تفاصيل السطو المسلح على مصنع ذهب بالقاهرة الجديدة والاستيلاء على 65 مليون جنيه

أحال المستشار أحمد السعيد، المحامي العام الأول لنيابة القاهرة الجديدة الكلية، سبعة متهمين إلى محكمة جنايات القاهرة لاتهامهم بارتكاب واقعة سرقة مشغولات ذهبية تقدر قيمتها بخمسة وستين مليون جنيه، مملوكة لرجل الأعمال فارس تادرس ميخائيل، مالك مصنع "FT Gold" للمشغولات الذهبية، وذلك في الطريق العام وتحت تهديد السلاح، وبالاشتراك والمساعدة فيما بينهم.

خطة محكمة وتنفيذ مسلح

التحقيقات كشفت أن الجريمة وقعت بدائرة قسم شرطة القطامية، عندما قام العامل بالمصنع ريمون رمزي ميخائيل، بصحبة زميله أيمن مجدي عبد الله، حارس الأمن، بنقل كمية من المصوغات الذهبية من مقر المصنع إلى المكتب التابع له بمنطقة الصاغة بحي الجمالية. وبينما كانا في الطريق، باغتهما عدد من الجناة يحملون أسلحة نارية، وأجبروهما على تسليم ما بحوزتهما من ذهب تحت التهديد، والجناة نجحوا في الاستيلاء على المصوغات التي بلغ وزنها 14 كيلو و225 جرامًا من الذهب، ثم فروا من مكان الواقعة.

تنفيذ الجريمة في دقائق معدودة

بيّنت التحقيقات أن المتهمين قد أعدوا مخططًا إجراميًا محكمًا بدأه المتهمون الأول والثاني والثالث، حيث قاموا بجمع المعلومات وتحديد زمان ومكان التنفيذ، فيما تولى المتهمون من الرابع وحتى السابع مهمة التنفيذ الفعلي، وقد استخدموا في ذلك أسلحة نارية وذخائر حية وسيارة غير مرخصة، وهاجموا المجني عليهما في الطريق العام، مشهرين الأسلحة في وجهيهما، وأجبروهما على الامتثال لأوامرهم، فتمكنوا من تنفيذ الجريمة في دقائق معدودة.

الاعترافات والأدلة

ورغم محاولة بعض المتهمين إنكار الجريمة في بداية التحقيقات، إلا أن النيابة العامة واجهتهم بالأدلة، وأقر المتهم الخامس صراحة خلال استجوابه باشتراكه في تنفيذ الواقعة، مؤكدًا مشاركته مع باقي المتهمين بعد مواجهته بتسجيلات كاميرات المراقبة التي وثقت الواقعة بالكامل، كما ثبت من معاينة النيابة وتفريغ الكاميرات، أن الجناة ارتكبوا الجريمة على النحو الذي وصفه المجني عليهما وتحريات المباحث.

الأدلة الجنائية

تقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية أكد أن المضبوطات التي تم ضبطها شملت بندقية آلية مششخنة، وبندقية خرطوش غير مششخنة، وخزنة أسلحة، وعدد 30 طلقة نارية، وخمس طلقات خرطوش، وهي أسلحة من النوع الذي لا يجوز قانونًا حيازته أو استخدامه.

تحريات المباحث

تحريات الرائد محمود كمال، معاون مباحث قسم شرطة القطامية، توصلت إلى أن المتهمين اتفقوا فيما بينهم على تنفيذ الجريمة، وتوزعت الأدوار بوضوح بين من تولى التخطيط ومن نفّذ الهجوم، وقد حصلوا على الأسلحة والسيارة المستخدَمة خصيصًا لهذا الغرض، والمتهمون من الخامس حتى السابع هم من باشروا تنفيذ الاعتداء المسلح، إذ باغتوا المجني عليهما وأشهروا الأسلحة في وجهيهما مهددين إياهما بالقتل، فاستولوا بالقوة على المشغولات وفروا من مكان الحادث.

وأكد المقدم أحمد مصلح، رئيس مباحث قسم القطامية، صحة ما ورد في تحريات معاونيه، مضيفًا أنه تمكن من تنفيذ قرار النيابة بضبط وإحضار المتهمين، وتمكن بالفعل من القبض على المتهمين من الأول حتى السادس، كما تم ضبط كمية المشغولات الذهبية المسروقة، بالإضافة إلى الأسلحة النارية المستخدمة في الجريمة، وذلك بإرشاد المتهمين أنفسهم.

المواجهة

بمواجهة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات والأدلة، أقروا جميعًا بارتكاب الواقعة كما وُصفت، وأكدوا أنهم خططوا للعملية واستهدفوا العاملين بالمصنع أثناء نقل الذهب، وأنهم لجأوا للعنف والسلاح لتنفيذ الجريمة، وأكدت النيابة العامة في أمر الإحالة أن الجناة لم يكتفوا بالسرقة فقط، بل ارتكبوا جريمة مكتملة الأركان بحيازة أسلحة نارية مششخنة وغير مششخنة وذخائر حية دون ترخيص، واستخدموها في تنفيذ جريمتهم، وهو ما يمثل انتهاكًا جسيمًا للقانون وتهديدًا مباشرًا للأمن العام.

مصير المتهمين

وتنتظر القضية جلسات محكمة جنايات القاهرة للفصل في مصير المتهمين الذين يواجهون اتهامات ثقيلة أبرزها السرقة بالإكراه، وحيازة أسلحة نارية محظورة، وذخائر دون ترخيص، واستخدام السلاح في ارتكاب جناية، وتُعد هذه القضية واحدة من أخطر قضايا السطو المسلح المنظمة التي شهدتها العاصمة في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى حجم المسروقات، ودقة التخطيط، وتعدد أدوات التنفيذ.