طفل يغرق داخل نادي كفر العلو بمدينة حلوان.. والإدارة في قفص الاتهام

في واقعة مأساوية تهزّ القلوب وتفتح من جديد ملف الإهمال داخل الأندية الشعبية، شهد نادي كفر العلو الرياضي بمدينة حلوان حادث غرق طفل داخل حمام السباحة، وسط غياب تام للمنقذين، وتقصير إداري جسيم كشفته كاميرات المراقبة، مما يستدعي – وفقًا لمصادر قانونية – توجيه اتهامات بالقتل الخطأ والإهمال إلى المسؤولين عن إدارة النادي.
البداية: دخول الطفل بمبلغ 40 جنيهًا فقط
تفاصيل الواقعة كما رصدتها كاميرات المراقبة وعيون الشهود، بدأت في تمام الساعة 2:15 ظهرًا، حين وصل الطفل الضحية إلى النادي ومعه 40 جنيهًا فقط، وأظهرت الكاميرات جلوس الطفل لبضع دقائق مع أحد العاملين بالنادي – يعتقد أنه مدرب أو مسؤول عن دخول الحمام – حيث دار حديث بينهما بسبب عدم كفاية المبلغ المطلوب.
وفي مشهد مؤلم، قَبِل المسؤول أن يأخذ كاب الطفل بعشرة جنيهات، وسمح له بدخول حمام السباحة، دون أن يتحقق من سنه، أو يتأكد من وجود منقذين بالمكان، أو حتى من مهاراته في السباحة.
الغرق في وضح النهار.. والإنقاذ غائب
دخل الطفل حمام السباحة في الساعة 2:20، وبدأ يلعب في المياه في الجهة الضحلة. ولكن بعد خمس دقائق فقط – الساعة 2:25 – بدأت معاناته تحت الماء، دون أن ينتبه أحد من المتواجدين، ودون تدخل من أي عنصر إنقاذ، لسبب بسيط: لا يوجد منقذ واحد في المكان!
استمرت جثة الطفل تحت الماء لمدة 21 دقيقة كاملة، حتى الساعة 2:46، حين صادف أحد رواد المسبح أن شعر بشيء يرتطم بقدمه في القاع، ليكتشف الجثمان الطفولي الغارق، ويتم انتشاله وسط حالة من الذهول والانهيار.
كاميرات المراقبة تفضح.. والإدارة تلتزم الصمت
الفيديو الذي سجلته كاميرات المراقبة داخل محيط حمام السباحة، يوثق بوضوح، دخول الطفل بمفرده دون مرافق، وعدم وجود منقذ في المكان طوال الفترة، وجلوس موظفين ومسؤولين في مكاتبهم على مقربة دون أي تدخل، وتأخر اكتشاف الغرق لأكثر من 20 دقيقة.
ورغم فداحة الواقعة، رفضت إدارة نادي كفر العلو الإدلاء بأي تصريح رسمي، في الوقت الذي أغلقت فيه المسبح بشكل مؤقت وبدأت في محاولات للتهدئة مع أهل الطفل.
شهادات الأهالي: "بنهزر بأرواح أولادنا!"
عدد من أولياء الأمور وأهالي منطقة كفر العلو عبروا عن صدمتهم وغضبهم مما جرى، حيث قالت إحدى السيدات:
> "النادي دا المفروض يكون أمان.. مش مقبرة. إزاي مفيش منقذ؟ إزاي طفل يدخل الميه لوحده؟"
بينما طالب آخرون بالتحقيق الفوري، قائلين:
> "كل يوم بنشوف إهمال.. بس النهاردة طفح الكيل. لازم حد يتحاسب."
قانونيًا: قتل خطأ وإهمال جسيم
قال مصدر قانوني مطّلع لـ "النبأ الوطنى" إن الواقعة تندرج تحت جريمة القتل الخطأ الناتج عن الإهمال الجسيم، وفقًا للمادة (238) من قانون العقوبات المصري، والتي تنص على > "من تسبب خطأ في موت شخص آخر يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنوات، فإذا نشأ عن الفعل وفاة أكثر من شخص أو وقع بسبب إخلال جسيم بما تفرضه أصول مهنته تكون العقوبة السجن المشدد."
وأضاف المصدر أن غياب المنقذين، والسماح لطفل بالدخول منفردًا، وعدم مراقبة حمام السباحة، هي أركان واضحة للإهمال المتسبب في الوفاة.
نيابة حلوان تأمر بحبس المنقذ 4 أيام على ذمة التحقيقات
في تطور جديد يعكس جدية التحقيقات في واقعة غرق الطفل داخل حمام السباحة بنادي كفر العلو، قررت نيابة حلوان الجزئية، اليوم، حبس المنقذ المسؤول عن تأمين المسبح لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة الإهمال الجسيم والتسبب في الوفاة.
وجاء قرار النيابة بعد مراجعة كاميرات المراقبة التي أثبتت غياب المنقذ عن موقع الحادث وقت الغرق، وعدم وجود أي محاولة فورية للإنقاذ أو تدخل سريع رغم استمرار الطفل تحت الماء لمدة تجاوزت 20 دقيقة.
كما استمعت النيابة لأقوال شهود العيان، الذين أكدوا أن المسبح كان مفتوحًا أمام الأطفال دون إشراف كافٍ أو وجود منقذين فعليين، وهو ما اعتبرته جهات التحقيق إخلالًا واضحًا بواجبات العمل ومسؤوليات السلامة المهنية.
ويخضع حاليًا عدد من مسؤولي النادي ومدربي السباحة للتحقيق، وسط مطالبات من أسرة الطفل والمجتمع المحلي بـمحاسبة جميع المتورطين في هذه الكارثة الإنسانية، من إدارة النادي إلى العاملين الذين أهملوا في أداء واجبهم.