مسؤول سوداني يهاجم واشنطن لهذا السبب

عبّر مبارك أردول، رئيس الشركة السودانية للموارد المعدنية، القيادي في الكتلة الديمقراطية، عما وصفه بسوء الفهم الأميركي المتجدد تجاه تعقيدات التاريخ السوداني، وذلك في معرض تعليقه على العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية مؤخرًا على الدكتور جبريل إبراهيم.
واعتبر أردول أن هذه العقوبات تمثل، على حد وصفه، صفحة جديدة من سوء التقدير الأميركي لتجربة طويلة من الألم والاضطهاد عاشها أبناء الهامش في السودان.
وأشار أردول، على حد قوله، إلى أن جبريل إبراهيم لم ينشأ في أروقة السلطة أو بين نخبها، بل خرج من قرى الهامش التي تعرضت للحرق على يد قوات الجنجويد ومؤسسها، واصفًا إياه بأنه ينتمي إلى قوميات سودانية دفعت ثمنًا باهظًا من أرواح أبنائها دفاعًا عن أرضها وإرثها وحقها في المشاركة السياسية.
أكد العمدة آدم عبد الله محمد شرف، رئيس الإدارات الأهلية بمخيم أبو شوك شمالي الفاشر، أن معظم سكان المخيم اضطروا إلى مغادرته بسبب التدهور الأمني المتسارع.
وأوضح في تصريح صحفي الاثنين، أن موجة النزوح الجديدة جاءت نتيجة مباشرة لتوغل قوات الدعم السريع داخل المخيم منذ 11 أغسطس الماضي، ما أدى إلى إفراغه شبه الكامل في ظل أوضاع إنسانية وصفها بأنها "بالغة التعقيد".
أوضاع مأساوية في الأحياء الغربية
وأشار العمدة إلى أن النازحين الذين فروا من المخيم يواجهون أوضاعًا كارثية في حي الفروسية والقطاع الغربي لمدينة الفاشر، بعدما تركوا منازلهم وممتلكاتهم خلفهم دون أن يتمكنوا من حمل شيء معهم. وأضاف أن قوات الدعم السريع استخدمت بوابة المخيم مدخلًا رئيسيًا لهجومها على المدينة من المحور الشمالي، ما تسبب في نزوح واسع نحو أحياء أخرى داخل الفاشر، بينما لجأ آخرون إلى مناطق بعيدة مثل طويلة وكورما وجبل مرة.
استمرار العنف وتدهور إنساني متصاعد
ولفت إلى أن العنف داخل المخيم لم يتوقف منذ مطلع أغسطس، بل تصاعد بشكل جعل البقاء فيه أمرًا مستحيلًا. كما تشهد مدينة الفاشر تدهورًا متسارعًا في أوضاعها الإنسانية بسبب المعارك المستمرة، والنقص الحاد في الغذاء والدواء، وانعدام الخدمات الصحية، إلى جانب الحصار المفروض على المدينة منذ أبريل 2024، والذي حال دون وصول المساعدات.
نزوح متواصل ورصد ميداني
تم رصد حركة نزوح جديدة لعشرات الأسر من مخيم أبو شوك، حيث شوهد بعضهم يسيرون على الأقدام، فيما استعان آخرون بوسائل نقل بدائية في سبيل الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا. وأكد العمدة أن النازحين في القطاع الغربي وحي الفروسية يعيشون أوضاعًا مأساوية وسط غياب تام للمنظمات الإنسانية التي لم تتمكن من دخول المدينة منذ أكثر من عام.
الحرب في الفاشر
تُعد الفاشر، عاصمة شمال دارفور، إحدى أكثر جبهات الحرب السودانية سخونة منذ اندلاعها في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتحولت المدينة إلى ساحة قتال مفتوحة، بينما أدى الحصار المفروض منذ أبريل 2024 إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والدوائية، وتفاقم المعاناة الإنسانية لمئات الآلاف من المدنيين والنازحين الذين يعتمدون أساسًا على المساعدات الدولية.