كيف يساهم التدخين في سرطان البنكرياس؟

كشفت دراسة جديدة أن التدخين قد يزيد من خطر الإصابة بمشكلة سرطان البنكرياس في العالم، ويُقتل سرطان البنكرياس - الملقب بـ "القاتل الصامت" نظرًا لأعراضه الخفية - ما يزيد قليلًا عن 10.000 مريض سنويًا، أي ما يعادل حالة وفاة واحدة كل ساعة تقريبًا.
ومن المتوقع أن تصل الحالات إلى مستويات قياسية بحلول عام 2040، مع توقع تشخيص 201،000 حالة سرطان البنكرياس، وعادةً ما يتم اكتشافه في مراحله المتأخرة، حيث يسهل الخلط بين علامات التحذير ومشاكل أخرى.
لكن يقول باحثون أمريكيون الآن إنه ينبغي على الأطباء العامين فحص المدخنين بدقة أكبر للكشف تطور سرطان البنكرياس، وذلك على أمل استباق الأعراض، وهناك احتمال أن نحتاج إلى علاج المدخنين الذين يُصابون بسرطان البنكرياس بشكل مختلف.
ولا توجد آلية فحص فعّالة، ولكن ينبغي تثقيف المدخنين حول الأعراض التي يجب الانتباه لها والنظر في إحالتهم إلى عيادة عالية الخطورة.
تفاصيل التجربة
بدأ الباحثون بتعريض فئران مصابة بأورام في البنكرياس لمواد كيميائية سامة موجودة في السجائر، والمعروفة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
وأرادوا معرفة كيف سيؤثر هذا السم على الإنترلوكين 22 (IL22) - وهو بروتين ثبت سابقًا أنه يلعب دورًا في تطور الورم.
ووجدوا أن السم غيّر بشكل كبير طريقة سلوك الأورام في الجسم، مما زاد من معدل تطور السرطان، ولقد كان الأمر دراماتيكيًا حقًا، ونمت الأورام بشكل أكبر وانتشرت في جميع أنحاء الجسم.
ولكن من المثير للاهتمام أنه في الفئران التي لا تملك جهازًا مناعيًا، لم يؤثر هذا السم على نمو الورم، ومن هنا، استنتج الباحثون أن المادة المسرطنة تعمل داخل الجهاز المناعي لتعزيز نمو الورم.
واكتشف الباحثون أن نوعًا من الخلايا المناعية، يُسمى الخلايا التنظيمية التائية (Tregs)، هو العامل الأساسي في هذه العملية، ووُجد أن هذه الخلايا تُنتج IL22 وتُثبط قدرة الجسم الطبيعية على مكافحة الأورام.
وعندما استبعدنا جميع الخلايا التنظيمية التائية من هذه الفئران، عكسنا قدرة المادة الكيميائية الموجودة في السجائر على السماح للورم بالنمو.
وأكد الباحثون نتائجهم على خلايا بشرية، أُخذ بعضها من مرضى مصابين بسرطان البنكرياس، ومن غير المستغرب أنهم وجدوا أن المدخنين المصابين بهذا المرض لديهم خلايا تنظيمية تائية أكثر من غير المدخنين، نتيجةً لزيادة السم لعدد بروتينات IL22 في الجسم.
وتمكن الباحثون أيضًا من إثبات فعالية مثبط يمنع المادة الكيميائية الضارة الموجودة في السجائر في تقليص حجم الأورام.
ولكن إذا انتشر السرطان بالفعل خارج العضو - كما يحدث لغالبية المرضى - فإن واحدًا فقط من كل 10 مرضى سيعيش لمدة عام.
في حين أن سرطان البنكرياس غالبًا ما يصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا، إلا أن الفئات العمرية الأصغر سنًا يمكن أن تُصاب بالمرض أيضًا.
تشمل الأعراض المحتملة لسرطان البنكرياس اليرقان، حيث يتحول بياض العينين والجلد إلى اللون الأصفر، بالإضافة إلى حكة الجلد ولون البول الداكن.
تشمل العلامات المحتملة الأخرى فقدان الشهية، وفقدان الوزن غير المقصود، والإمساك، أو الانتفاخ، ومع أن هذه الأعراض من غير المرجح أن تكون سرطانًا، إلا أنه من المهم فحصها من قبل طبيب عام مبكرًا تحسبًا لأي طارئ، خاصةً إذا استمرت لأكثر من أربعة أسابيع.
والبنكرياس عضوٌ على شكل صغير الضفدع، ويُشكل جزءًا من الجهاز الهضمي، ويؤدي دورًا أساسيًا في تنظيم الهرمونات، ويقع خلف المعدة مباشرةً، ويبلغ طوله حوالي 25 سم.
في دوره الهضمي، يُساعد الكبد على إنتاج الإنزيمات التي تُساعد الجسم على تحليل الطعام إلى العناصر الغذائية التي يحتاجها.