رئيس التحرير
خالد مهران

تحليل: ماذا بعد هجوم إسرائيل على قادة حماس في الدوحة

النبأ

شهدت العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء انفجارات عنيفة، بعدما أعلنت إسرائيل أنها نفذت ضربة جوية دقيقة استهدفت قيادات بارزة في حركة حماس. 

وأكد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أن العملية نفذت بطائرات مقاتلة وباستخدام صواريخ دقيقة، في إطار مساع لـ "تصفية القيادة العليا لحماس".

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الضربة استهدفت شخصيات قيادية من بينها خليل الحية وزاهر جبارين وخالد مشعل، وذلك أثناء اجتماع لمناقشة مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة.

 لكن وسائل إعلام قطرية أفادت في وقت لاحق بأن وفد حماس التفاوضي نجا من العملية، ما زاد الغموض حول ضحايا الهجوم.

وأدانت قطر الهجوم بشدة واعتبرته "اعتداء جبانا وانتهاكا صارخا لسيادتها وللقوانين الدولية"، مؤكدة أن الضربة استهدفت منطقة سكنية وعرّضت حياة المدنيين للخطر. كما أصدرت الإمارات والأردن وإيران بيانات إدانة قوية، فيما يتوقع أن تتواصل موجة المواقف المنددة في الساعات المقبلة.

وجاءت العملية بعد أيام من تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، الذي تعهد علنًا بـ "القضاء على قادة حماس في الخارج"، ما اعتُبر تمهيدا لضربة غير مسبوقة خارج مسرح الحرب التقليدي.

ويتوقع أن تؤدي الضربة إلى تعقيد أي مساعٍ آنية للتوصل إلى هدنة أو اتفاق لتبادل الأسرى، فضلًا عن زيادة حدة التوتر بين إسرائيل وقطر، الدولة التي لعبت دور الوسيط الأبرز في الملف الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة.

 ويرى المراقبون أن العملية تحمل رسالتين واضحتين: الأولى إلى حماس بأن قادتها لن يكونوا بمأمن حتى في أكثر العواصم أمنًا، والثانية إلى العالم بأن إسرائيل مستعدة لتجاوز كل المسارات الدبلوماسية حين تتعارض مع أولوياتها الأمنية.

وتواجه الدوحة التي بنت نفوذها الإقليمي على قدرتها على الوساطة، اليوم أكبر تحدٍ لدورها. اذ ان استهداف قيادات حماس خلال اجتماع تفاوضي يضع هذا الدور على المحك، ويشكك في قدرة قطر على ضمان سلامة ضيوفها.

 على المدى القصير، قد تضطر قطر إلى تشديد خطابها وربما تقليص قنوات التواصل مع إسرائيل، ما يضعف فرص التهدئة. أما على المدى الطويل، فقد تخسر الكثير من رصيدها السياسي إذا تراجعت عن دورها كوسيط.

الضربة الإسرائيلية في قلب الدوحة ليست مجرد حدث عابر، بل نقطة تحول. فهي تطرح سؤالا جوهريا: هل دخلت المنطقة مرحلة جديدة تهيمن فيها الحسابات العسكرية على أي مسار سياسي؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإن المستقبل القريب لا يعد بالكثير من التسويات، بل بالمزيد من التصعيد وعدم اليقين.