رئيس التحرير
خالد مهران

بعد إدانته للمجاعة في غزة.. ترامب يعلن افتتاح مراكز غذائية أمريكية بالقطاع

دونالد ترامب
دونالد ترامب

بدا الرئيس دونالد ترامب، يوم الاثنين، مخالفًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ادعائه بعدم وجود مجاعة في غزة، واصفًا صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية بأنها "حقيقية"، ومعلنًا أن الولايات المتحدة ستنشئ "مراكز غذائية" داخل غزة لمعالجة الأزمة الإنسانية المستمرة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات.

وصرح ترامب للصحفيين أثناء وجوده في منتجع تيرنبيري في اسكتلندا، حيث يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "سننشئ مراكز غذائية، وسنقوم بذلك بالتعاون مع أشخاص متميزين للغاية". وأضاف: "سنوفر الأموال... وستنضم إلينا دول أخرى".

وأكد ترامب أن هذه المرافق ستكون مفتوحة للجميع، "دون حدود" و"دون أسوار"، ووصف هذه الجهود بأنها استجابة مباشرة للكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة، وقال: "هذا كلامٌ عن المجاعة الحقيقية. أراه، ولا يُمكن تزييفه. لذا، سنكون أكثر انخراطًا".

تحول في لهجة الرئيس الأمريكي

شكّل هذا الإعلان تحوّلًا في لهجة الرئيس، الذي تجنّب إلى حد كبير الضغط المباشر على إسرائيل طوال الأشهر الـ 21 الماضية من الحرب التي حوّلت غزة إلى ما يصفه مسؤولو الإغاثة الآن بـ "منطقة مجاعة". إلا أن ترامب أقرّ يوم الاثنين بأن إسرائيل "تتحمل مسؤولية كبيرة" عن القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة، حتى مع استمراره في إلقاء اللوم على حماس في انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار وعدم إطلاق سراح الرهائن.

قال ترامب: "أسعى إلى إطعام الناس. في الوقت الحالي، هذا هو الهدف الأول بالنسبة لي، لأن هناك الكثير من الناس يتضورون جوعًا".

وعندما سُئل عما إذا كان يتفق مع ادعاء نتنياهو بأنه "لا يوجد مجاعة" في غزة، أجاب ترامب: "لا أعرف. أعني، بناءً على ما يظهر على التلفزيون، أقول لا تحديدًا، لأن هؤلاء الأطفال يبدون جائعين جدًا".

ونفى نتنياهو يوم الأحد أن يواجه الفلسطينيون في غزة المجاعة، واتهم حماس بسرقة المساعدات الإنسانية، وهو ادعاء دحضه المسؤولون الأمريكيون منذ ذلك الحين، وقال نتنياهو: "لا توجد سياسة تجويع في غزة، ولا يوجد مجاعة في غزة".

تأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي يستمر فيه تدهور الوضع الإنساني في غزة بوتيرة يُحذر مسؤولو الأمم المتحدة الآن من أنها قد تكون لا رجعة فيها دون وقف إطلاق نار مستدام ووصول غير مقيد للمساعدات. 

وقد توفي أكثر من 147 شخصًا، بينهم 88 طفلًا، بسبب الجوع وسوء التغذية منذ بدء الصراع، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، التي أضافت أن 14 حالة وفاة على الأقل من هذه الوفيات وقعت خلال الـ 24 ساعة الماضية وحدها.

ومع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين، أعلنت منظمتان إسرائيليتان رئيسيتان لحقوق الإنسان - بتسيلم وأطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل - يوم الاثنين أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وهي المرة الأولى التي تنضم فيها منظمات حقوقية إسرائيلية علنًا إلى قائمة متزايدة من المنظمات الدولية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، لتوجيه هذا الاتهام علنًا. 

وبدأ الجيش الإسرائيلي حصارًا شبه كامل على غزة في مارس، قاطعًا بذلك وصول الغذاء والوقود والإمدادات الإنسانية. 

وفي مايو، أعادت إسرائيل فتح المعابر في ظل مجموعة جديدة من القيود، لكن منظمات الإغاثة تقول إن تدفق المساعدات لا يزال أقل بكثير مما هو مطلوب لدرء المجاعة الجماعية. 

وصرح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأنه طلب الإذن لـ 138 قافلة لجمع المساعدات من منطقة الاحتجاز الحدودية، ولكن لم تتم الموافقة إلا على 76 منها. 

وبمجرد دخول المساعدات إلى غزة، قد تواجه شاحنات برنامج الأغذية العالمي تأخيرات تصل إلى 46 ساعة قبل السماح لها بالمرور عبر الممرات التي حددتها إسرائيل، مما يزيد من تعقيد جهود الوصول إلى المدنيين المحتاجين.