رئيس التحرير
خالد مهران

هل يمكن تنظيف الدماء من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة؟

الجسيمات البلاستيكية
الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، هي عبارة عن شظايا بلاستيكية صغيرة يقل حجمها عن 5 مم، وعُثر عليها في الهواء والماء والتربة والطعام، وحتى داخل الأنسجة البشرية.

ولكن هل يمكن غسل الدم من تلك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، والواقع أنه يمكن ذلك من خلال علاج يُعرف باسم "فصل مكونات الدم" - وهي عملية طبية يتم فيها سحب الدم من الجسم، وطرده مركزيًا أو ترشيحه لاستخلاص مكونات معينة، ثم إعادته في محاولة لإخراج الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والسموم الأخرى.

ويُستخدم فصل مكونات الدم عادةً لعلاج حالات مثل أمراض المناعة الذاتية أو ارتفاع مستويات خلايا الدم أو البروتينات بشكل غير طبيعي، ومع ذلك، فإن استخدامه لإزالة السموم من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة غير مثبت علميًا.

وقد وجد العلماء جسيمات بلاستيكية دقيقة - شظايا بلاستيكية صغيرة يقل حجمها عن 5 مم - في الهواء والماء والتربة والطعام، وحتى داخل الأنسجة البشرية، ولكن عندما يتعلق الأمر بإزالتها من مجرى الدم، فإن العلم يصبح غامضًا.

وخلال عملية غسيل الكلى، يُدخل جسيمات بلاستيكية دقيقة إلى مجرى الدم، ففي بعض الحالات، وجد الباحثون أن المرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى كانوا يتعرضون للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أثناء العلاج بسبب تحلل المكونات البلاستيكية في المعدات، وهو تناقض مُقلق لإجراء مُصمم لتنقية الدم.

وترتبط عملية فصل مكونات الدم ارتباطًا وثيقًا بغسيل الكلى، فكلاهما يتضمن سحب الدم من الجسم، وتدويره عبر أنابيب ومرشحات بلاستيكية، ثم إعادته، لذا يحمل كلا الإجراءين خطرًا مماثلًا يتمثل في دخول جزيئات بلاستيكية دقيقة من الجهاز إلى مجرى الدم.

ما هي الجزيئات البلاستيكية الدقيقة؟

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة هي جزيئات بلاستيكية يتراوح حجمها بين حوالي 5 مم (طول حبة أرز تقريبًا) و0.1 ميكرون - أي أصغر من خلية الدم الحمراء.

ويتم تصنيع بعض الجزيئات البلاستيكية الدقيقة عمدًا، مثل حبيبات البلاستيك الدقيقة التي كانت شائعة الاستخدام في مقشرات الوجه، ويتشكل بعضها الآخر عندما تتحلل الأجسام البلاستيكية الأكبر حجمًا بمرور الوقت بسبب أشعة الشمس أو الاحتكاك أو الإجهاد البدني.

وتتواجد هذه الجزيئات في كل مكان: في الطعام الذي نتناوله، والهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه. كما تساهم العبوات البلاستيكية، والملابس الصناعية مثل البوليستر، وحتى المروج الاصطناعية في انتشارها. وتتساقط جزيئات بلاستيكية من إطارات السيارات مع تآكلها، وقد يتسرب منها الطعام المسخن أو المخزن في حاويات بلاستيكية.

وتشير إحدى التقديرات إلى أن الشخص البالغ العادي قد يبتلع حوالي 883 جسيمًا من البلاستيك الدقيق - أي أكثر من نصف ميكروغرام – يوميًا، ولكن حتى الآن، لم تُثبت الدراسات الوبائية واسعة النطاق وجود علاقة بين التعرض للبلاستيك الدقيق وأمراض محددة.