هل يساعد الشاي في علاج السرطان؟ بحث جديد يكشف الحقيقة

تشير دراسة جديدة إلى أن بكتيريا المطبخ البسيطة مع نبتة تُعرف بتحلية الشاي قد تُساعدان في علاج أحد أخطر الأمراض البشرية.
واكتشف مجموعة من العلماء في اليابان أن نبتة ستيفيا المُخمّرة من الشاي، وهي نبتة تُستخدم عادةً كمُحليّ خالٍ من السعرات الحرارية، قد تحتوي على خصائص مُضادة للسرطان.
ورغم أن هذه النتائج لا تزال في مراحلها الأولى وتحتاج إلى مزيد من البحث، إلا أنها تُشير إلى دور مُحتمل للستيفيا في مُعالجة سرطان البنكرياس في المُستقبل.
ويُعدّ سرطان البنكرياس من أصعب أنواع السرطان علاجًا، وعادةً ما تظهر الأعراض فقط بعد انتشار المرض، ونادرًا ما تُؤدي العلاجات التقليدية، مثل العلاج الكيميائي، إلى الشفاء.
ودفعت هذه الحاجة المُلِحّة لعلاجات أكثر فعالية وأقل سُمّية الباحثين إلى استكشاف مُركّبات نباتية، حيث أن العديد من أدوية العلاج الكيميائي المُستخدمة حاليًا ذات أصول نباتية - بما في ذلك باكليتاكسيل، المُستخلص من لحاء شجرة الطقسوس، مما يُتيح مسارًا مُثبتًا لاكتشاف عوامل جديدة لمكافحة السرطان.
وستيفيا، نباتٌ ورقيّ موطنه أمريكا الجنوبية، معروفٌ على نطاق واسع بحلاوته الطبيعية التي يمكن إضافتها إلى الشاي، وهو موجودٌ بكثرة على رفوف المتاجر الكبرى، لكن قلةً من الناس يعتبرونه نباتًا طبيًا.
ما هي أوراق ستيفيا؟
أوراق ستيفيا غنيةٌ بالمركبات النشطة بيولوجيًا، وقد أظهر بعضها لمحاتٍ من نشاطٍ مُضادٍّ للسرطان ومضاد للأكسدة في أبحاثٍ سابقة، ويكمن التحدي في تسخير هذه الإمكانات، حيث إن مُستخلصات ستيفيا غير المُخمّرة لا تُعدّ فعّالة إلا بشكلٍ طفيف في البيئات المُختبرية، وغالبًا ما تتطلب جرعاتٍ عاليةً للتأثير على الخلايا السرطانية.
وهنا يأتي دور التخمير، حيث يُعرف التخمير بصناعة الزبادي والكيمتشي وخبز العجين المخمر، وهو أكثر من مجرد تقنية طهي، وهو شكل من أشكال الكيمياء الميكروبية التي يمكنها تحويل المركبات النباتية إلى جزيئات جديدة نشطة بيولوجيًا.
ماذا لو تم تخمير ستيفيا بالبكتيريا المناسبة؟
أجرى العلماء تجارب على سلالة تُسمى Lactobacillus plantarum SN13T، وهي قريبة من بكتيريا شائعة في الأطعمة المخمرة، حيث أنتج التخمير مركبًا يُسمى إستر ميثيل حمض الكلوروجينيك (CAME)، والذي أظهر تأثيرات مضادة للسرطان أقوى بكثير من مستخلص ستيفيا الخام.
وفي الاختبارات المعملية، تسبب مستخلص ستيفيا المخمر في موت خلايا سرطان البنكرياس بأعداد كبيرة، لكنه ترك خلايا الكلى السليمة سليمة إلى حد كبير.
وكشفت المزيد من التحليلات أن جين CAME هو المسؤول عن هذا التأثير، والذي يعمل هذا المنتج عن طريق تثبيط الخلايا السرطانية في مرحلة محددة من دورة حياتها، ومنعها من التكاثر، وتحفيز موت الخلايا المبرمج، وهي عملية طبيعية تُدمر فيها الخلايا نفسها عند تلفها أو عدم الحاجة إليها.