كلاب ضالة تهاجم مواطن في شارع رايل بحلوان.. ظاهرة تهدد حياة المصريين

لم يعد السير في شوارع حلوان آمنًا، بعدما تحولت ظاهرة الكلاب الضالة إلى خطر يومي يهدد الأهالي، خاصة في المناطق الشعبية. ففي الخميس الماضي الموافق 21 أغسطس 2025، تعرض مواطن لهجوم شرس من مجموعة كلاب ضالة أثناء عودته من مسجد الإمام الشافعي، في واقعة أعادت الجدل حول عجز الأجهزة التنفيذية عن مواجهة المشكلة.
تفاصيل الواقعة
المواطن يروي ما حدث قائلًا: "بعد صلاة العصر كنت راجع من المسجد، ولقيت مجموعة كلاب واقفة على الجنينة في شارع رايل، ومجموعة تانية جوة جراج جنب فرن بيتي بان، وقتها بنت كانت ماشية بكلب معاها، أول ما الكلاب شافت الكلب بدأت تنبح وتجري، وفجأة خرجت الكلاب اللي في الجراج وهجمت، وأنا ماشي قدام الجراج، واحد منهم عضني في رجلي".
المشهد كان بحضور مسؤول الجراج، لكنه –حسب رواية الضحية– اكتفى بالقول: "أنا ماليش دعوة ومش عارف أعمل معاهم إيه". كما أكد شاهدان كانا داخل الجراج أن الكلاب سبق وهاجمتهما في وقت سابق بنفس المكان.
خطر صحي قاتل
العضة لم تكن مجرد جرح عابر، فأطباء حذروا من أن أي عقر من كلب ضال قد ينقل مرض السعار القاتل، الذي تصل نسبة الوفاة به إلى 100% حال عدم تلقي التطعيمات في الوقت المناسب.
السعار من أخطر الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، والوقاية منه تبدأ بالسيطرة على الكلاب الضالة وتطعيمها، بجانب سرعة علاج المصابين فورًا.
إحصائيات صادمة
حسب بيانات وزارة الصحة والسكان، تسجل مصر سنويًا أكثر من 400 ألف حالة عقر من الكلاب الضالة، بينها آلاف الحالات التي تستدعي رعاية طبية عاجلة، فضلًا عن عشرات الوفيات سنويًا بسبب السعار.
وتعد القاهرة والجيزة من بين المحافظات الأعلى في معدلات الشكاوى المتعلقة بالكلاب الضالة.
أزمة متكررة.. وحلول غائبة
أهالي شارع رايل في حلوان يرون أن ما حدث ليس استثناءً، بل حلقة من مسلسل متكرر، فالكلاب الضالة تتجمع في الشوارع وأراضي الفضاء والجراجات ومحيط الأفران، وتهاجم المارة خاصة في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس.
ورغم إطلاق حملات متفرقة من الإدارات البيطرية، إلا أن الإجراءات –حسب السكان– تظل مؤقتة ولا تعالج جذور المشكلة.
ويؤكد (أ.م)، أحد سكان المنطقة: "الحملات بتيجي يوم وتتوقف شهر، الكلاب بتختفي يومين وترجع تاني، لازم يكون في خطة مستمرة للتطعيم والسيطرة مش مجرد مسكنات".
بين الرحمة والخوف
الملف معقد أكثر بسبب الجدل المجتمعي بين من يطالب بإبادة الكلاب الضالة حماية للأرواح، ومن يدعو للمعاملة الرحيمة عبر التطعيم والتعقيم والتجميع في ملاجئ، أسوة بتجارب دولية.
الجمعيات الأهلية لحقوق الحيوان تؤكد أن الحل يكمن في التحصين الدوري والتعقيم، بينما يطالب الأهالي بتحرك عاجل يضمن الأمان في الشوارع حتى لا تتكرر الحوادث الدامية.
مدارس على الأبواب.. وأطفال في مرمى الخطر
وتتضاعف خطورة الأزمة مع اقتراب بدء العام الدراسي خلال أيام قليلة، حيث سيتنقل آلاف الأطفال يوميًا في الشوارع المؤدية للمدارس. ويخشى الأهالي من أن يتحول أي هجوم مفاجئ للكلاب إلى كارثة، خاصة أن الأطفال أكثر عرضة للعقر وأقل قدرة على الدفاع عن أنفسهم.
دعوة للتحرك
واقعة حلوان الأخيرة تمثل جرس إنذار جديد، والأهالي يطالبون مسؤولي حلوان والإدارة البيطرية بالقاهرة بتكثيف حملات السيطرة على الكلاب الضالة في شوارع حلوان والمعصرة و15 مايو والتبين، حفاظًا على حياة الأطفال وكبار السن قبل أن تتحول الشوارع إلى "مناطق محظورة" بعد المغرب.

