الاعتلال الدماغي المزمن.. المرض الذي لا يمكن تشخيصه إلا بعد الوفاة

يرتبط الاعتلال الدماغي المزمن بصدمات الدماغ المتكررة، ولا يمكن تشخيصه إلا عند تشريح الجثة، حيث تكون التغيرات التي تحدث في الرأس بسبب الاعتلال الدماغي المزمن تكون عادةً صغيرة ودقيقة جدًا بحيث لا يمكن اكتشافها من خلال فحوصات الدماغ، على عكس السكتات الدماغية، حيث يمكن أن يتسبب الاهتزاز المتكرر في تمزّق الشعيرات الدموية (الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ)، ويؤدي هذا إلى تسرب بعض الدم إلى الدماغ وبدء عملية الالتهاب، مما قد يؤدي إلى موت خلايا الدماغ والخلايا العصبية.

ولا يمكن تشخيص الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن (CTE) إلا بعد الوفاة من قِبل خبراء يدرسون شرائح من أنسجة الدماغ من شخص متوفى. 

ولكن هناك متلازمة سريرية ذات صلة تُسمى متلازمة الاعتلال الدماغي الرضحي (TES)، والتي بدأ الباحثون استخدامها في الدراسات البحثية لتحديد المرضى الأحياء الذين قد يُصابون بالاعتلال الدماغي المزمن. 

لم يتضح بعد شكل الاعتلال الدماغي المزمن لدى المرضى الأحياء، لذا لا تزال متلازمة الاعتلال الدماغي الرضحي (TES) أداة بحثية بينما يواصل العلماء تطوير كيفية تشخيص الاعتلال الدماغي المزمن خارج نطاق دراسات ما بعد الوفاة.

ما مدى شيوع الاعتلال الدماغي المزمن؟

بما أن الاعتلال الدماغي المزمن ناتج عن إصابات دماغية متكررة، فإن أي حالة تُعرّض الأشخاص لصدمات متكررة قد تُعرّضهم للخطر. 

ويشمل ذلك الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا مثل كرة القدم والهوكي والملاكمة، بالإضافة إلى أنواع معينة من التدريبات العسكرية والقتال؛ لأنه لا يمكن تشخيصه إلا بعد الوفاة - وفي الحالات التي لا تُرتكب فيها أي جريمة، يجب على الشخص أو العائلة التبرع بالدماغ للدراسة لإجراء الاختبار - فليس من الواضح تمامًا مدى شيوع هذه الحالة بين الأشخاص المعرضين لخطر كبير. 

ما هي أعراض الاعتلال الدماغي المزمن؟

اعتمادًا على أجزاء الدماغ المتأثرة بالصدمة المتكررة، قد تظهر أنواع مختلفة من الأعراض، ويمكن أن تشمل هذه الأعراض ضعف الإدراك، وتغيرات في الذاكرة، وتقلب المزاج، وتغيرات في وظائف الدماغ التنفيذية مثل التفكير المنطقي والاستدلال.

وعادةً ما لا تظهر الأعراض بعد يومين من التعرض؛ عادةً ما تكون بداية متأخرة، لكن الأمور تسوء ولا تتحسن، ولا توجد حالة أخرى تُفسر هذا الأمر تمامًا.

هل يُمكن علاج الاعتلال الدماغي المزمن؟

نظرًا لأن الاعتلال الدماغي المزمن والاعتلال الدماغي الرضحي ناتج عن تلف في أنسجة الدماغ، فلا يوجد علاج معروف يُمكنه عكس مسار الحالة، ولكن هناك عوامل يُمكن أن تُؤثر على طريقة ظهور الأعراض.

وتكمن الفكرة في بناء مرونة الدماغ، أو قدرته على تحمّل الصدمات، من خلال الحفاظ عليه سليمًا قدر الإمكان قبل حدوث أي إصابة. ويشمل ذلك مجموعة من الأمور مثل النشاط البدني، بما في ذلك التمارين الهوائية وتمارين القوة، والحفاظ على التفاعل المعرفي، وتجنب العزلة الاجتماعية، والحصول على قسط كافٍ من النوم.