رئيس التحرير
خالد مهران

ما هي حساسية اللحوم الحمراء التي تنتشر بسرعة حول العالم؟

حساسية اللحوم الحمراء
حساسية اللحوم الحمراء

إذا تعرضت إلى لدغة قراد من فترة ولم تلاحظها، فقد تتحول تلك الحالة إلى حساسية اللحوم الحمراء أو متلازمة ألفا-غال، ويُطلق على هذه الاستجابة التحسسية المتأخرة متلازمة ألفا-غال. ورغم أنها تُعرف عادةً باسم "حساسية اللحوم الحمراء"، إلا أن هذا اللقب مضلل، لأن متلازمة ألفا-غال يمكن أن تسبب ردود فعل تحسسية شديدة تجاه العديد من المنتجات أكثر من اللحوم الحمراء.

وتنتشر هذه المتلازمة بسرعة حول العالم، حيث تُقدّر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن ما يصل إلى 450،000 شخص في الولايات المتحدة قد يُصابون بهذه المتلازمة. وتحملها أنواعٌ من القراد أكثر بكثير مما يُدركه معظم الناس.

ما هي متلازمة حساسية اللحوم الحمراء أو ألفا-غال؟

حساسية اللحوم الحمراء أو متلازمة ألفا-غال هي في الواقع حساسية تجاه جزيء سكر، يُعرف باسمٍ مُربك: غالاكتوز-ألفا-1،3-غالاكتوز، ويُختصر إلى ألفا-غال.

ويوجد جزيء سكر ألفا-غال في أنسجة معظم الثدييات، بما في ذلك الأبقار والخنازير والغزلان والأرانب. ولكنه غائبٌ لدى البشر. عندما تدخل جرعة كبيرة من ألفا-غال إلى مجرى الدم من خلال لدغة قراد، يُمكن أن تُحفّز جهاز المناعة لديك على إنتاج أجسام مضادة ضد ألفا-غال. عند التعرض لاحقًا للأطعمة التي تحتوي على ألفا-غال، قد يُطلق جهازك المناعي استجابةً تحسسيةً غير مناسبة.

وفي كثير من الأحيان، تُحفّز هذه الحساسية تناول اللحوم الحمراء، لكن يمكن أن تُثار الحساسية أيضًا بالتعرض لمجموعة من المنتجات الحيوانية الأخرى، بما في ذلك منتجات الألبان، والأدوية، وحتى بعض مستحضرات العناية الشخصية. 

وبمجرد إصابتك بمتلازمة ألفا-غال، من الممكن التغلب على الحساسية إذا تمكنت من تعديل نظامك الغذائي بما يكفي لتجنب إثارة رد فعل آخر لبضع سنوات، وكذلك تجنب المزيد من لدغات القراد، ولكن هذا يتطلب وقتًا واهتمامًا دقيقًا بالمحفزات الأقل وضوحًا التي قد تتعرض لها.

لماذا يتم تشخيص المزيد من الأشخاص؟

بصفتي عالم حشرات يدرس الحشرات والأمراض التي تنقلها، أجد أن ما يثير القلق هو سرعة انتشار هذه الحساسية حول العالم.

وقبل عدة سنوات، اعتقد الخبراء أن متلازمة ألفا-غال تقتصر في المقام الأول على جنوب شرق الولايات المتحدة لارتباطها الكبير بالنطاق الجغرافي لقراد النجمة الوحيدة.

ومع ذلك، فقد حددت التقارير المحلية والعالمية الآن العديد من أنواع القراد المختلفة في ست قارات، القادرة على التسبب بمتلازمة ألفا-غال، بما في ذلك القراد أسود الأرجل، أو قراد الغزلان، والذي ينقل أيضًا داء لايم.

وتختبئ هذه القراد في الساحات والحدائق الحضرية، وكذلك الغابات، حيث يمكنها الالتصاق بالمتنزهين خلسةً عند ملامستهم للنباتات الموبوءة بالقراد. ومع ازدياد أعداد القراد مع تزايد أعداد الغزلان والبشر، يتزايد عدد المصابين بمتلازمة ألفا-غال.