاولات متكررة لإزهاق الروح، واليوم، ينتظر الجميع كلمة القضاء للفصل في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل التي شهدتها المدينة مؤخرًا.