علي جمعة: النفس البشرية ليست معصومة والخطأ من شيمها إلا من اصطفاهم الله

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن النفس البشرية بطبيعتها غير معصومة من الزلل، ويستوي في ذلك جميع الآدميين إلا من اصطفاهم الله لرسالته، مشيرًا إلى أن إدراك هذا المعنى يبعث الطمأنينة في النفس، ويحثها على التسامح مع ذاتها وحسن الظن بخالقها.
وأوضح جمعة، في تصريحات له اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025، أن الخطأ ليس نهاية الطريق، بل هو بداية لرحلة التوبة والعودة إلى الله، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» (رواه الترمذي وابن ماجه).
النفس البشرية ليست معصومة
وأشار إلى أن الاستغفار والتوبة شرعا كوسائل دائمة لإصلاح النفس واستعادة سكينتها، مؤكدًا أن الدين الإسلامي يعتمد على الاعتراف بالذنب كخطوة أولى نحو الإصلاح، لا على جلد الذات أو المبالغة في الشعور بالذنب.
وسرد علي جمعة عددًا من المواقف النبوية التي تجسد هذا المعنى، منها قصة الصحابي الذي وقع في معصية أثناء الصيام، فجاء إلى النبي ﷺ يطلب التكفير، فعدد له النبي وسائل التكفير من عتق وصيام وإطعام، حتى انتهى به الأمر إلى أن يأخذ كفارة ذنبه ليطعم بها أهل بيته الفقراء، فضحك النبي ﷺ وقال له: «أطعمه أهلك».
وأضاف أن مسالك التكفير عن الذنب في الإسلام تتخذ شكل أعمال تكافلية تعود بالنفع على المجتمع، وأن النبي ﷺ كان يسهل على المؤمنين طريق التوبة والعفو، ليقبلوا على الحياة بقلوب منشرحة.
واختتم علي جمعة حديثه بحديث ابن مسعود رضي الله عنه، عن فرح الله بتوبة عبده، مؤكدًا أن هذا الفرح الإلهي هو دعوة للتسامح مع النفس ومع الآخرين، وأن التوبة الصادقة هي مفتاح السكينة والرضا.