كيف تحمي وضعية النوم من فقدان الذاكرة؟

وفقًا لخبير في صحة الدماغ، قد تلعب طريقة النوم دورًا مهمًا في تجنب فقدان الذاكرة في مراحل متقدمة من العمر، حيث يرى الخبراء أن النوم على الجانب هو أفضل وضعية لصحة الدماغ.
ويزعم أن هذا الوضع يطرد السموم من الدماغ بشكل أفضل، والتي تساهم في ضعف الذاكرة ومرض الزهايمر.
ولا يهم إن كنت تفضل النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر، فكلا الخيارين مثاليان لتعزيز صحة الدماغ، حيث يفكر معظم الناس في النوم من حيث مدته، أي الحصول على الساعات الثماني الموصى بها، ومع ذلك، قد تلعب الوضعية أيضًا دورًا مهمًا في صحة الدماغ.
ويشير الخبير إلى الجهاز اللمفاوي - مسار التخلص من فضلات الدماغ - الذي يكون في أوج نشاطه أثناء النوم.
ويستخدم هذا الجهاز السائل النخاعي، وهو سائل شفاف يحيط بالدماغ، لطرد البروتينات السامة التي تتراكم في أنسجة الدماغ.
ويُعتقد أن التراكم غير الطبيعي لاثنين من هذه البروتينات داخل خلايا الدماغ وحولها يُسبب مرض الزهايمر، وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف.
ويُسمى أحد البروتينات المعنية لويحات بيتا أميلويد، والتي تُشكل رواسبها لويحات حول خلايا الدماغ، بينما يُسمى البروتين الآخر تاو، والذي تُشكل رواسبه تشابكات داخل خلايا الدماغ.
لماذا النوم على الجانب أفضل؟
ووفقًا للخبير، فإن النوم على الجانب؛ سواءً على الجانب الأيسر أو الأيمن، حيث يسمح بحركة أفضل للسوائل لطرد هذه البروتينات، مقارنةً بالنوم على الظهر أو البطن، وعندما تنام على جانبك، تساعد الجاذبية السائل النخاعي على الدوران بفعالية أكبر عبر أنسجة الدماغ.
وهذا التدفق المُحسّن يعني التخلص بشكل أفضل من البروتينات الضارة التي قد تتراكم وتُسهم في التدهور المعرفي، ويشمل ذلك بروتينات مثل بيتا أميلويد وتاو، والتي ترتبط بمرض الزهايمر عند تراكمها مع مرور الوقت.
وأثناء النوم، تتمدد المساحة بين خلايا الدماغ بنحو 60%، مما يسمح للسائل النخاعي بالتدفق بحرية أكبر والتخلص من الفضلات.
في المقابل، فإن النوم على الظهر قد يضغط على مناطق معينة من الدماغ، بينما غالبًا ما يُعيق النوم على البطن محاذاة العمود الفقري بشكل صحيح، وكلاهما قد يُعيق وظيفة الجهاز اللمفاوي.
وعندما يعجز دماغك عن التخلص من هذه البروتينات الضارة بفعالية أثناء النوم، فإنها تبدأ بالتراكم في المناطق المسؤولة عن تكوين الذاكرة وحفظها.
ولويحات بيتا أميلويد وتشابكات تاو، وهما من العلامات المميزة لمرض الزهايمر، لا تظهران فجأة، بل تتراكمان تدريجيًا على مدى سنوات أو حتى عقود.
ويبدو الأمر كما لو أنك لم تُخرج نفاياتك لأسابيع - في النهاية، يُصبح التراكم مُشكلة، وفي الدماغ، يُؤثر هذا التراكم السام على التواصل العصبي، وقد يُؤدي إلى مشاكل في الذاكرة نربطها بالشيخوخة والخرف.
وعند النوم على الجانب، يُنصح بوضع وسادة صغيرة بين الركبتين للمساعدة في الحفاظ على محاذاة الورك والعمود الفقري بشكل صحيح.
إذا كنت ستنتقل إلى النوم على الجانب، ضع وسادة خلف ظهرك عند الاستلقاء على جانبك لمنع التدحرج، وبعد أسبوع أو أسبوعين سيبدأ الجسم بالتكيف مع الوضعية الجديدة بشكل طبيعي.
وبالفعل، يُعدّ تحديد أفضل وضعية للنوم موضوعًا يُثير جدلًا بين الخبراء والجمهور على حد سواء، لكن النقاش عادةً ما يُركز على وضعية الجسم وآلام المفاصل.
يُنصح عادةً بالنوم على الجانب من قِبل الخبراء ما دام أن الجسم والرأس مُواجهان للجانب، إذ يُساعد ذلك على الحفاظ على ضغط المفاصل، والحفاظ على استقامة العمود الفقري، ومنع الألم، كما يُساعد النوم على الجانب على تخفيف الضغط على الأعضاء الداخلية، ويُعزز تدفق الدم بشكل صحي.