علي جمعة: الأخلاق أساس بناء الحضارات والانهيار يبدأ بانحطاطها

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الأخلاق تمثل الركيزة الأساسية لبناء الأمم والحضارات، مشددًا على أن الحضارة الإسلامية قامت على منظومة أخلاقية فاضلة تؤلّف بين عناصر المجتمع وتكفل مصلحة الجميع.
وفي منشور عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، أوضح علي جمعة أن الإيمان الحقيقي لا يقتصر على المشاعر الداخلية، بل يجب أن ينعكس في سلوك عملي ظاهر، قائلًا: "حين لا نرى ذلك السلوك أو نرى عكسه، يحق لنا أن نتساءل: أين الإيمان؟ وما قيمته إن لم يتحول إلى سلوك؟"
الأخلاق والتربية
وأشار إلى أن الأخلاق تُعد من أولويات التربية في مختلف الدول والثقافات، باعتبارها العامل الأهم في الحفاظ على الهوية الوطنية والحضارية. واستشهد بكلام المفكر الفرنسي غوستاف لوبون الذي قال: "العامل الأساسي في سقوط الأمم هو تغيُّر مزاجها النفسي الذي ينشأ عنه انحطاط أخلاقها."
كما حذر من خطورة امتلاك الإنسان المعاصر لأدوات ووسائل قد تُستخدم بشكل مدمر إذا غابت عنها القيم الأخلاقية، مؤكدًا أن التربية الأخلاقية للقادة والسياسات الدولية تضمن تحقيق السلام والتعايش واحترام الآخر.
العولمة ومفاهيم الأخلاق
وفي سياق حديثه عن العولمة، نبه علي جمعة إلى ضرورة الحذر من فرض مفاهيم أخلاقية موحدة من قبل الحضارات الأقوى، مشددًا على أن الدعوة إلى التعايش يجب أن تكون خالصة، لا وسيلة لتحقيق مصالح سياسية أو ثقافية ضيقة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية تعميم الالتزام بالقيم الأخلاقية بين مختلف الشعوب والجنسيات، بما يضمن الحفاظ على الأصالة والهوية، دون أن يتعارض ذلك مع السلام أو التعايش الحضاري.
.