رئيس التحرير
خالد مهران

استمرار معاناة الأهالي في بلقاس بسبب أزمة المياه ومشروع التوسعة يقترب للنهاية

محافظ الدقهلية
محافظ الدقهلية

لا تزال أزمة انقطاع مياه الشرب تفرض نفسها على عدد من قرى مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، في ظل معاناة مستمرة منذ شهور، دفعت الأهالي إلى تقديم الشكاوى والمناشدات للمسؤولين. ورغم الجهود الحكومية الجارية، فإن الأهالي يؤكدون أن المشكلة ما زالت تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية، وخاصة في فترات الذروة خلال فصل الصيف.

وتعود جذور الأزمة إلى الضغط الكبير على محطة مياه بلقاس القديمة، التي لم تعد قادرة على تلبية احتياجات المواطنين بعد التوسع العمراني الكبير وزيادة عدد السكان في القرى التابعة للمركز. وقد أدت هذه الظروف إلى ضعف ضخ المياه في بعض المناطق، وانقطاعها التام في أوقات متفرقة.

وفي استجابة للموقف، تفقد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، المهندس شريف الشربيني، ومحافظ الدقهلية، اللواء طارق مرزوق، سير الأعمال الجارية في مشروع توسعات محطة مياه بلقاس بقرية أبو عرصة، والذي يشهد معدلات تنفيذ مرتفعة اقتربت من 93%، وفق تصريحات رسمية.

المشروع، الذي يتم تنفيذه تحت إشراف الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، يهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية للمحطة لتصل إلى 34 ألف متر مكعب يوميًا، وهو ما سيُسهم في تحسين خدمات المياه لنحو 40 ألف نسمة في قرى المركز. وتصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلى نحو 290 مليون جنيه.

وتتضمن التوسعة إنشاء وحدة تنقية رئيسية، وخزان أرضي، ومبنى للمولدات، ووحدات ضخ وغسيل مرشحات، ومباني خدمية للعاملين، إلى جانب ربط الشبكة الجديدة بالشبكات القائمة لتسهيل التوزيع العادل للمياه.

من جهته، أكد محافظ الدقهلية خلال جولته التفقدية أهمية الالتزام بالجدول الزمني لإنهاء الأعمال المتبقية، حتى تبدأ المحطة في التشغيل التجريبي خلال الفترة المقبلة. وشدد على أن المشروع يمثل نقلة نوعية في حل مشكلات المياه المتكررة في المنطقة.

ورغم هذه التصريحات، لا تزال معاناة السكان حاضرة. يقول محمد عبد العاطي، أحد سكان قرية منشأة بسنديلة، "المياه بتيجي ساعة في اليوم، وما بتكفيش حتى احتياجات اليوم العادي، بنضطر نخزن ونشتري مياه معدنية أحيانًا، والموضوع زاد صعوبة في الصيف".

ويطالب المواطنون بتكثيف الجهود الرقابية على شبكات التوزيع الحالية، والتوسع في تركيب المحابس الذكية لضمان وصول المياه بعدالة، خاصة للقرى الواقعة في نهاية خطوط الشبكة.

جدير بالذكر أن أزمة المياه في بلقاس تأتي ضمن تحديات أوسع تواجهها الدولة في قطاع الموارد المائية، في ظل زيادة الطلب وتراجع نصيب الفرد السنوي، ما يستدعي تسريع وتيرة المشروعات وتحسين كفاءة شبكات النقل والتوزيع.

ويأمل المواطنون أن يشهد شهر أغسطس المقبل بداية فعلية لتحسن الخدمة، بعد تشغيل توسعات المحطة رسميًا، بما ينهي سنوات من المعاناة اليومية.