كيف يؤدي تلوث الهواء إلى مرض الزهايمر؟

قد تُسهم أزمة تلوث الهواء العالمية في زيادة حالات الإصابة بمرض ألزهايمر، وفقًا لبحثٍ جديد، وسبق أن أشارت دراساتٌ إلى وجود صلةٍ بين الجسيمات التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، والتي تُعتبر أخطر مُلوثات الهواء، والتدهور المعرفي.
ولكن في بحثٍ يُعدّ الأول من نوعه، وجد علماءٌ أمريكيون، قاموا بتقييم أكثر من 600 حالة تشريح لمرضى مصابين بالخرف، أن التعرض لجسيمات PM2.5 يؤثر بشكلٍ خاص على الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على وظائف الدماغ.
مع كل زيادةٍ قدرها 1 ميكروغرام/م3 في جسيمات PM2.5 التي يتعرض لها المرضى سنويًا، يزداد احتمال انتشار بروتيني تاو وأميلويد السامَّين في الدماغ بنسبة 17%. يمكن أن تُشكّل كتل كبيرة من هذه البروتينات تشابكات، ويُعتقد أن هذا هو السبب وراء أعراض مرض الزهايمر، السبب الرئيسي للخرف.
وقال فريق من جامعة بنسلفانيا: تُعزز هذه الدراسة النتيجة القائلة بأن التعرض لـ PM2.5 يبدو أنه يؤثر سلبًا على الوظائف الإدراكية، وتشير إلى أن هذا قد يكون ناتجًا عن ADNC، وتشير النتائج إلى أن التعرض لـ PM2.5 الناتج عن تلوث الهواء قد يُفاقم من تطور مرض الزهايمر.
وقد ارتبط التعرض لـ PM2.5 بزيادة خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض الفتاكة، بما في ذلك سرطان الرئة والقولون، بالإضافة إلى أمراض القلب.
وقد تكون الجسيمات التي تعبر عن تلوث الهواء، المنبعثة من عوادم السيارات ومواقد الحطب، صغيرةً جدًا لدرجة أنها غير مرئية للعين المجردة، ومع ذلك تنتقل عميقًا في الرئتين ومجرى الدم.
وفي هذه الدراسة، قيّم الباحثون 602 حالة تشريح جثث بين عامي 1999 و2022 من 11 ولاية أمريكية، ثم طابقوا عنوان كل مريض قبل الوفاة مع متوسط تركيز PN2.5 لمدة عام واحد من خلال تقييم أحدث البيانات والنماذج الحاسوبية.
نتائج الدراسة
ارتبط التعرض لمستويات أعلى من PM2.5 بتغيرات عصبية مرضية أكثر تقدمًا لمرض الزهايمر، حيث وجد الباحثون أن ارتفاع تركيزات PM2.5 يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمراض أميلويد وتاو الأكثر شدة، والتي تؤدي إلى مرض ألزهايمر أكثر تقدمًا بشكل عام.
وبالتحديد، مقابل كل زيادة قدرها 1 ميكروغرام/م3 في متوسط التعرض لـ PM2.5 لمدة عام واحد، كان هناك خطر أعلى بنسبة 17% لزيادة تاو وأميلويد في الدماغ.
كما لوحظت زيادة بنسبة 19% في احتمالية ارتفاع مستويات التغير العصبي المرضي المصاحب لمرض الزهايمر، وزيادة بنسبة 16% في احتمالية الإصابة باحتشاء دماغي كبير، وهو سكتة دماغية تؤثر على جزء كبير من الدماغ.
وتُعد مشاكل الذاكرة وصعوبات التفكير والاستدلال ومشاكل اللغة من الأعراض المبكرة الشائعة لمرض الزهايمر، والتي تتفاقم مع مرور الوقت.