رئيس التحرير
خالد مهران

منظمات بغزة تحذّر من تفاقم المجاعة وتتهم الاحتلال بتضليل المجتمع الدولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حذّرت منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة من التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية، لا سيما تفاقم المجاعة، في ظل استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في استخدام أدوات "العلاقات العامة" لخداع المجتمع الدولي عبر الترويج الكاذب لوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من مليوني إنسان كارثة غير مسبوقة منذ بداية العدوان.

وأكدت المنظمات في بيان صحفي صادر اليوم الأربعاء، أن "إسرائيل" تواصل تقديم صورة مزيفة عن الواقع الإنساني، من خلال إظهار دخول شاحنات مساعدات، في حين يُمنع فعليًا وصولها إلى الفئات الأكثر احتياجًا داخل القطاع.

وأشار البيان إلى أن الشاحنات القليلة التي يُسمح بمرورها، تُجبر على التوقف في مناطق توصف بـ "الحمراء"، وهي مواقع شديدة الخطورة يتعرض فيها المدنيون لإطلاق نار مباشر من قبل القناصة والدبابات، بالإضافة إلى منظومات أسلحة رشاشة ذاتية التوجيه جرى نشرها مؤخرًا.

وشددت المنظمات على أن الاحتلال يتعمد عرقلة إيصال المساعدات إلى مستودعات المؤسسات الدولية ويمنع توزيعها بطريقة آمنة ومنظمة، في محاولة واضحة للالتفاف على الضغوط الدولية عبر خلق مشهد شكلي يوحي بوجود استجابة إنسانية، في حين تستمر على أرض الواقع سياسات التجويع الجماعي بأساليب أكثر فتكًا.

وذكر البيان أن العشرات من الأطفال حديثي الولادة فقدوا حياتهم في الأيام الأخيرة نتيجة انعدام الحليب العلاجي والمكملات الغذائية، فيما يواجه مئات آخرون نفس المصير، وسط غياب أي تحرك فعلي لتوفير هذه الضروريات، داعيًا إلى تخصيص يوم كامل لإدخال الحليب العلاجي بشكل عاجل عبر المعابر.

وأكدت المنظمات أن إدخال ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميًا من المواد الغذائية والطبية واللوجستية هو الحد الأدنى المطلوب للحد من المجاعة وإنقاذ السكان، محذّرة من أن الوضع يتجه نحو مستويات كارثية غير مسبوقة.

وطالبت المنظمات المجتمع الدولي ومؤسساته بتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه ما وصفته بـ "المشهد الكارثي"، وضرورة وقف تحكم الاحتلال في آلية توزيع المساعدات، التي تحوّلت إلى أداة للقتل البطيء بدلًا من أن تكون وسيلة إنقاذ.

واختتمت المنظمات بيانها بمطالبة واضحة بفتح المعابر بشكل كامل ودائم، لضمان تدفق السلع الأساسية، الأدوية، ومستلزمات النظافة، مؤكدة أن بدائل مثل الإنزال الجوي لا تفي بالغرض ولا تشكّل حلًا فعليًا في ظل هذا الحجم من الكارثة الإنسانية.