رئيس التحرير
خالد مهران

بدء محاكمة قاتل والد محامي حلوان: اعترافات دامية وتأجيل للجلسة المقبلة

والد محامي حلوان
والد محامي حلوان المتوفى

شهدت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات حلوان، برئاسة المستشار محمد أحمد عبد الملك حامد، اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025، أولى جلسات محاكمة المتهم محمد عبد المنعم ضيف الله كيلاني، المتهم بقتل أشرف محمود ثابت تاجر الموبليا ووالد المحامي الشاب محمود أشرف، في جريمة مروعة هزت أركان منطقة 15 مايو.

انعقدت الجلسة داخل مقر المحكمة بسجن مايو، وسط حضور مكثف من المحامين، وأساتذة المهنة بحلوان ومايو والتبين، إلى جانب ممثلين عن نقابة المحامين الفرعية بحلوان التي أعلنت تضامنها الكامل مع أسرة الزميل.

تفاصيل طلبات الدفاع والمدعين بالحق المدني

بدأت الجلسة بطلب فريق دفاع ورثة المجني عليه الادعاء مدنيًا ضد المتهم، في الوقت الذي التمس فيه محامي الأخير المنتدب من المحكمة أجلًا للاطلاع والاستعداد للمرافعة. وبعد المداولة، قررت هيئة المحكمة تأجيل نظر القضية إلى الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل، للسماح بتقديم الطلبات واستكمال الاستعدادات.

اعتراف صريح من المتهم

فجرت الجلسة مفاجأة مدوية، إذ اعترف المتهم أمام القاضي بارتكابه جريمة قتل تاجر الموبليا بدافع السرقة.

هذا الاعتراف أعاد للأذهان تفاصيل التحقيقات التي سردت بدقة كيف خطط ونفذ الجريمة، بدءًا من استدراج الضحية وحتى التخلص منه داخل شقة سكنية بمدينة 15 مايو.

خيوط الجريمة: من مكالمة غامضة إلى جثمان مقيد

القضية بدأت بمكالمة هاتفية تلقاها المحامي محمود أشرف أثناء عمله بمحكمة التجمع الخامس، من رقم والده. لكن الصوت لم يكن مألوفًا، إذ ادعى المتصل أن والده تعرض لحادث سيارة في طريقه للقصر العيني.

انقطع الاتصال فجأة، وأُغلق الهاتف نهائيًا، ما أثار الشكوك ودفع الابن لبدء رحلة بحث مضنية.

توجه الابن إلى عدة مستشفيات وأقسام شرطة، لكن دون جدوى.

وأخيرًا قصد شقة بمدينة 15 مايو كان والده يتردد عليها، ليكتشف كارثة.

دراجة والده النارية كانت مركونة أمام العقار منذ الصباح، وأكدت كاميرات المراقبة أن الضحية دخل المكان ولم يخرج.

داخل الشقة الكائنة بالطابق الخامس، عثرت قوات مباحث 15 مايو على جثمان تاجر الموبليا ملقى على وجهه، مكبل اليدين بلاصق والقدمين بحبل، وبجوار رأسه جرح غائر دل على تعرضه لاعتداء وحشي.

المتهم: كهربائي مفصول ودوافع مالية

أظهرت التحقيقات أن المتهم، كهربائي يبلغ 45 عامًا ومفصول عن عمله، كان يمر بأزمة مالية طاحنة.

خطط لاستدراج الضحية إلى الشقة بزعم شراء أثاث، ثم باغته بمطرقة حديدية على الرأس قبل أن يذبحه بسكين ويستخدم “كتر” للتأكد من وفاته.

لم يتوقف عند ذلك، بل حاول تنظيف الدماء وإخفاء الأدوات، بل وخدع أسرته مدعيًا أن الدماء في المنزل نتيجة نزيف أنفي، في محاولة بائسة للتستر على جريمته.

الإحالة للجنايات والعقوبة المنتظرة

نيابة حلوان الكلية وجهت للمتهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المقترن بجناية السرقة بالإكراه، وأحالته إلى محكمة الجنايات. وتطالب النيابة بتوقيع أقصى عقوبة نص عليها القانون، وفقًا للمواد 230، 231، 234/2، و318 من قانون العقوبات.

خبراء القانون: الإعدام أقرب العقوبات

وأكد المحامي أحمد سعد أن الجريمة تندرج تحت بند القتل العمد المقترن بجناية أخرى، وهي السرقة بالإكراه، ما يجعل العقوبة الحتمية هي الإعدام شنقًا.

وأوضحت المحامية دعاء صابر أن الاستدراج المسبق، استخدام أدوات متعددة، ومحاولة إخفاء الأدلة، كلها قرائن قوية على سبق الإصرار.

بينما شدد المحامي علي مدكور على أن اقتران القتل بالسرقة ظرف مشدد يمنع أي تخفيف للحكم.

جلسة أكتوبر.. الكلمة الفصل

مع تأجيل المحاكمة إلى الأسبوع الأول من أكتوبر، تبقى الأنظار معلقة بما ستسفر عنه الجلسات المقبلة، خاصة في ظل اعتراف صريح من المتهم وضغط الرأي العام المطالب بالقصاص العادل لتاجر الموبليا، والد محامي حلوان، الذي تحول مقتله إلى قضية رأي عام.